نشر بتاريخ: 06/08/2015 ( آخر تحديث: 07/08/2015 الساعة: 09:21 )
بيت لحم- خاص معا - كشف ممثل البرازيل بدولة فلسطين أن هناك عدداً من الاتفاقيات الدبلوماسية من قبل بعض الدول الأوروبية تجري حالياً بخصوص تحريك ملف عملية السلام في المرحلة المقبلة.
وأكد السفير البرازيلي باولو روبرتو فرانكا أن البرازيل جاهزة لدعم أي طريق من شأنه أن يوفر حلاً عملياً لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وأن يوفر السلام، والعدالة والأمن في الأرض المقدسة.
جاء ذلك في لقاء خاص اجرته غرفة تحرير معا مع السفير فرانكا خلال زيارته لمقر شبكة معا الاعلامية، حيث اجاب على سؤال معا حول دعم البرازيل للفلسطينيين عالميا؟ حيث قال: "لقد قمنا بإعلان دعمنا في عدة مواقف، فعندما تقدمت السلطة الفلسطينية بطلب انضمام لمحكمة الجنايات الدولية، اصدرت البرازيل مذكرة أعلنت فيها عن ترحيبها بهذا القرار ودعمها لفلسطين ولهذه الخطوة المهمة، وقمنا بذلك أيضا عندما دخلت فلسطين اليونسكو".
وتابع السفير لـ معا: "نحن ندعم هذه الخطوات التي تقوم بها فلسطين بالمجتمع الدولي لأننا نعتقد أن هذا هو الفعل الصواب، أي أن تقوم بالمشاركة بمجموعة منظمات عالمية وأن تكون فعالة أكثر وأن تدافع عن الحقوق الفلسطينية في عدة منظمات، وأن تقوم بنفس الوقت بتطبيق قوانين هذه المنظمات داخليا، قوانين حقوق الانسان مثلا وأي قانون آخر، نعم قمنا بإعلان دعمنا".
ما هو موقف البرازيل من عمليات "الارهاب اليهودي" ضد الفلسطينيين؟
وفيما يتعلق بالعمليات "الارهابية اليهودية" التي يشنها المستوطنون ضد الفلسطينيين والتي كان آخرها حرق عائلة الرضيع أحمد دوابشة بقرية دوما، قال السفير فرانكا إن البرازيل أدانت هذا العمل الارهابي بشكل حازم جداً، ونحن نؤمن أنه يجب التحقيق في هذه الاعمال الارهابية، ويجب تحقيق العدل بالتأكيد، نحن نؤمن باللاعنف وبالسلام لحل الصراعات وبالتأكيد وكما قلت لقد صدمنا كثيرا بهذا الحدث".
هل هناك أي مبادرات أو تحرك من البرازيل بخصوص عملية السلام؟
قال السفير فرانكا لـ معا "لطالما قمنا بدعم القضية الفلسطينية، وقد صرحنا بعدة مناسبات، صرح رئيسنا في الأمم المتحدة أننا ندعم الدولة الفلسطينية، وقد قمنا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في 2010، ونحن نؤمن أن للفلسطينيين الحق بتحديد المصير والحق للعيش بسلام، وعدالة وأمن مع "جيرانها".
وأضاف: نحن ندعم هذا الشأن بالأخص كل المحاولات للتوصل لحل عملي فعال يوفر دولة فلسطينية تعيش بسلام وعدالة، وأمن جنبا لجنب مع جيرانها (الدول المجاورة)، قد كانت هناك محاولات في الماضي، فقد قمنا بدعمهم".
واعترفت البرازيل رسميا بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، بما في ذلك كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، في 5 كانون الأول من عام 2010. ومع ذلك، لم تثبت البرازيل العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع الفلسطينيين، ولم ترقِ البرازيل مكتب ممثليتها في رام الله إلى مكتب بعثة دبلوماسية حتى الان، وبذلك تبقي علاقاتها الدبلوماسية مع فلسطين إلى موقف ما قبل الاعتراف.
