نشر بتاريخ: 09/08/2015 ( آخر تحديث: 09/08/2015 الساعة: 12:42 )
بقلم: عهد احمد جرادات
صور الظلم والتمييز تعددت وتنوعت عبر التاريخ البشري في مختلف الازمنة والامكنة، حيث ارتبطت بالعرق والدين والجنس. فالمراة عانت اشكالا كثيرة من التمييز من قتل واعتداءات واغتصابات، الى جانب النظرة المجتمعية التي تعتبرها جزء من ممتلكات الرجل يتصرف بها كما يشاء، الى جانب النظرة الدونية اتجاهها والتي انعكست في الادوار بين كلا الجنسين، وغيرها من اشكال.
فمنذ القدم ساد الاعتقاد بأن الاختلافات والتمايزات الاجتماعية والأدوار المختلفة بين الرجل والمرأة هي اختلافات طبيعية غير قابلة للتغيير, استنادا لوجود الاختلافات بيولوجية بين الجنسين، ونتيجة لذلك تكونت أفكار وقيم ومعتقدات خاصة اتجاه كل من الرجل والمرأة، عملت على تحديد الأدوار والسلوكيات والكيان المستقبلي، والمواقف الخاصة لكل منهما، مثل المرأة عاطفية فمهمتها تربية الأطفال والعمل المنزلي اما الرجل عقلاني فمهمته تطوير المجتمع والعمل الخارجي والمشاركة المجتمعية وصنع القرار.
فهذه النظرة العنصرية التمييزية عملت على التقليل من مكانة المراة وقدراتها وامكانياتها على التاثير المجتمعي والمشاركة في تكوين اساسيات البنية السياسية والاقتصادية للمجتمع الذي تعيش فيه لفترات طويلة من الزمن.
ومن هنا بدات ملامح الفروقات العنصرية تتشكل في الادوار والعلاقات والتعليم حسب طبيعة الجنس, الى جانب طبيعة التعامل مع المواليد الاطفال فيكون الاشتبشار بالذكر مقارنة بالمواساة عند المولود الانثى. وما ينعكس ذلك مستقبلا في اساليب تربيتهم بحث يتم تربية الذكر كسيد والانثى كخادمة وغيرها من التمييزات التي تؤثر على الجانب النفسي للفتاة والتكوين الضعيف لشخصيتها وكيانها.
تطورت هذه الافكار والتصرفات الاسرية لتتحول فيما بعد جزءا اساسيا داخل البنية الثقافية والدلالات والرموز الاساسية التي تمثل الاسس الثقافية للمجتمع. باعتبار الاسرة هي النواة الاساسية في تكون التنظيم الاجتماعي داخل الدولة والمجتمع الانساني, وتاثير الثقافة والمعتقدات على الاسرة لتدخل ضمن علاقة مترابطة و متداخلة في التاثير المتبادل بين الاسرة والبنية الثقافية الاجتماعية.
بالرغم من التطور التكنولوجي والعلمي في العصر الحديث, ووجود مشاريع وتحسينات ملحوظة على واقع المرأة والوعي المجتمعي فيما يتعلق بالنصف الاخر للمجتمع مثل حق المرأة في التعليم والعمل و المشاركة السياسية ...الخ, إلا أنه لا زالت المرأة الفلسطينية بشكل خاص تتعرض حتى اللحظة لحالات من العنف و الظلم، وخصوصاً في الأرياف والمناطق المهمشة، حيث كشفت الكثير من المؤسسات النسوية و المدنية عن حالات و قضايا شملت هذه الاشكال من العنف، فبين عام 1996 و 1998 و ثقت جمعية الدفاع عن الاسرة اكثر من 500 قضية اعتداء ضد المراة . بالاضافة لربط المرأة بمفهوم الشرف العائلي والذي سبب في قتل الكثير من النساء الأبرياء وعدم وجود قوانين صارمة اتجاه هذه القضايا حيث يمكن ملاحظة بعض القوانين المدنيَة تنسجم مع الجريمة واعطاء الرجل الحق في القتل تحت مظلة " الشرف العائلة", حيث عانت فلسطين من ارتفاع نسبة قتل النساء في الاونة الاخيرة, فقد بلغ عدد الحالات التي وثقها مركز المراة للارشاد القانوني و الاجتماعي خلال الفترة ما بين 2007 و 2010 قد وصلت الى 29 حالة قتل، حيث تم قتلهن بادعاء انهن قد اسان لشرف العائلة و اختراقهن للاخلاق المتعارف عليها، اما بين 2011 و 2013 فقد وصلت عدد حالات القتل الى 43 حالة قتل، و 15 حالة قتل في مطلع عام 2014 حسب وكالة الانباء الفلسطينية وفا 2014 .