اعترافات بالصوت وبالصورة - مجرمو صبرا وشاتيلا يختبئون في اسرائيل
نشر بتاريخ: 16/09/2005 ( آخر تحديث: 16/09/2005 الساعة: 12:04 )
خاص بوكالة معا - تهتز الجبال وتبكي السماء وتتحرك العظام في القبور اذا يسمع احد اعترافات القتلة الذين استخدمهم وزير الدفاع الاسرائيلي في العام 1982 ارئيل شارون في ارتكاب مذبحة صبرا وشاتيلا .
يظهر شخص يلبس قميصا احمر في الاربعينيات من العمر ووزنه ثمانين كيلو غراما تقريبا قامت القناة التلفزيونية العاشرة بتظليل وجهه حتى لا يعرفه احد ثم يقول:
"اخذونا في العام 1981 سرا من جنوب لبنان الى تل ابيب وهناك قاموا بأخذنا الى متحف الكارثة التي تعرض لها اليهود على يد النازيين ، وضعونا في اجواء لا تصدق، انت تقف عاريا تحت دوش الماء وبدلا من الماء ينزل عليك مواد حارقة ، ومثل هذه الاساليب البشعة التي اراد الاسرائيليون من خلالها ان نشاهد ونشعر ونلمس حجم الظلم الذي تعرض له اليهود، ثم بعد ذلك اخذونا نحن الشبان اللبنانيون من جيش ايلي حبيقة الى معسكر للجيش الاسرائيلي جنوب البلاد واعطونا تدريبا قاسيا حول كيفية القتل وبسرعة ودون تردد.
ثم ارسلونا مرة اخرى الى لبنان وقالوا لنا ان الجيش الاسرائيلي سيجتاح لبنان. وفي العام 1982 اجتاح شارون لبنان ونحن كنا نساعده. وفي اوغسطس جرى اغتيال الرئيس بشير الجميل بواسطة انفجار وفي شهر ايلول استدعونا في الليل بسرعة الى جهة مخيمي صبرا وشاتيلا" .
و يظهر في التقرير الذي انفردت ببثه القناة العاشرة العبرية شخص اخر لا يلبس قميصا وله شارب تحت انفه فيقول ( كان الجيش الاسرائيلي يحاصر المخيمين من منطقة السفارة الكويتية وحتى المنطقة المقابلة ، كان الحصار محكما بحيث لا يمكن لاحد ان يهرب ، وجاء شخص وقال لنا اقضوا عليهم جميعا ، في البداية لم نفهم فقال لنا :
"اذبحوا كل شخص حي في المخيم نساء ورجال واطفال وامهات وكل من تجدونه".
ويضيف "كان الامر صعبا للغاية واكثر ما اتذكره الامهات الفلسطينيات وهن يصرخن للسماء ويتساءلن وينك يا الله ؟؟؟؟ واكثر ما اتذكره ان الامهات كن يتوسلن لنا ان نقتلهن قبل ان نذبح اطفالهن حتى لا يشاهدن المنظر ولكننا كنا نرفض وكنا نذبح الاطفال امام عيون امهاتهم ومن ثم نقتل الامهات والرجال والمصابين".
تنتقل الكاميرا الى شخص ثالث يشعل السيجارة ويتذكّر " لا اعرف كيف جرى تدريبنا على ان لا نحس ولا نشعر ولا نتأثر بالاستغاثة والبكاء فقد ذبحنا المئات والالاف دون ان يرمش لنا جفن وكان الجيش الاسرائيلي يشكل لنا الحماية الكاملة ونمر نحن من امامهم وهم يشيرون لنا الى مناطق اختباء اللاجئين فنذهب ونذبحهم" .
تعود الكاميرا الى الشخص الذي يلبس القميص الاحمر فيواصل اعترافاته " في ساعات الفجر جاء ضابط اسرائيلي وقال : الان تبدأ عملية التنظيفات . سألناه ماذا يقصد؟ قال: اريد ان تبحثوا جيدا فلربما هناك طفلا هاربا او مختبئا اذبحوه واقضوا على الجرحى فذهبنا وفعلنا ومن لم نقتله بالرصاص ذبحناه بالسكين".
تعود الكاميرا الى الشخص العاري الذي يدخن وكأنه مدمن مخدرات "طلبوا منا في الفجر ان ندفن الجثث ونخفي القتلى واعطونا الجرافات للقيام بذلك لكن الامر كان صعبا ، اصعب من القتل نفسه، فقالوا لنا اسرعوا قبل ان تشرق الشمس ويأتي احد الصحافيين ويصوّر المناظر".
يسأل مذيع القناة العاشرة واسمه جلعاد ، رئيس هيئة استخبارات الاحتلال سابقا عاموص مالكا الموجود في الاستوديو : انت كنت في لبنان تعمل في سلاح المدرعات هناك هل هذه الاعترافات صحيحة ؟
يرد عاموص مالكا بهدوء بارد جدا " لا ، الصورة لم تكن هكذا فنحن لم نعرف ان هؤلاء الجنود التابعون لايلي حبيقة سيفعلون هكذا بسكان المخيمين والا لكنا منعنا دخولهم؟".
سؤال : ولماذا سمحتم لهم بالدخول اذن ؟ يرد مالكا" لمساعدتنا في البحث عن المقاتلين الفلسطينيين ".
ولكن المذيع لا يقتنع ويقول له" ولكن هذه جريمة تقشعر لها الابدان الم تسمع ماذا قالوا في اعترافاتهم؟".
يرد مالكا بهدوء تام "اسمع ، تذكّر كيف يقتل الفلسطينيون العملاء في غزة ستعثر على الاجابة فهؤلاء العرب ينتقمون من بعضهم بهذا الشكل" .
المذيع يقول "ولكن لجنة كاهان الاسرائيلية ادانت شارون بالمسؤولية عن جرائم صبرا وشاتيلا وهؤلاء القتلة يعيشون الان في اسرائيل وكأنهم لم يفعلوا شيئا ؟".
مالكا " ابدا ، جيشنا لم يكن يعرف انهم سيفعلون هكذا بسكان المخيمات ويطلب من المذيع الانتقال الى موضوع اخر فينتقل المذيع الى موضوع اخر" .