شارون يشغل إسرائيل: اعتنق الإسلام وأحبّ العرب وليس جاسوساً فهل سيطلق سراحه
نشر بتاريخ: 24/09/2007 ( آخر تحديث: 24/09/2007 الساعة: 11:55 )
بيت لحم - معا - بعد ان القت السلطات الامنية اللبنانية القبض على اسرائيلي مزدوج الجنسية حيث يحمل الجنسية الالمانية في 22/9 الجاري، في احد الفنادق ببيروت، وكان قد زار لبنان خلال العامين الماضيين 11 مرة، وهو "دانيال موسى شارون ـ عثمان تزغارت".
القانون اللبناني كما القوانين في العديد من الدول العربية والإسلامية لا تسمح بدخول حاملي الجوازات الإسرائيلية إلى أراضيها. يستوجب ذلك على الموساد البحث عن جوازات سفر غربية. تكشف «الأخبار» بعض خفايا هذا المهمّة
هذه المعلومات غير مرتبطة بشكل مباشر بقضية المعتقل الإسرائيلي في بيروت، لكنها تكشف أن مسألة حصول إسرائيليين على جوازات ألمانية لا تقتصر فقط على حالات تجنّس استثنائية ومتفرقة، بل إن تزويد جواسيس يعملون لحساب الموساد الإسرائيلي بجوازات ألمانية يشكّل «تقليداً أمنياً» قديماً بين البلدين تم سنّه منذ عهد رينهارد غيهلن، مؤسّس جهاز الاستخبارات الألمانية BND في نهاية الحرب العالمية الثانية.
جاء حرفياً في الوثيقة (مترجم عن الفرنسية): «إن عملاء من الموساد يحملون وثائق هوية ألمانية يسافرون إلى إيران، وفقاً لمصادر مقربة من أجهزة المخابرات الألمانية BND. إنهم (رجال الموساد) يقومون بدراسة مواقع المنشآت النووية الإيرانية تخطيطاً لضربة إسرائيلية. إن استعمال الموساد لجوازات ألمانية بدأ منذ تأسيس رينهارد غيهلن جهاز BND بعد الحرب (العالمية الثانية)».
شارون يشغل إسرائيل: اعتنق الإسلام وأحبّ العرب... وليس جاسوساً
قضية اعتقال الإسرائيلي الألماني دانيال شارون في لبنان شغلت الإعلام الإسرائيلي، الذي كشف جانباً كبيراً من حياة متناقضة يعيشها هذا الإسرائيلي، الذي قالت إنه اعتنق الإسلام «وأحب العرب، وخصوصاً اللبنانيين»، مركزة على استبعاد تهمة التجسس عنه.
أثار خبر اعتقال دانيال شارون في بيروت، ضجة في إسرائيل، تعاطى معه الإعلام العبري بجدية قصوى، ونشره في المواقع أثناء «عيد الغفران» اليهودي، الذي تُشلّ فيه الحياة في إسرائيل تماماً.
الصحيفتان الكبيرتان «يديعوت أحرونوت» و«معاريف» نشرتا الخبر أمس على الصفحة الأولى، فيما انشغلت الإذاعات والمواقع العبرية في نقل آخر تطورات القضية عن طريق مقابلة أفراد العائلة. فنفى موشيه شارون، والد دانيال، علمه بأي معلومات عن القضية، حيث طلبت منه وزارة الخارجية الإسرائيلية ألا يكثر من الحديث عن الموضوع، وقالوا له: «دعنا نعمل بهدوء». لكن هذا لم يمنعه من الإدلاء بتصريحات، تشير إلى أنّ «سوء تفاهم قد حصل».
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن مصادر في وزارة الخارجية قولها إن «هذا موضوع حساس يتعلق بمواطن إسرائيلي يحمل جواز سفر آخر، وجرى اعتقاله في دولة عدوّة، والوزارة تدقّق في الموضوع».
وسارعت السلطات الإسرائيلية إلى مطالبة ألمانيا بالعمل لدى لبنان لإطلاق سراحه. وقال والده لوسائل إعلام إسرائيلية إنه «مقتنع بأن هناك سوء تفاهم»، مضيفاً أن تورط نجله يعود «لإشكالية كونه يحمل جنسيتين، ألمانية وإسرائيلية»، مشدداً على أنه «متأكد من أنه سيتضح بعد وقت قصير بأن ابني لم يمارس التجسس، ولا يقوم بأعمال مخالفة للقانون من أي نوع».
دانيال شارون
ولد دانيال شارون في عام 1975 في مدينة ميونيخ الألمانية، لوالدين إسرائيليين. عندما كان طفلاً في سن الثانية، انتقل والداه إلى إسرائيل. تطلّق والداه، وخاضا معركة كبيرة بشأن احتضانه. عاش شارون مع والدته تسيبي متنقلاً بين ألمانيا وأوستراليا. استطاع والده موشيه شارون استعادته عندما كان في سن الحادية عشرة.
عند وصوله إلى الصف العاشر، سافر شارون إلى المملكة المتحدة وتعلّم في مدرسة دولية تابعة للأمير تشارلز. وعاد بعدها إلى الدولة العبرية. خدم في الجيش الإسرائيلي، في إحدى الوحدات القتالية التابعة له. وأشارت «يديعوت» إلى أنّه فرّ من الجيش مرتين «وطرد من بعدها». وأضافت أنه في سن التاسعة عشرة، سافر إلى المملكة الأردنية واعتنق الإسلام هناك.
وتشير الصحيفة إلى أن شارون تعمّق في دراسة القرآن، وتعلم أيضاً اللغة العربية، وصار يتحدث العربية بطلاقة وبأكثر من لهجة. وقال أحد معارفه إنه «ذهب حتى النهاية في كل قرار اتخذه. وذكر أنه قرر أن يكون يهودياً متديناً، ومن بعدها أحجم، واعتنق الإسلام».