الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلمة حرة في الحرة؟؟؟بقلم ماهر فراج - واشنطن

نشر بتاريخ: 16/09/2005 ( آخر تحديث: 16/09/2005 الساعة: 12:33 )
معا- ان الحرة المحطة التلفزيونية التي تبث برامجها المختلفة الاخبارية منها والوثائقية من عاصمة الولايات المتحدة الامريكية هي احدى اهم الجسور التي يمكن من خلالها ان تقوي وشائج العلاقة او تزيد من هشاشتها في ذات الوقت بين عالم عربي مفكك ولكنه ممتد من المحيط الى الخليج وبين ولايات متحدة تمتد من الاطلنطي شرقا الى الهادي غربا.

غير ان ذلك كله يتوقف على قوة هذا الجسر من حيث الالية والقدرة على فهم القضايا العربية لا سيما قضية الديمقراطية فيما ضعف هذا الجسر هشاشة عظامه سيزيد الطين بله من جهة ولن يؤدي بأي شكل من الاشكال الى جسر الهوة وبالتالي ستنقلب النتائج رأسا على عقب وهو ما لا يتمناه احد غير ان الامنيات شيء والوقائع التي تفرض نفسها شيء آخر تماما وقد قيل ان جهنم مبلطة بالنوايا الحسنة.

ان احد ابرز اخطاء الحرة هو في اداءها منذ انطلاقها وحتى كتابة هذه الكلمات ويتمثل هذا الخطأ في اسقاطها للتبادلية واختصار تعاملها مع العالم العربي على انه الجهة التي يجب فقط وفقط " ان يتلقى الاوامر " الديمقراطية بطريقة القوالب الجاهزة بتعبير اخر محاولة الملقن اسقاط مفاهيم من الاعلى وعلى المتلقن ان يسلم بها وهو امر منافي لابسط المفاهيم الديمقراطية وهو بالتالي خلق اجواء رافضة للطريقة التي لا تمت للديمقراطية بصلة والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن ايصال فكرة دمقرطة العالم العربي وهي في الوقت ذاته لا تمت للديمقراطية بصلة؟؟ حتى الطفل الصغير لا يمكنه تقبل فكرة حتى وان كانت لصالحه مادامت الطريقة خاطئة وقد قيل " كيف يستقيم الظل مادام العود اعوج".

ولست هنا بصدد تقديم طريقة محددة لكيفية خلق حضور فاعل للحرة في الشرق الاوسط لكن الطريقة الافتعالية ايضا في طرح البرامج والقضايا وطريقة تناولها وضرب حس الاولويات تزيد الامور سوءا سواء بمعرفة المسؤوليين عن هذه السياسة او بغير معرفتهم والامر يذكرني بشخص ابله حاول النجاح باختياره طريقة غير صحيحية ففشل ولم ينل غير الشفقة.

ان الادعاء بان الناس في الشرق الاوسط والعالم العربي لا يثقون بمحطة الحرة لكونها محطة امريكية هو ادعاء غير دقيق ربما هناك بعض الصحة بهذا القدر او ذلك لكنه غير دقيق بالمطلق وهو ادعاء ربما يجد بعض المنتفعين منه شماعة يعلقون عليها فشل ادارتهم لهذه المحطة وليس العكس.

ولدحض هذا الادعاء الاخرق كيف يمكن تفسير وجود مئات من المؤسسات الامريكية في قلب العالم العربي وتحظى باحترام فيما لا تحظى الحرة لا بالاحترام ولا بالثقة بالرغم ان كلا المؤسسات امريكية.

ان ضخامة التمويل الذي يصل سنويا الى 55 مليون دولار امريكي وربما يزيد عن ذلك الذي خصص من الكونغرس مباشرة هو امر يستحق التقدير وليس هذا فحسب وانما يدل على اهتمام الادارة الامريكية بالعالم العربي غير ان اكتمال الامر بالوصول الى الهدف يتعدى القدرة المالية بتوفير آلية اداء فعالة قائمة على فرضية احترام العقلية العربية وليس الاستخفاف بها كما تظهرها سياسة المحطة.

فيما اختصار 80% او يزيد من العاملين على حملة جنسية عربية معينة فهو امر يظهر بما لا يدع مجالا للشك. ان المحطة موجه لبلد بعينه وليس للعالم العربي وكثيرا ما قيل ان الحرة محطة لبنانية.

ان العزلة التي تعاني منها الحرة لاكثر من عامين من قبل الرأي العام العربي يعطي دلالة واضحة على انها تعاني من مشكلة كمشكلة شخص يعاني من السرطان وهو ما يتطلب اولا وعاشرا الاعتراف بوجود هذه المشكلة فيما انتهاج سياسة دس الرؤوس في الرمال لا يعني باي حال من الاحوال اختفاء الاجسام على ضخامة حجمها.

اعتقد حقا ان هناك فرصة حقيقية لان تصبح الحرة محطة يحرص الرأي العام العربي على متابعتها هذا فقط اذا ما تمت مراجعة نقدية شاملة من قبل الكونغرس لمعرفة الطريقة التي تدار بها واجراء مساءلة مالية لبعض مسؤوليها الذين وصلت ارصدة بعضهم لاكثر من مليون دولار يضاف اليها" الهمر الامريكي".