شكرا سيادة اللواء.....
نشر بتاريخ: 05/08/2015 ( آخر تحديث: 05/08/2015 الساعة: 15:09 )
بقلم : منذر قريع
عندما فاز المتسابق الفلسطيني الغزاوي محمد عساف بلقب موهوب العرب، وبعد أن دعمه وساندة الكبير والصغير، من هو من داخل فلسطين المحتلة عام 1948 ومن هو في مخيم صبرا وشاتيلا والدهيشة والوحدات ورفح وحتى من يعيش في عالم الرفاهية والتنعيم في فيافي وأقطار بلاد الله الشاسعة، سرى فيهم جميعا دافعا واحد هو فلسطين وليس غزة، فلم يتعنصر احد لمكان مولد مشاركنا النجم، فكان تعنصرنا لامنا جميعا (فلسطين)، لان رائحتها بتلم وحضنها يتسع الجميع..
كثيرا من المغرضين قللوا من الحدث، واعتبروا وقالوا أن عساف لم يحرر فلسطين، ولم يهدم الجدار العنصري، ولم يحرر الأسرى، ولم يرفع الحصار عن غزة أو القدس، فقلنا حينها انه ادخل الفرحة إلى كل بيت فلسطيني، حيثما كان في أصقاع الأرض وشتاتها، وبطريقة أو بأخرى وحدنا ولو لفترة محدودة، وعاش جميع أبناء الشعب الفلسطيني على أعصابهم منذ بداية مشاركته وحتى حصوله على اللقب.
الحالة تتكرر رياضيا في فلسطين هذه الأيام، فريق أهلي الخليل المتوج بكاس فلسطين للمحافظات الشمالية، اعد العدة لمواجهة شقيقة فريق اتحاد الشجاعية في رئة الوطن الأخرى من المحافظات الجنوبية لنهائي كاس فلسطين، تأجل اللقاء بقرار ظالم للاحتلال، وأبى إلا أن ينغص حياة الفلسطيني حتى في ابسط الحقوق الإنسانية وهي التنقل والترحال.
أنا على يقين أن الاستعدادات في غزة هاشم لهذا الحدث، لم ولن تكون اقل من استعدادات خليل الرحمن، كيف لا وهم يستقبلون أشقاء أعزاء، شركاء في الدم والهم والاحتلال، فخبر التأجيل كان منغصا بطعم الحصار الظالم على غزة.
هنا فقط يظهر الرجال، ومن رفع راية فضح إسرائيل وأساليبها وجرائمها بحق الرياضة الفلسطينية في المحافل الدولية، كان عليه أن يظهر ويرش الرماد الساخن، في عيون من قزم الحدث في اجتماع كونجرس الفيفا، وقال هكذا هو عهدنا بعرفات ورجاله.
صمت أبو رامي ليس ضعفا أو خوفا، لأنه كان يعرف ويعلم أن سكوته يعني فرصة طيبة لضعفاء النفوس كي يتكلموا، ويدلوا بدلوهم، لان وقت صمتهم للأبد بات قريب.
نعم...أن الانجاز والانتصار، في ضمان إقامة لقاء الذهاب والإياب وبمشاركة جميع لاعبي الفريقين، هو انتصار لجميع فلسطين وليس لأهلي الخليل والشجاعية، وليس لمن سيحمل الكأس ويمثل فلسطين، لأننا سندعم أي منهم، في المحافل الدولية، كما سندعم أي فلسطيني في أي محفل كان، لأنه يرفع علم واسم فلسطين وليس علمه أو اسمه الشخصي.
المباراة في غزة ستقام، والفائز فلسطين، لان حصار غزة كسر رياضيا، وسيكسر سياسيا واقتصاديا، لان أول طوبه في الجدار سقطت، وسيسقط أخرى وأخرى كثير.
شكرا سيادة اللواء....صاحب النهج العرفاتي، الذي يأبى إلا أن تكون منغصات الاحتلال، ما هي إلا مقبلات للنصر والانجاز واثبات الذات، أمام دولة طال زمن غطرستها، بحق شعب يأبى أن ينسى أو يستسلم، سواء رياضيا أو سياسيا.