نشر بتاريخ: 02/08/2015 ( آخر تحديث: 06/08/2015 الساعة: 12:05 )
بيت لحم- معا- لا قلب للصحراء ولا ضمير، ولكن لها ذاكرة ستسجل آلام المعتقلين وتكتب بالدم كل لحظة عذاب مورست بحقهم دون ذنب اقترفوه سوى رفضهم الذل والمهانة، ففي قاموس السجن لا مكان للخضوع والخنوع بل عزيمة بمدى هذه الصحراء القاسية التي تكبر يوماً بعد آخر في ظل جبروت السجان ووحشيته.
من سجن النقب الصحراوي يروي الأسير أمجد فائق أبو لطيفة (43 عاماً) والمحكوم بـ 18 عاماً ونصف العام أمضى منها 13 عاماً ما حدث معه فيقول:
اعتقلت بعد مطاردة دامت عاماً ونصف العام، واعتقلت أول مرة في الـ 13 من عمري لتبلغ سنوات سجني متفرقة حتى الآن 18 عاماً غير الأعوام الخمس المتبقية.
أنهيت دراستي الجامعية من بيرزيت وكنت ناشطا مع القوات الضاربة لحركة فتح وهي عبارة عن مجموعات عسكرية تشكلت ابان الانتفاضة الاولى لدعم واسناد الانتفاضة ومهمتها القاء الحجارة والمولوتوف الحارق والقيام بعمليات اطلاق نار، وكانت بمثابة الجناح العسكري لحركة فتح كما أنها كانت آنذاك تقوم بتصفية العملاء والتصدي لوحدات المستعربين وعلى اثر هذه الأعمال تمت مطاردتي الا ان اعتقلت بتاريخ 30ـ 7ـ 2002.
وعن فترة التحقيق يروي أبو لطيفة: خضعت لجولات تحقيقية قاسية، وتعرضت للكثير من التعذيب ما خلف آثارا وأوجاعا على جسدي، استمرت فترة التحقيق 20 يوماً ولم أتمكن من معرفة المكان الذي كنت به حتى اللحظة، ولا أين يقع حتى انتهت هذه الفترة وبدأت أعتاد الحياة كبقية رفاقي في المعتقل، ولم أشعر بالخوف الذي شعرت به أول مره اعتقلت بها، واعتدت على رفاقي بسرعة، بعدها بدأت ببرنامجا تثقيفيا تعلمت من خلاله اللغة العبرية قراءة وكتابة وكذلك اللغة الانجليزية، بالاضافة الى قراءة موسعة في السياسة والتاريخ.
بعد 5 سنوات من اعتقالي سمحت ادارة السجون لأهلي بزيارتي، وكنت مشتاقاً الى زوجتي وأبنائي لدرجة لا تصدق، وكذلك اخوتي ووالداي، فرغم المعاناة والألم صمدت زوجتي وصبرت وأبلغتني أنها ستنتظرني وتربي الأبناء وأنها لن تتخلى عنهم وعني، كنت اشغل نفسي عن التفكير بهم من خلال القراءة والكتابة وكذلك من خلال الموقع التنظيمي الذب كنت به في سجن ايشيل بداية اعتقالي.
ومن سجن النقب وجه الأسير أبو لطيفة رسالة الى أبناء شعبه دعاهم من خلالها الى الالتفاف حول حركة فتح "لأنها حامية للمشروع الوطني"، داعيا الى ابراز قضية الاسرى واعطائها الحجم الذي تستحقه،
وواصل قائلا: ما قدمناه من تضحية كان لأجل الوطن ولا نريد من أحد منة أو فضلا وحملنا أرواحنا على أكفنا ولكن يؤلمنا هذا الانحدار تجاه القضايا الوطنية والجوهرية، فالحياة دون كرامة وحرية لا تستحق أن تعاش.
أتمنى أن تأتي اللحظة التي أخرج بها لأرى أبنائي وعائلتي ورفاقي خارج المعتقل، وان اكمل الدراسات العليا التي حرمت منها بعد انهاء المرحلة الجامعية في بيرزيت، وأن ألتحق بعدها بالسلك الدبلوماسي.
اعداد: سراب عوض