ما نوع الاستثمارات التي تحاولون تنفيذها بفلسطين، خصوصاً أنكم عضو في مجموعة الـ BRIC ؟
أوضح السفير البرازيلي أن مجموعة الـ BRIC لم تطبق أي شيء في فلسطين حتى الان، لكن البرازيل نفذت عدداً من المشاريع المهمة، مثلا وفرت عدة مشاريع في حقول التعليم، والزراعة، والصحة وهناك بعض العيادات التي تم بناؤها بموارد وفرتها البرازيل للحكومة الفلسطينية، وهناك مشاريع مثيرة للاهتمام في الزراعة أحداها مشروع مزارع أسماك في طولكرم.
وحول التعليم، بين السفير: "كنت سعيداً جداً عندما زرت قبل فترة مدرسة موّلتها البرازيل وساعدت في بنائها بالخليل، إن الدعم الثنائي هو الجانب الذي نقدمه للدولة والحكومة الفلسطينية، وعملنا أيضا مع جنوب أفريقيا والهند في بعض المشاريع المهمة، نحن نقوم ببناء قسم كامل في مستشفى الصليب الأحمر في غزة، ومركز رياضي في رام الله، ونحن نعمل الان على مشروع في مدينة نابلس لإعادة تأهيل الأشخاص الذين يعانون من اصابات بالغة وهو عيادة أيضا، وهو مشروع نعتز به كثيرا".
وتحدث السفير لـ معا عن دعم البرازيل للأونروا وقضية اللاجئين، حيث قال "الى جانب أننا أعضاء في اللجنة الاستشارية للأونروا، فقد قمنا في عام 2014 بتقديم دعم بـ 11,5000 طن من الأرز للأونروا والذي يغطي استهلاك مخيمات اللاجئين التي تشرف عليها الاونروا لمدة عام، ولحسن الحظ كمية الأرز تلك وصلت غزة مباشرة قبل الحرب، وتم استخدام الأرز ليس فقط للاجئين بل لكل من كان بحاجة، نظرا للظروف الصعبة التي كانوا يمرون بها".
كيف تصف وضع اللاجئين الفلسطينيين، خصوصا الذين لجؤا للبرازيل من العراق؟
أجاب السفير فرانكا: "أعتقد أن غالبيتهم في جنوب البرازيل، وقد كنت محظوظا جداً لكوني حظيت بفرصة زيارة عدة مناطق قبل وصولي لفلسطين، إحدى المناطق التي زرتها كانت "بورتو اليغري" فقد كانت المؤسسة أو الكيان المسؤول عن اللاجئين في تلك المنطقة يقوم بعمل مذهل لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين للاندماج بالمجتمع البرازيلي، وكان يتم تقديم مساعدة تعليمية للأطفال وللبالغين، ومساعدة نفسية كونهم يتعرضون لكثير من الضغط بعد سنوات من الصدمة كونهم لاجئين وبسبب الحرب التي عاشوها، بالتالي النتيجة النهائية لكيفية تعاملنا مع اللاجئين ايجابية جدا".
يذكر أن البرازيل صوتت لصالح قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في اليونسكو وأعلنت أنها ستدعم طلب العضوية الكاملة لفلسطين عندما يكون هناك تصويت في مجلس الأمن.
وبحث السفير فرانكا ونائبه لويس فرناندو دي كرفالو، مع مدير عام شبكة معا الاعلامية م. رائد عثمان ورئيس تحريرها د. ناصر اللحام، أوضاع الاعلام في فلسطين وتغطيته للقضايا السياسية والمجتمعية.
وأكد المدير العام م. رائد عثمان على التعاون المشترك مع جميع الجهات المحلية والدولية للارتقاء بالاعلام الفلسطيني، مؤكداً أن الاعلام هو الجسر الحضاري بين الشعوب.
من جانبه، قال رئيس التحرير . ناصر اللحام إن الشعب الفلسطيني معجب بالتجربة البرازيلية ونظرتها إلى ثقافة الحياة، مستعرضاً امام الضيوف الدور الاعلامي لشبكة معا في تعزيز الوعي الجماهيري إلى جانب دورها في دعم قضايا المجتمع وتوطيد صلاته بمؤسساته المختلفة.
مقابلة: أحمد تنوح