الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي يعتبر ازمة المياه مع غزة اسوأ من صواريخ القسام

نشر بتاريخ: 16/09/2005 ( آخر تحديث: 16/09/2005 الساعة: 20:13 )
ترجمة معا- تستعد اسرائيل لتدشين اكبر محطة لتحلية المياه في منطقة عسقلان بالقرب من الحدود الشمالية لقطاع غزة ، حيث تبلغ الطاقة الانتاجية لهذه المحطة 100مليون متر مكعب في العام .
وقبل ان تحتفل الحكومة الاسرائيلية بقرار الانفصال عن غزة فوجئت بتقرير سلطة المياه المثير للقلق على طاولتها .
ويذكر التقرير في جزئه المخصص لمحطة التحلية في عسقلان " اذا ما نفذ الفلسطينيون خططهم الرامية الى نقل مياه المجاري من شمال غزة الى البحر المتوسط سيؤدي ذلك بالضرورة الى شل عمل المحطة عدا عن تلويث الشواطئ القريبة بالمياه العادمة " .
واتخذت سلطة المياه الاسرائيلية في تقريرها موقفا هجوميا معتبرا نقل مياه المجاري من شمال غزة عملا لايمكن التعايش معه ويجب تصفية اية محاولة لمد خط المجاري في تلك المنطقة تصفية فعلية " عمل مباشر " ، سلطة المياه لم تتخذ مثل هذا الموقف الهجومي حتى عندما حاول السوريون تحويل مجرى نهر الاردن الامر الذي ادى الى اندلاع حرب الايام الستة .
ويعتبر كاتب المقال زئيف شيف ان مشكلة المياه والمجاري التي تواجه الاسرائيلين والفلسطينين دليلا على عدم امكانية الانفصال من طرف واحد وعدم القدرة على التنكر للاتفاقيات والتفاهمات المبرمة لان من يتنكر لها عليه في نهاية المطاف ان يلجا الى الحرب .
هذه المرة تختلف عن سابقاتها حيث من المرجح تدخل العديد من الدول الكبرى في حال تطور الامر الى ازمة خطيرة تهدد استقرار المنطقة وهذه الدول على اتم الاستعداد لتقديم العون للفلسطينين حتى يتمكنوا من السيطرة على الامر والتخلص من مياه المجاري دون ان يتطور الامر الى حالة من التدهور المستمر .
ويحق لمسؤول المياه الفلسطيني - الذي على ما يبدو على دراية واسعة بالقلق الاسرائيلي - فضل تواشي ان يقول " من حيث المبدأ ان اتفق مع الاسرائيلين في عدم جواز نقل مياه المجاري الى البحر وضرورة عدم مد خطوط للمجاري تنقل المياه العادمة من شمال القطاع الى البحر ولكن الحرب التي اعلنتها اسرائيل علينا دمرت كل شئ واجبرت الخبراء و المهندسين الاجانب على مغادرة قطاع غزة دون ان ننسى بحيرة المجاري التي اقامتها اسرائيل على مساحة تزيد عن 400 دونم في منطقة بيت لقيا شمال قطاع غزة والتي يستغرق تنظيفها اكثر من عشرة سنين ".
واعاد مسؤول المياه الفلسطيني الكرة الى الملعب الاسرائيلي عندما تحدث عن مشكلة المياه والمجاري في مناطق الضفة الغربية حيث السيطرة الاسرائيلية معترفا بوجود اكثر من 300 بئر غير شرعي في منطقة جنين مضيفا ان مافيا اسرائيلية- فلسطينية تعمل بشكل مشترك على حفر هذه الابار مذكرا بان الفلسطينين يبتاعون جميع ادوات الحفر الازمة من مصنع اسرائيلي في منطقة بيت شان دون ان يغفل حقيقة منع اسرائيل لرجال الشرطة الفلسطينية من القيام بواجبهم وفرض سيادة القانون في المنطقة .
و فيما يتعلق بمياه المجاري في الضفة الغربية اكد مسؤول المياه في السلطة الفلسطينية ان الجزء الاكبر من المشكلة يتعلق بالمياه العادمة التي تنتجها المستوطنات الاسرائيلية القائمة هناك واضاف ان اكثر من 15 مليون متر مكعب من المياه العادمة التي تتسرب الى ابار المياه الجوفية مصدرها المستوطنات الاسرائيلية في حين تأتي الكمية القليلة المتبقية من التجمعات السكنية الفلسطينية .
ويضيف كاتب المقال بان المشكلة تتجاوز بخطورتها الارهاب وصواريخ القسام حيث يمكن التعامل معها عسكريا ولكن هل تستطيع اسرائيل وقف تدفق مياه المجاري الفلسطينية بواسطة جدار فاصل او حدود محصنة ؟.

هارتس - بقلم زئيف شيف