كبار السن بغزة.. لا شيء يمنع العودة للدراسة

غزة-معا - يصر المواطن محمد أبو ليلة من سكان غزة رغم كبر سنه على مواصلة تعليمه الذي حرم منه بالصغر، فالتحق ببرنامج محو الأمية التي نفذته وزارة التربية والتعليم ليتمكن وهو في الخامسة والخمسين من دخول الامتحان التمهيدي الذي يسمح له بالتقدم لامتحان الثانوية العامة.

ويقول المواطن محمد وعلامات الفرح على وجهه "حرمت من التعليم في الصغر نظرا للظروف والأوضاع الصعبة التي كنا نعاني منها فذهبنا للعمل في إسرائيل" .

ويطمح محمد بإكمال تعليمه حتى يصل للمرحلة الجامعية وأن يحقق كل أمانيه لأن هذه هي أمنيته من الصغر ويقول "نحن حرمنا منها في الصغر وها نحن اليوم نحققها في الكبر".

وكان المواطن ابو ليلة من بين 62 مواطنا من سكان قطاع غزة تقدموا لامتحان محو الامية الذي ترعاه وزارة التربية والعليم والتي تحاول القضاء بشكل كامل على الامية التي تبلغ نسبتها بغزة 2.5 بالمئة وهو من اقل المعدلات في العالم.

ولا يقتصر البرنامج على الرجال بل يضم مجموعة من النساء مثل المواطنة ايمان مشتهى البالغة من العمر 39 عاما التي أصرت على أن تحقق أمنيتها في التعليم متحدية كل الظروف والأوضاع الصعبة بتشجيع كامل من قبل زوجها بالتعليم .

وتقول المواطنة مشتهى "كانت أمنيتي منذ الصغر بأن أكمل تعليمي ولكنني تزوجت وأنا صغيرة، فلم أكمل تعليمي فكنت أقوم بتدريس أبنائي وأنا لست متعلمة ".

وتضيف ايمان وهي مبتسمة وعلامات الفرح والسعادة على وجهها "أشعر الان بالفخر لأنني اقوم باكمال تعليمي.. فالتعليم أعطاني ثقة بالنفس أكثر وأشعر بأن لي كيان وشخصية فالفتاة المتعلمة لها كيانها وقيمتها وشخصيتها في المجتمع ".

أما المواطنة أماني حرب والتي تشعر بالفرح والانبساط تقول "استفدت بشكل كبير من هذا البرنامج فأصبحت قادرة على تعليم وتدريس أبنائي،وأشعر بالفرح لأني أقدم هذا الامتحان "متمنية من الجميع ممن لم يكملوا تعليمهم بالتسجيل في هذا البرنامج حتى يتم تطوير البلد .

خطة طموحة
الدكتور محمد صيام مدير عام التعليم العام قال لمراسل معا ان البرنامج بدأ تنفيذه منذ سنوات طويلة لتنفيذ التعليم للجميع واتاحة الفرصة لكل الذين يريدون الالتحاق بالمدارس والوصول الي درجة علمية مقبولة.

ويضيف صيام "نحن في هذه الوزارة نعمل في هذه البرامج وسنطورها في الايام القادمة وسنقوم بحملة اعلامية كبيرة جدا للترويج في برامج تعليم محو الامية والتعليم الموازي في الايام القادمة ".

ويتابع حديثه قائلا "نحن في قطاع غزة يشرفنا ان نكون نحن الاول في نسبة المتعلمين في الوطن العربي ونسعى أن تتقدم هذه النسبة بالكامل في محو الامية والتعليم الموازي ".

ويوضح صيام أن البرنامج بحاجة للتطوير خاصة ان بعض المشاركين فيه تمكنوا من الحصول على شهادات الثانوية والبكالوريس والماجستير ومنهم من حصل على الدكتوراة فبالتالي هذه برامج ناجحة لابد من أن تتطور وأن تدعم بالكامل في الفترة القادمة.

ودعا صيام وزرارة التربية والتعليم في الضفة وغزة بالاهتمام بهذا البرنامج وتطوير هذه البرامج حتى تقدم خدمة نوعية متميزة لكل أبناء الشعب الفلسطيني .

وبدأ العمل في البرنامج عام 2004 ليحقق نجاحا كبيرا في تخليص عدد كبير من الطامحين من التخلص من الامية خاصة لمن حرموا من التعليم بسبب الفقر او الزواج المبكر.