كيف ننظر لأهدافنا
نشر بتاريخ: 28/07/2015 ( آخر تحديث: 28/07/2015 الساعة: 15:49 )
بقلم : محمد البكري
مقالة كنت قد نشرتها سابقاً ... وهي مختصرة جداً ... اعبر فيها عن حاجتنا لمراجعة وتقييم ... للمرحلة التي تمت خلال السنوات الماضية ... وخاصةً أن هناك تساؤلات مشروعة تتحدث عن واقع الحال.
ان اغلب كتاباتي موجهة للكفاءات والكوادر العاملين في قطاع الرياضة ... وهدفي هو استقطاب هؤلاء الإخوة والزملاء من أجل خلق حالة من الاشتباك الفكري ... لنصل معا لإقرار رؤية ورسالة رياضية ... قادرين على تحقيق اهدافها.
الرياضة رسالة كبيرة تحتوي على مجموعة كبيرة من العناصر ... التي تشكل مضمونها وقيمتها الوطنية والعالمية ... وتعتبر أحد اوجه وأشكال النضال الوطني بالخصوصية الفلسطينية ... ولا تحتمل قطاع الموظفين البيروقراطيين ... إنما تحتاج إلى أبنائها من المؤمنين بها كمتطوعين ومناضلين يحملوا على عاتقهم النضال الذي يحقق أهدافنا.
سأتحدث عن الرياضة ... هدف ... ورؤية ورسالة.
عندما أكون موجوداً بين مجموعة من المتحدثين ... على طاولة الحوار أو النقاش الخاص بالشأن الرياضي ... أشعر في كثير من الأوقات أننا نظلم أنفسنا كثيراً ... ونضع الكثير من اللوم والعتب على كاهل أبنائنا اللاعبين ... ونجعل الجهاز الفني والإداري يشعر بالعجز وعدم المسؤولية ... وأكثر من ذلك أننا نكيل الاتهامات السيئة والمهينة لمختلف قيادات العمل الرياضي ... ونحملهم مسؤولية الفشل والعجز لأنهم قيادة هذا القطاع ... والحقيقة أننا جميعاً نعيش حالة ظلم كبير نصنعها بأيدينا ... وأعتقد أن مجمل العاملين في قطاع الرياضة واقع تحت تأثير الشعور بالذنب والتقصير وعدم الإنجاز.
كل ما ذكرته ... وكل ما تحفظت على ذكره ... هو اسوء بكثير مما ذكرته ... له أسباب جوهرية من وجهة نظري الشخصية ... وهذه الأسباب هي أننا نخلط في فهم امكانياتنا الخاصة وواقعنا الذي يختلف عن واقع معظم الشعوب ... وإمكانيات غيرنا من دول الجوار أو الدول ذات الباع الطويل في الرياضة.
ونفهم رسالتنا الرياضية كما يفهمها غيرنا في كل العالم ... ونريد تنفيذها وتطبيقها كما يطبقها وينفذها الاخرون ... وهذا ما جعلنا نقع بالخطأ الكبير.
ولأن أهدافنا هي خاصة بنا وبخصوصيتنا ... ونصر ان نعمل برسالة الرياضة التي يعمل بها غيرنا في معظم الدول مع اختلاف واقعنا عنهم جميعاً ... وهذا ما اوصلنا للشعور بالفشل والعجز وعدم الإنجاز ... وللحقيقة إننا حالة خاصة ليست مثلها حالة أخرى ... وانطلاقا من شكل وطبيعة وتفاصيل خصوصية حالتنا ... يجب تكون رسالتنا.
هذه هي مشكلتنا جميعاً ... ونحن جميعا شركاء في تحمل هذه المسؤولية ... لأننا من قام على إشاعة هذه النتائج بين أوساط قيادتنا وشعبنا ومحبي الرياضة بشكل عام ... او القائمين على الرياضة النخبوية ... رياضة المنافسات المحلية أو الخارجية.
من هنا كان لابد من مراجعه فكرية ... لرسالتنا الرياضية ... وبناء على هذه المراجعة لرسالتنا في محتوياتها ودلالاتها الوطنية والثقافية ... آخذين بعين الاعتبار ... الحالة الوطنية التي نعيش ... صعوباتها وعوائقها ... وامكانياتنا المالية والمادية .... والبنى التحتية المتوفرة ... والقدرات البشرية والمهنية.
واننا من خلال مجمل عناصر رسالتنا لقطاع الرياضة ... نستطيع أن نستنبط كل الأهداف الرياضية الخاصة بنا والتي نرغب بها ونريدها ... ونحدد كل الطرق والأساليب والآليات ... و نقرر التشريعات والنظم واللوائح والتعليمات .... التي تساهم وتساعد على تحقيق وتعميم رسالتنا وتحقيق أهدافنا ... ونحرر أنفسنا من عقدة الشعور بالذنب والعجز ... ونفسح المجال لكل أسرة قطاع الرياضة ببذل كل الجهود من أجل خلق الإبداع والتميز ... وأن ينطلقوا لتنفيذ رؤيتنا ورسالتنا ... وفقا لتوجيهات وقرارات القيادة الرياضية ... وبهذا نكون قادرين على تحقيق أهدافنا ... وجعل الرياضة سفيراً دائماً ... لنقل حالتنا وقضيتنا وثقافتنا الفلسطينية لكل اشقائنا واصدقائنا وحلفائنا في العالم ... وهذا ما سيجعل الكثيرين يبدعوا ويتميزوا ... من خلال تكريس خصوصيتنا التي تشكل عنوان وصورة عملنا الذي نريد.