المدخنون في رمضان.. عصبية غير مبررة ونتائج مأساوية قد تنتهي بالطلاق وتفكك الاسر
نشر بتاريخ: 25/09/2007 ( آخر تحديث: 25/09/2007 الساعة: 10:36 )
غزة- معا- إسراء محرم- "ابتعدي عني الآن أنا صائم ولا أطيق نفسي حتى", هكذا يتحدث الزوج المدخن مع زوجته في نهار شهر رمضان، مبرراً عصبيته بالصيام ولكن الحقيقة أن امتناعه عن السجائر هو السبب.
الأمر قد لا يقتصر على خلاف عابر وقت عصبية وإنما قد يتطور إلى الطلاق وقضايا في محاكم الأسرة. .
وقالت "ام محمد" عبد الله وهي تحكي قصتها بنبرة حزينة "عمر زواجنا ثلاث سنوات، لكن مع بداية كل شهر رمضان تبدأ الخلافات الزوجية بحجة امتناعه عن التدخين خلال فترة الصيام، وقد تسببت تلك العادة السيئة في انهيار حياتي".
أما توفيق محرم, وهو أحد المدخنين "العصبيين جدا" في رمضان- كما يصف نفسه- قال " إنني أكون مستعداً للاقلاع مؤقتاً عن التدخين- من الفجر الى موعد الافطار- والجميع في البيت يكونون على استعداد لتقبل عصبيتي".
وأكد أن الإقلاع عن التدخين يرتكز على العزيمة والإصرار في الامتناع عن "شرب" سيجارة, وخاصة في أول يوم من أيام رمضان لأنه يكون شئ جديد على جسم المدخن, منوها انه من المستحيل الضعف أمام سيجارة في رمضان لأن ذلك يعتبر كفرا في الدين الإسلامي.
"أم علي", مواطنة من غزة, تقول "تعرفت علي زوجي الذي يعمل مهندسا واستمرت علاقتنا بضعة أشهر, تزوجنا بعدها, وفجأة تبدل حاله وبدأت الخلافات تدب بيننا مع بداية شهر رمضان نتيجة امتناعه عن التدخين في فترة الصيام, ما أدى لكثرة المشاحنات غير المبررة بحجة العصبية، وبالفعل طلقني في لحظة اندفاع والسبب في النهاية التدخين".
وأشار د. جمعة السقا مدير العلاقات العامة في مستشفى الشفاء إلى أن سبب عصبية المدخنين في رمضان "ناتج عن نقص في النيكوتين الذي إعتاد عليه الجهاز العصبي طوال فترة التدخين", مضيفا أن الجهاز العصبي للمدخن يكون مدمناً على جرعة النيكوتين, وأما في رمضان فتقل الكمية فتضطرب معها كل الأجهزة وخصوصا الجهاز العصبي والذي يكون سبب عصبية المدخنين.
وأكد د. جمعة أن رمضان يعتبر أفضل فرصة للإقلاع عن التدخين لأن المدخن يقضى 14 ساعة من دون تدخين في رمضان وإذا استمر بذلك سيقلع عنه.
ويرى بعض المواطنين ان الاقلاع عن التدخين في هذه المرحلة اصبح ضرورة نظرا لارتفاع اسعاره "بشكل جنوني" في الاشهر الاخير بعد اغلاق المعابر المؤدية الى قطاع غزة.