محطات من دورينا
نشر بتاريخ: 27/07/2015 ( آخر تحديث: 27/07/2015 الساعة: 21:12 )
بقلم : صادق الخضور
يحمل اللقاء المرتقب بين أهلي الخليل والشجاعية، معه دلالات كبيرة، خاصة وأنه يأتي بعد معترك الفيفا، وهو سيكون بداية للقاءات كثيرة نتمنى أن تتواصل بين شطري وطن، فرقتّه السياسة وها هي الرياضة توحدّه، ويضم الفريقان أسماء مشهودا لها في ملاعبنا، وبالتوفيق للفريقين، ويحمل اللقاء معه حسابات تتعدى الفوز أو الخسارة، فهو فرصة لإبراز التميز الإداري في التنظيم، والإعلامي في التغطية، والجماهيري في المتابعة، وكل التقدير للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على هذه الخطوة التي تمثّل بداية عهد جديد من التواصل.
هذا الرجل....... يستحق الاحترام
إنه رجل الأعمال مازن فوزي أبو الضبعات، المواصل سنويا تقديم الدعم الكبير للرياضة الفلسطينية عموما، وللعميد شباب الخليل تحديدا، ويكون على موعد سنوي مع تأكيد التزامه بالدعم والإسناد.
هذا الرجل أنموذج للوفاء، وهو من الدلائل المؤكدة أن الوفاء باق ما بقي فرسانه، ورغم الاغتراب إلا أن تجديد التواصل، والحرص على البقاء ابنا وفيّا للنادي الحاظي بدعمه وإسناده بارقة أمل تؤكد أن هذه النموذج من النماذج التي تستحق تسليط الضوء عليها.
من يتواصل مع جماهير شباب الخليل في هذه الأيام، وعلاوة على الحديث عن الصفقات والتحضيرات؛ يلمس حديث الجماهير عن النماذج الوفيّة للعميد من رجال الأعمال وممثلي العائلات وبضمنها هذا الرجل البار، وغيره من رجال الأعمال ورموز العائلات الخليلية ممن واصلوا إسناد العميد في تحضيراته لبدء الموسم الأهم في مسيرة النادي.
نموذج " أبو الضبعات"، ونماذج كثيرة في شباب الخليل وفي غيره من الأندية تستحق الإشادة، وستكون هناك وقفات قادمة مع نماذج أخرى في أندية أخرى لتأكيد مدى التزامها برفعة أنديتها، في توقيت يتواصل فيه مثلا الحضور اللافت والكبير للدكتور باسم أبو عصب في هلال القدس، وغيره من الفاعلين في أندية ومؤسسات عديدة، ومما لا يختلف عليه اثنان أن إبراز هذا الوفاء إعلاميا خطوة يجب أن تقترن بمنهجية تعطي هؤلاء الأوفياء جزءا من تقدير لطالما كانوا أهلا له.
المدرّب الوطني: مبعث اعتزاز
عبد الناصر بركات وطاقمه المساعد، عبد الفتاح عرار وطاقمه المساعد، أنموذجان رائعان للخبرة التدريبية الفلسطينية التي بدأت تأخذ فرصتها، وواثقون من قدرتها على ترك بصمة طيبة على محيّا الإنجاز.
قبل سنوات خمس من عمر الزمن لم تكن القيادة الفنية لمنتخباتنا الوطنية من المدربين الفلسطينيين، وإنْ كانت الروح التي تحلّى بها التليلي وجمال محمود ومن سبقهم من المدربين فلسطينية الطابع، وها هم مدربونا الفلسطينيون ونستحضر عبد الناصر بركات أنموذجا لهم، يواصلون البناء والعطاء.
حديث المدرب بركات مؤخرا عن التجديد والبناء، حديث حمل معه رؤية استشرافية للمستقبل، فالتغيير وتحقيق الإنجازات لن يتأتى بالأماني، بل يتطلب العمل والمثابرة والصبر، والمهنية، وهذه المحاور يجب ألا تغيب عن بال كل من انتصر للموضوعية وللمهنية، وواثقون من أن منتخباتنا الوطنية تسير في الطريق الصحيح.
بطبيعة الحال؛ الثناء والشكر للمدربين الفلسطينيين في الأندية وفي الدوريّات جميعها، فهم القادرون على إعداد لاعبين يرفدون منتخباتنا الوطنية، وللمرّة الأولى في تاريخنا الكروي نشهد وفرة من اللاعبين القادرين على تمثيل المنتخب.
لمدربينا نقول: واصلوا العمل، لإرساء دعائم الأمل، بكم نفخر، وعليكم نعتمد، فأنتم أملنا في تشكيل منتخبات فلسطينية قادرة على مواصلة الطريق، وكل المطلوب ألا نستعجل النتائج، المهم الفكر والإستراتيجيات فهي التي تضمن الاستدامة، وتؤسس لمستقبل مشرق لمنتخباتنا الوطنية.
سريعا: فليكن الحسم
التصرّف بمنطق رد الفعل خسارة أيّا كانت النتيجة، كلمات يجدر تذكرّها من اتحاد السلّة ومن الأندية في ظل أزمة غير مسبوقة يحاول البعض استغلالها– حالها العديد من الأزمات الرياضية- للاصطياد في المياه العكرة، وفي الوقت الذي كان من المستغرب فيه موقف الاتحاد من فريق بير زيت في الدور الرباعي، باعتباره ردّ فعل على موقف أندية تحفظّت على موعد المباريات وتوقيتها، نستغرب موقف بعض المطالبين بتغيير الاتحاد لمجرّد تسجيل موقف يندرج في إطار رد فعل!!
مرّة واحدة: مطالبات بتغيير الاتحاد؛ فهل هذا منطق؟ وأين التقييم الموضوعي؟ وأين الإشادة التي لطالما برزت في الفترة الماضية؟ وهل بات هناك متخصصون في زيادة الأزمات إذا ما اقترنت بالرياضة؟
الأندية مطالبة بسرعة التدارك، والاتحاد مطالب بمراجعة موقفه، وتذكرّنا الأزمة الحالية بما شهدته الأزمة مع إبداع قبل سنوات، وحينها كانت بداية مواقفي الصريحة من ضرورة المراجعة والتأني، وإحقاق الحق.
اليوم: وبعد سنوات، تطل الأزمة من جديد، في توقيت تتواصل فيه التحضيرات لجني ثمار انتظام المسابقات، والمطلوب موقف عقلاني، وواثقون من أن أ.خضر ذياب وصحبه في الاتحاد، وكذا رؤساء الأندية قادرون على لململة الأمور قبل فوات الأوان، وما أروع مأسسة ثقافة الاعتذار والصفح والتجاوز عن الهفوات، فلا نريد للشجارات التي تتراءى هنا وهناك في الشارع العام أن تعصف بإنجازات لطالما انتظرها الجميع.
موقف عقلاني مسؤول، هذا هو المطلوب، فهل هذا مستحيل؟ وواثقون من قدرة اللجنة الأولمبية على علاج الأمر بحكمة وبرويّة.