نشر بتاريخ: 02/08/2015 ( آخر تحديث: 02/08/2015 الساعة: 21:10 )
غزة -معا - الانروا /تصوير خليل عدوان : على أرض ملعب شديد الخضرة في دير البلح، وسط قطاع غزة، يصغي 15 ولداً من اللاجئين الفلسطينيين بعناية وتركيز إلى الصافرات والأوامر من معلمي التربية الرياضية فيما هم يناورون ويمررون الكرات ببراعة ضمن تشكيلات مثلثية. الشمس حارقة، والعرق يتصبب على وجناتهم.
كان هذا هو المشهد خلال إحدى آخر جلسات تدريب كرة القدم خلال شهر رمضان. بعد فترة وجيزة، حزم 10 من هؤلاء الفتية حقائبهم وسافروا إلى أوسلو للمشاركة في كأس النرويج، وهي بطولة كرة قدم دولية للشباب، تُعقد في الفترة ما بين 26 تموز/ يوليو- 1 آب/ أغسطس. وقد تم اختيار هؤلاء الأعضاء العشرة من فريق كرة القدم للاجئين في غزة كونهم اللاعبين الأكثر موهبة في فئتهم العمرية من كافة مدارس الأونروا في مختلف أنحاء القطاع.
"هذه البطولة هي فرصة رائعة لتمثيل شعبنا ووطننا في العالم، حيث يمكننا إظهار مهاراتنا وقدراتنا، كما يمكننا أن نكون جزءاً من العالم." يعلق أحمد أبو عبد من النصيرات. وقد شارك أحمد بالفعل مرتين في البطولة المقامة في النرويج. "بالنسبة لي، فإن السفر إلى أوسلو كان طريقة لنظهر للعالم الزخم الثقافي الكبير الذي تتمتع به غزة،" يقول أحمد متحدثاً عن تجربته ومعبراً عن توقه إلى تغيير الصورة التي يعتقد أن العالم يرى بها غزة.
منذ شباط/ فبراير 2015، تدرب فريق الكرة القدم بتفانٍ من مرتين إلى أربع مرات أسبوعياً، وحتى خلال شهر رمضان حيث لا يُسمح بشرب المياه إلا بعد غروب الشمس. ويشارك في المسابقة المقامة في النرويج أكثر من 1,500 فريق رياضي مدرسي (يضم كل منها 7 لاعبين فقط) من مختلف أنحاء العالم، حيث يُعقد ما معدله 450 مباراة كل يوم فوق أكثر من 60 ملعب مختلف. وفريق كرة القدم للاجئين في غزة هو منافس قوي، فقد علمت الأونروا أن الفريق قد فاز في كافة المباريات في الجولة الأولى من البطولة!
يقول فادي المدهون، وهو واحد من خمسة من معلمي التربية الرياضية في الأونروا الذين تطوعوا لتدريب اللاعبين الشباب على مدار الأشهر الست الماضية: "تتيح البطولة المقامة في النرويج الفرصة للطلبة لإظهار مواهبهم واكتساب الثقة بالنفس والاحترام الذاتي. كما أن هذه البطولة هي فرصة لرؤية العالم وأن يكونوا جزءاً منه، جزءاً من مجتمع دولي."
وتدعم الشركات الفلسطينية المحلية مشكورة مبادرة فريق كرة القدم. إضافة إلى ذلك، فعلى مدار الأشهر الست الماضية، قدم أحد المواطنين قطعة أرض يملكها في دير البلح من دون مقابل لتدريب وتمرين الفريق. تُنظم هذه البطولة في النرويج كل عام، ومنذ عام 2010 أصبح فريق غزة مشاركاً منتظماً في البطولة باستثناء عام 2014 نتيجة الصراع المدمر الذي نشب خلال صيف ذلك العام.
يقول أحمد: "في المرة السابقة، رحبت كافة الفرق بنا كثيراً وأبدوا اهتماماً بغزة. لقد كانت تجربة رائعة." يقول السيد جمال النتيل، منسق مشاريع النشاط الرياضي في الأونروا والعقل المدبر والمحفز وراء هذه المبادرة: "تحتل كرة القدم المقام الأول وهي السبب الرئيسي لسفرنا إلى النرويج، إلا أن التبادل الثقافي لا يقل أهمية عنها. أرغب حقاً بأن يرى الفتية بلداً آخر، وثقافة أخرى، وأن يتبادلوا الخبرات مع شعوب أخرى، أي أن يقوموا بكافة الأمور التي لا يمكنهم عادة القيام بها لأنهم محاصرون داخل قطاع غزة." الحقوق محفوظة للأونروا 2015/ تصوير خليل عدوان.
يقول حارس المرمى عبد الرحمن النبريص من خانيونس: "لقد كان التدريب خلال شهر رمضان ثلاث مرات أسبوعياً مرهقاً جداً، ولكننا واظبنا جميعاً عليه لأننا أردنا السفر لتمثيل غزة في النرويج. فهذا الأمر يتيح لنا الفرصة لنكون فريقاً وللسفر ورؤية عالم مختلف." الحقوق محفوظة للأونروا 2015/ تصوير خليل عدوان.
ويبين اللاعب حامد حمدان قائلاً: "لقد تدربنا وتمرنا العام الماضي للمشاركة في كأس النرويج، إلا أن نشوب الصراع حوَّل هذا الحلم إلى هباء منثور،" مضيفاً: "إنني متحمس للغاية للمشاركة هذا العام. في مستقبلي، أريد أن أصبح مثل ليونيل ميسي!" (اللاعب الأرجنتيني). الحقوق محفوظة للأونروا 2015/