السبت: 02/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خنساوات الشجاعية وفلسطين تزغرد للعبور

نشر بتاريخ: 04/08/2015 ( آخر تحديث: 04/08/2015 الساعة: 15:02 )
خنساوات الشجاعية وفلسطين تزغرد للعبور
كتب : أسامة فلفل

الشجاعية ملحمة البطولة وقلعة الشهداء وخندق الصامدين في وجه الحصار وشمس الانتصار والرقم الصعب التي اقترن اسمها بالبطولات والتضحيات وصارت أنشودة الوطنيين والأحرار ومعها كل محافظات الجنوب الصامد تفتح ذراعيها لاستقبال القادمين من خليل الرحمن عنوان الشهامة والرجولة والعطاء.

فمن الضروري اليوم وأمام هذا الحدث التاريخي أن نقف صفاً واحداً متلاحمين باذلين أرواحنا فداء للانجاز العظيم الذي نعيش أحداثه اليوم في فلسطين وسط ذهول العالم حيث حجم البطولة التي سجلتها القيادة الرياضية في التاريخ الرياضي العالمي بلغت سنام المجد وأصبحت عنوان بارز لعمق تفكير وبصيرة القيادة الرياضية الفلسطينية وقوة وصلابة إرادتها التي لا تنكسر.

لذلك نقول شكراً للقيادة الرياضية الفلسطينية المحنكة صاحبة الانجاز على هذا العرس الوطني الرياضي الفلسطيني الرائع الذي سوف يجمع إخوة الدم والتاريخ نادي أهلي الخليل ونادي اتحاد الشجاعية تحت مظلة العلم الوطني الفلسطيني في ربوع غزة العزة.

هذا العبور واللقاء الحار سوف يثبت قيمة الأخوة وأهميتها في الوقوف صفاً واحداً في وقت المحن والشدائد، كما نقدر عاليا موقف الكل الرياضي الفلسطيني على روح التلاحم والتعاضد التي سطرها في الفعل والعمل على مدار المرحلة الماضية من عمر نضالنا الوطني والرياضي والوقوف خلف القيادة الرياضية في كل معاركها لانتزاع الحقوق المشروعة للرياضة والرياضيين حسب لوائح وقوانين الفيفا.

ما أجمل التلاحم والوحدة بين الأشقاء التي تظهر في وقت الشدائد، فكل الشكر لمن ساعد وساهم في هذه الصورة الرائعة وتواصل شطري الوطن ،ففي الاتحاد قوة وفي التفرق ضعف، وهذه الفلسفة رسختها القيادة الرياضية منذ توليها مقاليد المسؤولية.وناضلت ومازالت مستمرة في حالة النضال لتجسيد الحلم الفلسطيني الكبير.

إن رسالة القيادة الرياضية حملت مضامين واضحة ترتكز على إرث تاريخي حضاري يعمل على تعزيز التواصل المجتمعي والتقارب بين أفراد المجتمع والالتقاء بالأشقاء والأحباب وهي عادة متأصلة في مجتمعنا الفلسطيني.

إن حجم المشاركات الفلسطينية في الاستحقاقات على المستويين الإقليمي والدولي على مدار العقود الماضية استطاعت أن تقدم استعراضاً شاملاً وتعريفاً بفلسطين التاريخية وعاصمتها الأبدية مدينة القدس الشريف من خلال ثقافاتها وحضورها الفاعل والمؤثر في المجال الرياضي والشبابي والكشفي والمجالات الأخرى.

اليوم ورغم أن السماء ملبدة بالغيوم ينطلق أبناء خليل الرحمن "أهلي الخليل"ومن تحت المطر وبين أذرعتهم عواصف وفي ظل الشمس المحرقة وتحت ضوء القمر يرسمون ويكتبون على كل ورقة شجر أن عشقنا لك يا غزة هاشم سيبقى على مر البشر.

فهذه كوكبة من رجالك يا فلسطين يا وطن الشهداء والفاتحين عبروا فينا وأعادوا كتابة التاريخ بلمح البصر.

اليوم تعلوا رايات الوحدة في غزة العزة وترفرف على قباب مساجدنا وشوارعنا وأزقة مخيماتنا رمز وعنوان صمودنا وبقائنا وتزغرد خنساوات الشجاعية وفلسطين احتفاء بعبور أبطال أهلي الخليل ولقاء الصامدين.

فتحية مفعمة بطعم مسك الشهداء لأولئك الذين دشنوا جسور التواصل وأمدوا جسرا من الضفة الثائرة إلى غزة المقاومة لعبور الإخوة والرفاق ليتعانق برتقال الساحل مع زيتون الجبل الأصيل وفلسطين في محطة تاريخية غير عادية.وأخيرا أضحى الحلم حقيقية.