الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لجان العمل الصحي تعقد مؤتمر هيئتها العامة

نشر بتاريخ: 08/08/2015 ( آخر تحديث: 08/08/2015 الساعة: 21:49 )
رام الله - معا - عقدت مؤسسة لجان العمل الصحي مؤتمر هيئتها العامة بمشاركة وزير الصحة وعدد من المؤسسات الأهلية والأصدقاء وأعضاء الهيئة العامة.

وقبل أن تبدأ فعاليات الجلسة الأولى شاهد الحضور فيلماً توثيقياً لمسيرة ثلاثين عاماً من العطاء وأرخ للمؤسسة منذ إنطلاقتها من قلب مدينة القدس عام 1985 وتناول كافة المراحل والمفاصل والخدمات التي تقدمها المؤسسة منذ نشأتها والفلسفة التي تتبناها ومناطق عملها وهو ما لاقى إستحسان المشاركين الذين ثمنوا الجهود التي تبذلها المؤسسة وتناولها الفيلم في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني في المجالات الصحية والتنموية والحقوقية.

وفي كلمته إستذكر وزير الصحة الدكتور جواد عواد مأساة عائلة دوابشة التي أحرقها المستوطنون ليلتحق الأب سعد دوابشة بنجله الرضيع علي شهداء داعيا الحضور للوقوف دقيقة صمت على روحيهما.

وأشاد د. عواد مؤسسة لجان العمل الصحي والدور الذي تلعبه في المجتمع الفلسطيني قائلاً: أنقل لكم تحيات الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله متمنياً لمؤتمركم النجاح وأن وزارة الصحة كحاضن وداعم للقطاع الصحي بكل مكوناته من منطلق التكامل لا التنافس في تقديم الخدمات الصحية بما يتماشى مع الخطة الاستراتيجية الوطنية التي تخدم كل ابناء اشعب الفلسطيني.

وإستنكر د. عواد إقرار الاحتلال قانوناً يجيز التغذية القسرية للأسرى المضربين عن الطعام والذي يتنافى مع جميع القيم مطالباً المنظمات الدولية لرفع صوتها في مواجهته ومساندة الأسرى في مطالبهم.

وأضاف: إن نظرتنا المستقبيلية هي العمل على تحقيق توصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص تطبيق طب الأسرة وسنقوم خلال الأسابيع القادمة بتدريب كوادرنا الطبية على تطبيق هذا البرنامج من خلال آلية تم الإتفاق عليها مع منظمة الصحة العالمية والكلية البريطانية الملكية والتعاونية الإيطالية وجامعة النجاح الوطنية وذلك من خلال طواقم صحية في العيادات وعبر نظام محوسب بخلق 3 مراكز تدريبية لطب العائلة في مراكز وزارة الصحة.

وأشار إلى أن هذه المراكز ستضم تخصصات مختلفة بالإضافة للطواريء والولادة الآمنة وتطبيق العيادة اليومية للمرضى النفسيين.

وقال الوزير كذلك: نحن نتحدث عن برنامج وطني وندعوكم كمؤسسة لجان العمل الصحي وباقي المؤسسات الصحية للمشاركة في البرنامج للإتفاق على آلية تدريب وطني، مشدداً على أهمية المحددات الإحتماعية التي تلعب الأسرة فيها دوراً كبيراً وتسهم في تحسين المعايير الصحية.

وأعلن عواد عن إدخال مطعوم جديد خلال أسابيع في إطار مكافحة الأمراض المعدية مع العمل على مكافحة الأمراض المزمنة التي تشكل أكثر من 80% من الوفيات ومن موازنة الوزارة.

أما ممثل شبكة المنظمات الأهلية محرم البرغوثي فقال إنني سعيد أن أشارك بأسم الشبكة الهيئة العامة للجان العمل الصحي مؤتمرها، تلك المؤسسة التي تعد نموذجاً في العطاء والإلتحام بالوطن والمواطن فاللجان مؤسس رئيس لشبكة المنظمات الأهلية وفي المجلس التنسيقي للعمل الأهلي الذي يضم أكبر 3 شبكات للعمل المدني والأهلي.

