محطات من دورينا

بقلم : صادق الخضور
أحمد كانجو المحترف الفلسطيني ينضم لصفوف المعسكر الإعدادي للمنتخب، رغم الإعاقة المتعمدة التي تتكرر من الاحتلال، لكن اللاعب وصل، في توقيت تزامن ونجاح الإرادة في استكمال ترتيبات عقد اللقاء المنتظر بين الأهلي والشجاعية، وقبلها كان سامح مراعبة وخروجه مع المنتخب للخارج على موعد مع اختبار، والقاسم المشترك بين جميع هذه الحالات أن قوة المنطق انتصرت على منطق القوة، وعمار يا وطن.

الشجاعية والأهلي: هنا الموقف
ببساطة كما قالها إبراهيم طوقان: الإنسان موقف، وكذا كان، فبعد أن تم الإعلان عن صعوبة عقد اللقاء، سارع المنتقدون منة أجل الانتقاد- وما أكثرهم- لتصريحات تشكك في صدق نوايا الاتحاد، وفي استثمار الإلغاء الذي كان يلوح لإعادة فتح مسلسل الفتاوى التي رافقت موقف اللواء الرجوب في الفيفا.
وبمجرد الإعلان، وعلى الجبهة الأخرى من المشهد، تواصل العمل من الاتحاد وفق منهجية تبنّت منحيين؛ أولهما مطالبة المجتمع الدولي الكروي بتحمل مسؤولياته استجابة لما تم التوافق عليه في كونغرس الفيفا، وثانيهما الإصرار على عقد اللقاء، وفعلا، تكللت الجهود بالنجاح.
منذ البداية، وحتى قبل أن يعتري التحضيرات مدّ وجزر، سارع البعض للتشكيك حتى في صدق نوايا عقد اللقاء، لكن النتيجة التي تم الخلوص إليها وبدء الاستعداد الفعلي لإجراء اللقاء تؤكد أن إرادة صنّاع القرار والمهنية في التعامل، كلها معطيات كفيلة بتحقيق المطلوب.
الشجاعية والأهلي: الحي المدمّر الذي اكتسى أبناؤه روح الفينيق يتأهبون لخوض غمار نهائي لتتويج موسم استثاني، وأهلي الخليل المنتشي بالفوز بالكأس يتأهب، وبعيدا عن النتيجة فالفريقان فائزان، وإذا كانت نتائج المباريات تحسم عادة بالأهداف، فنتيجة هذا اللقاء حسمتها المواقف.
لقاء منتظر، والآن: كل المطلوب حشد جماهيري، وتغطية إعلامية كبيرة، وبدء صفحة جديدة في تاريخنا الكروي، فقد بات الطموح الدوري المشترك الموحّد، ولمَ لا؟
فلسطين على موعد مع عهد جديد ولا نقول مع التاريخ، لأنها لطالما كانت على موعد مع التاريخ، وبمنطق الرياضة فإن قيمة عقد اللقاء أن هدف عقده جاء في الوقت الإضافي، بل وفي الثواني الأخيرة من المشهد، فكل التقدير والتحية.
غزّة تنتظر، وواثقون من حفاوة الترحاب، والخليل تنتظر وواثقون من طيب الاستقبال، وفي كلتا المدينتين تتوسد الأماني والتمنيات بنجاح العرس الكروي قلوب الطيبين الواثقين.
يتزامن اللقاء، وبدء الاستعدادات لانطلاق بطولة كأس الراحل الشهيد أبو عمار، وتواصل فعاليات دورة النخبة للحكام، ومشاركة منتخب الناشئين في الأردن، وتواصل معسكر منتخبنا الوطني، والقائمة تطول وتطول، والعمل الفاعل على أكثر من صعيد يسير بوتيرة منتظمة، فكل التقدير والتحية للإرادات المجسدّة معنى الإصرار، فقد صانت مصداقية القرار، وبرهنت عزمنا على تتمّة المشوار.
الشجاعية والأهلي: أكبر من لقاء، فهو التواصل بعد خمسة عشر عاما بالتمام والكمال، وهو البداية التي نأمل أن تغدو تقليدا سنويا شاهدا على الإصرار على التواصل رغم كل المعوقات.

منتخب الناشئين
المكان: الأردن الشقيق، والزمان: زمان الإشراقة الفلسطينية، والحدث مشاركة منتخبنا للناشئين في التصفيات، وهزيمة غير مستحقة أمام الإمارات في بداية المشوار، ثم هزيمة برباعية أمام السعودية وفوز على الأردن بانتظار مباراة العراق.
النتائج تؤكد -حتى في حال الهزيمة المشرفة والظالمة كما حدث في مباراة الإمارات-أننا نسير في الطريق الصحيح، وكل التقدير لجهود الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني يحيى عاصي، وكل التحية للاعبين وللجهاز الإداري.
مشاركة تؤكد أن العمل بات محكوما بمنظومة، هذا على الأقل ما تعكسه المعسكرات للمنتخبات كلها، والاهتمام بالفئات العمرية، فقد ولّى عهد المشاركة من أجل المشاركة، وصار أي جهد يؤسس لمستقبل الرياضة الفلسطينية، ويندرج في إطار جهد شامل.
أن تقتصر أخبار منتخب الناشئين على الأخبار الرسمية لدائرة الإعلام في الاتحاد فهذا مستغرب!!!! ومطلوب أن تكون هناك تغطية شاملة للأخبار التي تتعلق بالفريق.
منتخب الناشئين كما الشباب أملنا في مراكمة الأمل، وبداية لانطلاقة نتوخّاها واعدة.

بطولة كأس أبو عمار...على بركة الله
تنطلق النسخة السادسة من بطولة كأس الشهيد أبو عمار على بركة الله، ونأمل أن تبادر إحدى شركات القطاع الخاص لتبني البطولة، ورصد حوافز للبطل وللوصيف واستحداث كأس خاصة للوصيف تحمل في هذه النسخة وفي النسخ القادمة اسم الطفل الشهيد علي دوابشة، بحيث ينال البطل كأس أبو عمار وجائزة مالية، وينال الوصيف كأسا مستحدثا هو كأس الشهيد الطفل علي دوابشة وجائزة مالية، وأن تقام المباراة النهائية على ملعب نابلس حيث المحافظة التي ينحدر منها الشهيد تكريما له على أن يتم الإعلان منذ الآن عن هذا الترتيب، وبذا نضمن أن تكون البطولة ذات الاسم العزيز سببا في ديمومة التفاعل مع الحدث الذي أدمى القلوب وهو حرق الطفل الشهيد حيّا.
اقتراح آمل أن يلقى القبول، وأن تبادر جهة ما لوضعه موضع التنفيذ، وواثق من أنه سيجد القبول إما على صعيد الاتحاد، أو الجهات التي يمكن لها أن تبادر لتوفير الرعاية الكاملة للقاء النهائي، وهذا ليس كثيرا أو مستحيلا.
لطالما كانت آلامنا كبيرة، لكن آمالنا كانت دوما منها أكبر، وفنيا ينتظر أن تكون البطولة على نديّة عالية بعد تعزيز الفرق صفوفها، وبدء الإعداد مبكرا، ووجود وافدين جديدين هما سلوان والسموع، وبالتدقيق في المجموعات نجد أن المجموعة الثالثة هي الأصعب، ونظرا لطبيعة نظام البطولة فإن اللقاء الأول في كل مجموعة هو الأهم.