الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فيديو- الشاهد يروي تفاصيل جريمة دوما

نشر بتاريخ: 08/08/2015 ( آخر تحديث: 09/08/2015 الساعة: 10:05 )
فيديو- الشاهد يروي تفاصيل جريمة دوما
بيت لحم- معا- أفاقت دوما من جديد على وقع نبأ لم تتمنَّ سماعه، فقد رحل سعد الدوابشة والد الطفل علي الذي مات حرقا داخل منزله الذي أشعله المستوطنون على ساكنية، في وقت كان أهالي دوما يبحثون عن طريقة لتوفير الامن المتبدد في ظل الجريمة التي وقعت في وقت لم يتوقع احد من أهالي القرية أن تحدث.

حفصة دوابشة شقيقة سعد، تمنت في حديث لـ معا لو أن ما كانت تراه وتسمعه حلما، "بحكي لحالي إن شاء الله حلم، تخيلت حالي نايمة ولسة في حلم، بدي أصحى من الحلم وألقاه حلم"، ولكن ما يقلقها كثيرا هو سماع نبأ سيء جديد بوفاة أحد من أقارب الطفل علي، وها هو الخوف يتحقق وتفيق دوما على الخبر الأسوأ بوفاة الوالد سعد.
وتساءلت حفصة: "شو عمل سعد، شو عملت ريهام، شو عمل علي، ليش ليش، مش متخيلة إنو في وحوش على شكل بني آدمين بهذه الطريقة".

وتعكس كلمات حفصة التالية ما بات يعشعش في قلوب أهالي دوما من خوف على مستقبلهم ومستقبل أطفالهم، "بلدنا بلد آمنة وكل يوم أنا واياها (زوجة شقيقها ريهام دوابشة) بنسهر للساعة وحدة ثنتين ثلاث، كل يوم بوصلها على البيت من مدة شهرين وأنا عند أهلي كل يوم بنسهر مع بعض"، وتمنت حفصة لو أنها كانت مع عائلة شقيقها رغم ما حل بهم "يا ريتني كنت معهم يا ريتني كنت معهم، تركتهم قبل فترة قصيرة فقط، ولم أفهم حتى الآن ما حدث".
الشاهد الوحيد على الجريمة الشاب إبراهيم دوابشة، ما زالت آثار الصدمة على وجهه وهو يروي تفاصيل ما حدث، وقال: "كنت أتحدث إلى خطيبتي عبر الهاتف، سمعت صوت سعد ينادي، الحقوني حرقونا حرقونا، أيقظت أشقائي وذهبت مسرعا إلى منزل سعد، شاهدت نيرانا كثيفة تندلع من المنزل، شاهدت سعد وزوجته ريهام ممددين على الأرض خارج المنزل والنيران تأكلهم، كانوا مشتعلين، وتفاجأت باثنين من المستوطنين الملثمين يقلبونهما يمنيا ويسارا.

وتابع: "صعقت ولم أستطع التحرك خفت ولم أعرف ماذا أفعل، صرخت على أشقائي وأبي وأهل الحارة قبل أن يفروا من المكان، حاولت إطفاء النيران التي تلتهم سعد بيدي، وانتقلت إلى زوجته وكانت تشتعل بدورها، وفي حالة إغماء شديدة، أيقظتهم فصارت تصرخ ابني ابني، سمع إبراهيم صوت الطفل أحمد يصرخ (يما يما). حاول أن يدخل إلى المنزل لكن دون جدوى، قبل أن يتلثّم بخرقة مبلولة ويقتحم عدة أمتار وسط النيران ويخرج بالطفل الأول (أحمد) الذي كان في حالة هستيرية، لكن أحدا لم يستطع الوصول إلى الرضيع علي".
في بيت العزاء الذي اقيم بساحة مدرسة دوما دار نقاش حاد بين الأهالي فبعضهم رأى أن تشكيل لجان شعبية لحماية القرية هو المخرج الوحيد لتوفير الامن للأهالي، بينما رأى آخرون أن الأمر معقّد وليس من السهل على الاهالي العزّل أن يقفوا في وجه المستوطنين المسلحين والمدعومين من قوات الاحتلال التي توفر لهم الحماية في كثير من اعتداءاتهم.
وتحاصر قرية دوما مجموعة من المستوطنات أقربها "ييش كوديش"، و"كوخافعا شاخر" و"شفوت راحيل" و"معاليه إفرايم"، و"كيداه"، وطالما اعتدى سكان هذه المستوطنات على أهالي القرى الفلسطينية المجاورة وممتلكاتهم.

وبالرغم من مرور 9 أيام على جريمة إحراق عائلة دوابشة إلا أن أجهزة الامن والشرطة الاسرائيلية لم تعلن عن اعتقال أي متهم في القضية.

تقرير: كريم عساكرة