وأضاف: إن العمل الصحي وكافة أعضاء الشبكة يتبنون المسؤولية الوطنية والإجتماعية في سبيل التحرر من الاحتلال عبر التلاحم القطاعي بينها حفاظاً على النسيج الإجتماعي.

وإستهجن البرغوثي حملة التشوية والتشكيك من قبل البعض بحق القطاع الأهلي كما دعا للعمل الفوري والجاد لإنهاء الإنقسام الذي حمل مسؤوليته لطرفي الإنقسام الذي هو حلم صهيوني أمريكي لإعاقة وجود وحدة في الأرض الفلسطينية تمهد لإقامة دولة مستقلة.

وأشار إلى الدور المتقدم لمؤسسة لجان العمل الصحي والمنظمات الأهلية في القدس والمناطق المصنفة "ج" والتي تتعدى 60% من مساحة الضفة الغربية.

من جهته رحب رئيس مجلس إدارة لجان العمل الصحي الأستاذ فريد مرة فرحب بالحضور وقال: إننا نعيش اليوم في عالم متطور ومتصل ومتواصل ومتشابك المصالح ومخترق للجغرافيا حتى أصبح التأثر والتفاعل مع الأحداث العالمية سريعاً ومباشراً. فالعالم يشهد اليوم تغيراً كبيراً في موازين القوى العالمية بإتجاه تعددية الأقطاب.

وأضاف: لقد علمنا التاريخ أن التحولات العالمية الكبرى لا تتم إلا عبر الحروب والدماء والآلام. إلا أنه وللأسف هذة المرة الذي يدفع الضريبة من دمه وماله هي أمتنا العربية. وهنا يثار التساؤل لماذا عندما أصبح العالم قرية صغيرة، أمتنا بالذات تدفع ضريبة الدم والمال؟

وأجاب على تساؤله: لأن الحراك فيها من ألفه إلى يائه هو القضية الفلسطينية بمعناها الواسع، فهي حاضرة إما بهدف إحيائها والدفاع عنها أو بهدف تصفيتها فلا يوجد في المنطقة موقف أو سلوك حيادي. فالقضية الفلسطينية هي محركة التاريخ المعاصر للأمة العربية والمنطقة. لا يتحرك شيء جدي بمعزل عنها تأثراً وتاثيراً.

وأشار إلى أن البنى السياسية والمكونات الاجتماعية للشعب الفلسطيتي أصغر من قضيتها. وهناك فجوة بين قيمة القضية وقوة وحجم تأثيرها وبين أصحاب القضية فأصحابها محدودوا التأثير بل هم في مكان المتأثر، ولا يخفى على أحد أن الإنقسام وغياب الوحدة الوطنية والإرتهان للخارج جعلا من القضية أداة يستثمرها الآخرون.

وقال أيضاً: إضافةً إلى ذلك يحاول الهدامون إستثمار هذا الواقع لإدخال الهزيمة الشاملة الى نفوس شعبنا من خلال التشكيك بقدراته ورفع وتيرة الصراعات الداخلية وزعزعة الثقة بالعمل الجماعي وإدخال الإحباط وتعزيز قيم الأنا الضيقة والمصلحة الفردية والعمل على تخريب الحالة القيمية. ولكن بالرغم من الأثر الواضح لهذا النهج إلا أننا نقول، إن هذا الشعب الذي عمر نضالة يصل القرن، وشهدائه بعشرات الالاف، وجرحاه بمئات الالاف، ومعتقلية بالملايين، والصعوبات والخسائر الاقتصادية التي تعرض لها لا تتحملها دولة بالعالم، إلا انه مستمر في نضاله،وأنه يمتلك من الوعي والإرادة والعزة والتاريخ والأصالة والشهامة والاستعداد المتواصل للتضحية ما يجعله قادراً وبالتأكيد على تخطى كل هذه الصعاب والتحديات معتزاً ومفتخراً ومتمسكا بهويته وأرضه الفلسطينية.

