الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صورة لخصت الاحتلال.. الضحية تعاقب والجلاد يكافأ

نشر بتاريخ: 31/07/2015 ( آخر تحديث: 31/07/2015 الساعة: 13:46 )
صورة لخصت الاحتلال.. الضحية تعاقب والجلاد يكافأ

القدس- معا - في العالم الالكتروني والواقع الحالي غالبا ما تكون الصورة أصدق وأبلغ في نقل الحدث وأقرب الى الناس وأسرعها انتشارا، خلال الاسبوع الماضي شهد المسجد الاقصى توتراً واستفزازاً للمسلمين بسبب اقتحام المستوطنين للمسجد، وشهد وقوع اشتباكات بين المقدسيين وأفراد قوات الاحتلال، حيث تعرض الفتى أنس محمد ابو الحمص 14 عاماً للاعتقال والضرب والاهانة أثناء وقوفه ودفاعه عن الأقصى، وتصادف التقاط مصور صحفي صورة له تبين الفرق والعنصرية في التعامل من قبل قوات الاحتلال بين فتى فلسطيني يدافع عن الحق، وفتى مستوطن معتدٍ.

الفتى أبو الحمص قال لوكالة معا:"كنت أقف مع مجموعة من المصلين المرابطين على باب السلسلة وخلال تجول مجموعات من المستوطنين في المنطقة بالتزامن مع اغلاق الاقصى ومواجهات في ساحاته، تعمد احد المستوطنين استفزازنا بتوجيه الشتائم لنا كما كان يدفعنا بين الحين والآخر، ويبصق علينا ورغم تواجد الشرطة في المكان لكنها لم تبعده ولم تعتقله".

وأضاف :"أفراد من القوات الخاصة اغلقوا المنطقة بالسواتر الحديدية واحتجزونا في منطقة معينة، تعمدوا استفزازي بالاستهزاء بي، ودفعوني وحاولوا ضربي الا ان المتواجدين منعوهم من ذلك".



وأوضح ابو الحمص أن المستوطن (الذي يظهر في الصورة) اشتكى للقوات باننا قمنا بدفعه، فأحضرته الشرطة للتعرف على "المعتدي" ، واتهمني بذلك، وقامت القوات باعتقالي بعنف واعتدوا علي بالضرب خلال الاعتقال والاقتياد الى مركز الشرطة وتواجدي فيه، اما المستوطن فتم اقتياده بهدوء الى المركز، وسرنا وصولا الى المخفر.

وأشار الى انه فور دخوله الى مركز الشرطة تم دفعه ووضع القيود بيديه ثم انهال عليه 6 أفراد من القوات بالضرب المبرح، واقتادوه الى غرفة وتم تفتيشه والاعتداء عليه، اضافة الى توجيه الشتائم له، وتهديده باطلاق النار عليه، أما المستوطن تم ادخاله الى احدى الغرف واحضروا له مياه الشرب".

وفي المركز تواجد مجموعة من المعتقلين بينهم فتاة حيث فرض عليهم الجلوس في زاوية معينة ومنعوا من الحديث سويا، وبين الحين والاخر تم ضربنا على رأسنا ودفعنا."

ولفت الى ان شرطي اسرائيلي اجرى معه تحقيقا لعدة دقائق باللغة العبرية ودون ان يتمكن من فهم مايريد او يرد على الأسئلة التي وجهت له، لكنه نفى التهمة وطالبهم بفحص كاميرات المراقبة، التي تبين أن المستوطن هو من قام بالاعتداء وتوجيه الشتائم، وبعد حوالي ساعة قام شرطيان باخلاء سبيله بصورة مفاجئة، ولدى محاولته العودة الى مكان الاعتصام تم مهاجمته مجددا والاعتداء عليه بالضرب، واقتياده الى شارع الواد ومنعه من الوصول الى "باب السلسلة".

وقال أبو الحمص :"كشفت الصورة مدى عنصرية التعامل بين المستوطن والفلسطيني، حيث تم الاعتداء علينا خلال تواجدنا ورباطنا على باب الأقصى، أما المستوطن فتم توفير الحماية الكاملة له، اغلق المسجد لساعات وحولت ساحات الاقصى "لساحة حرب" لتوفير وتأمين اقتحام المستوطنين الى الاقصى في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".

وأضاف :"الاعتداء علي وضربي واعتقالي لن يزيدني الا تمسكا وحبا للمسجد الاقصى، هو جزء مني ولا اتخيل أن يمر يوم دون ان ازوره واصلي فيه، فارتباطي فيه طوال اليوم خاصة واني ادرس في مدرسة الاقصى الشرعية".

وأشار ان لديه صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" لتصوير الاسماء في الاقصى، كما يحرص على نقل ما يحدث في الاقصى أولا بأول.

متابعة: ميسة ابو غزالة