القابض على الجمر
نشر بتاريخ: 06/08/2015 ( آخر تحديث: 06/08/2015 الساعة: 12:54 )
القابض على الجمر
بدر مكي
وصل أهلي الخليل الى غزة لملاقاة الشجاعية برسم ذهاب كأس فلسطين لكرة القدم المقررة اليوم..بالملعب الشهير في غزة اليرموك..بطل كأس الضفة..الفريق المجتهد والمتطور..حظي باستقبال من الأهل في غزة لم يسبق له مثيل..سنوات طويلة..مرت..ولم يتقابل الأخوة..في الدم والتاريخ..والكوفية..والألوان الأربعة..وصل الخلايلة..الى أرض غزة العزة..للقاء طال انتظاره مع أبناء الحي الصامد والمقاوم..الشجاعية..وما أدراك..ما الشجاعية
بطل الدوري والكأس..
لن ننسى هذه اللحظات الجميلة في عمر شعبنا..وما كان لهذا اللقاء أن يتحقق لولا جهود إتحاد الكرة..القابض على الجمر..في وجه الجلادين والطارئين..فبعد قرار منع الأهلي من الوصول الى غزة قبل أيام..جند اللواء الرجوب..كل إمكانيات الإتحاد على صعيد العلاقات الدولية..وأقام خلية نحل..من أجل التواصل والإتصال مع الإتحاديين الآسيوي والأوروبي..وانشغل الفيفا و أركانه..ولجنة المراقبة..من أجل تسهيل حركة الأهلي الخليلي للوصول الى غزة..وهكذا كان..بعد أن تلقى الطرف الآخر..تهديدات من العيار الثقيل..تطال اتحاده وأركان اللعبة برمتها.
وقد رمى الإتحاد الفلسطيني بثقله..وتدخل صناع القرار في عديد القارات..من أجل ضمان حرية حركة لاعبي الأهلي..والدخول الى غزة..وقبل أن يوافق الكيان بعد الضغط الذي تعرض له..فوجئنا بالعديد من التصريحات عبر الإعلام المقروء وبعض المواقع الإلكترونية..تهاجم إتحاد الكرة ورئيسه.. موجهين سهام الإتهام..وقد أعادو الكرة في شأن سحب طلب تعليق عضوية اسرائيل..وأن مرد منع الأهلي..هو قرار الإتحاد السابق بسحب الطلب..أصحاب الإجندات الذاتية والفئوية..ما زالوا يدلون دلوهم..ولكن فاقد الشيء لا يعطيه..وكم كانت غزة فرحة بوصول أبنائها من خليل الرحمن..وعودة على بدء..سيكون اللقاء تاريخياً..حين نجح إتحاد الكرة..في كسر الحصار عن غزة..وهذه المرة..في إطار رياضي له أبعاد وطنية واجتماعية وإنسانية..تعبر عن وحدة رئتي الوطن..وحدة الجغرافية الفلسطينية..وحدة دم الشهيدين الياسر والياسين.
ودخول الأهلي..له مؤشر ودلالات..على مستقبل الكرة الفلسطينية وخاصة في الشأن الداخلي..ولن يكون هناك فيتو من قبل الكيان..الذي سيواجه إمتحاناً صعباً أمام لجنة المراقبة الدولية في شأن خروقاته في الأيام القادمة..وعلى صعيد دخول المنتخبات الى فلسطين..فإن امتحانه الأول..سيكون مع المنتخب الإماراتي الشقيق الذي سيواجه الفدائي في الأسبوع الأول من أيلول..وبانتظاره المساءلة حول العنصرية وأندية المستوطنات..وهذا تحقق بفضل تعريته وإماطة اللثام عن ممارساته في كونغرس الفيفا الأخير..
أصداء الصوت الفلسطيني الحر في زيورخ نهاية أيار المنصرم..بدأت تؤتي أكلها..وعلينا أن نصبر قليلاً..حتى يدفع الجلاد ثمن جرائمه.
ارفع..رأسك
في قرية من قرى رام الله..أقام الفلاحون الطيبون مجمعاً رياضياً..مكون من مبنى يشمل أربعة طوابق بمساحة 900 متراً مربعاً،وملعباً معشباً للتدريب، وملعباً متعدد الأغراض..إنها مؤسسة مجتمعية شبابية..بعيدة عن الأجندات..قام على بنائها وإنشائها أبناء القرية من مقيمين ومغتربين..إنه نادي المزرعة الشرقية..
أبناء البلدة..الضارب جذورهم في الأرض..وأولئك الذين غادروها طلباً للرزق والعلم في الولايات المتحدة..ولكنهم لم ينسوا قريتهم..بل وحافظوا عليها من خلال تقديم كل ما يلزم..من أجل إقامة صرح رياضي كبير..في خطوة رائدة تعبر عن الأصالة والإنتماء..من هؤلاء الرجال..حفاظاً على أطفال وشباب البلدة واستنهاض طاقاتهم..وفي إطار المسؤولية الوطنية..وتطوير الروابط الأسرية والتواصل مع المجتمع المحلي ومؤسساته.
والنادي بصدد بناء فرقه الرياضية..ويسعى لتعزيز روح العمل التطوعي..من خلال القيام بالعديد من الأعمال في القرية،وإقامة المخيمات الصيفية،مع وجود مكتبة عامة وأجهزة حاسوب،وكذلك يحافظ النادي على التراث الشعبي الفلسطيني من خلال فرقة دبكة شعبية،ويسعى لتأهيل مجموعة كشفية.
أبناء المزرعة الشرقية..نموذج رائع في التواصل والإمتداد..تلك القرية التي قدمت استحقاقها لفلسطين في جميع مناحي الحياة..تسجل أسمها بأحرف من نور..بفضل المخلصين من الأسرة الواحدة في المزرعة..موجهين رسالة للطارئين على هذه الأرض..نحن باقون هنا الى يوم الدين..وارفعوا رؤوسكم عالياً.. يا أبناء شعبنا في المزرعة الشرقية.
كأس الختيار..والإنطلاقة
كأس أبوعمار..ينطلق الجمعة..بعد تقسيم أندية المحترفين لأربع مجموعات..وهو باكورة نشاطات إتحاد الكرة للموسم 2015-2016..ويعتبر كأس الختيار فرصة للأندية للوقوف على نقاط القوة والضعف في فرقها قبيل إنطلاقة المنافسة الرسمية (الدوري العام)..وكذلك قياس مدى نجاحها في التعاقدات التي أجرتها مؤخراً..حيث انتقل عدد كبير من اللاعبين بين الأندية..ومن بين هؤلاء اللاعبين..من لا يستحق المبلغ المدفوع به..ولكن مناكفات الأندية وخوفها من الهبوط وردات فعل الجماهير..جعلت من بعض اللاعبين..يحظون برواتب شهرية عالية..وكنت أتمنى أن يكون هناك سقف أعلى لذلك..حتى لا تتعرض الأندية للديون في نهاية الموسم..وهذا ما يحصل في كل موسم..ولكن بعض الإدارات..تقدم استقالتها بعد انتهاء الموسم تاركة الأمر لإدارة جديدة..تواجه مصيراً شائكاً في شأن المديونية.
وما يهمنا هنا..أن أجندة الإتحاد..تنفذ بحذافيرها..آخذين بعيد الإعتبار..استحقاقات المنتخبات كلها..وخاصة الفدائي..الذي أصبح عنواناً للمرحلة القادمة.