وأكد مرة أن المجتمع المدني وبكل أطيافه ومؤسساته يتحمل المسؤولية الأولى بالتصدى لثقافة الهدم والتخريب وثقافة الهزيمة وثقافة الفساد والإفساد والثقافة المتمسحة بالدين الغريبة عنا وعن قيمنا. وعليه أن يقف وقفة مراجعة جدية ونقدية لواقعه ودوره حتى يؤدي دوره الوطني والاجتماعي الحقيقي ويعالج ما لحق به أيضاً من تشوهات.

وعن دور مؤسسة لجان العمل الصحي في المجتمع الفلسطيني أوضح أن اللجان ومن منطلق مسؤليتها الوطنية والاجتماعية نسعى لتشكيل نموذج وطني يتمثل بقيم البناء وليس الهدم إن كان ذلك على الصعيد الداخلي أو الخارجي للمؤسسة. فهي مع الوحدة وعلى أي مستوى وضد أي إنقسام أو تشرذم وبأي مستوى، ومع مبدأ التكامل إن كان بين مكونات المؤسسة من هيئة عامة إلى مجلس إدارة وعاملين وإدارة تنفيذية، أو بالعمل بشكل متكامل مع جميع مكونات المجتمع المدني من إئتلافات ومنتديات محلية أوإقليميو وعالمية، إضافةً إلى التكامل بالخدمات مع وزارة الصحة والمؤسسات الصديقة.

وقال في كلمته نعمل على تجسيد مبدأ الاعتماد على الذات وخاصة في القضايا المالية، وبهذا الصدد نفخر بأن حوالي 60% من مصاريف المؤسسة أصبحت إعتماداً على الدخل الذاتي. وإننا لم ولن نتنازل عن مواقفنا وقيمنا وذلك برفض التمويل المشروط بالرغم من الصعوبات المالية التي تمر بها المؤسسة.

واشار إلى الشفافية في المؤسسة كواقع ملموس وخاصة في الجانبين المالي والإداري، فالمؤسسة ككيان قانوني ملتزمة وتعزز ضرورة سيادة القانون وتطويره بالأساليب الديمقراطية.

وعلى المستوى الداخلي للجان أوضح أن المؤسسة تهتم بالعمل الطوعي وعياً وثقافةً وممارسة وفي هذا الصدد أعدت دراسةً علمية وورقة سياسات خاصة بالعمل الطوعي وسوف يكون لها إنطلاقة قوية في هذا الاتجاه وعلى الصعيد المهني فهي بحالة من التطور الشامل المستمر، والتعامل الإنساني والمهني والقانوني في عمل الموسسة اليومي. وعلى صعيد الهيئة العامة تسعى المؤسسة لتجذير الدور الفاعل للهيئة العامة من خلال مجموعة من الإجراءات التي تم إعدادها.

وفي نهاية حديثه قال: تواجه لجان العمل الصحي تحديات متعددة وخاصةً في محاولات التضييق على نشاطاتها في القدس إذ تواجه ذلك بشكل قانوني لكنها تدرك أنه ومن خلال المؤازرة والضغط من الأصدقاء المحليين والدوليين تستطيع أن تمارس حقها الطبيعي بتقديم خدماتها في القدس.

الجلسة الثانية بدأت بحصر العضوية والتأكد من النصاب ومن ثم تلاوة التقرير الإداري لمجلس الإدارة من قبل نائب رئيس مجلس الإدارة يعقوب غنيمات، والتقرير التنفيذي من قبل المديرة العامة شذى عودة، فالتقرير المالي من قبل المدير المالي وليد أبوراس بمشاركة المدقق المالي شركة طلال أبو غزالة، وتناولت التقارير فعالية وعمل المؤسسة خلال عام وجرى النقاش من قبل أعضاء الهيئة العامة الحضور والتصويت على ما ورد فيها وكذلك المصادقة على عضويات المنتسبين الجدد للهيئة العامة.

وخصص المؤتمر الجلسة الثالثة لنقاش ورقة سياسات خاصة بالعمل الطوعي في المؤسسة وأخرى خاصة بتفعيل الهيئة العامة في عمل المؤسسة بالإضافة إلى مداخلات ونقاشات أخرى طرحت خلال الجلسة.