الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لم أكن وحدي بقلم بدر مكي

نشر بتاريخ: 25/09/2007 ( آخر تحديث: 25/09/2007 الساعة: 15:59 )
بيت لحم - معا - كان اجتماع وأي اجتماع في زيورخ شاءت الصدفة أن أمثل بلدي وحدي وصلت بالطائرة عند الظهيرة وتم أبلاغي بأن الاجتماع سيعقد بعد ساعتين انتابني شعور بالرهبة بعد أن دخلت لمقر ألفيفا كان في الاستقبال الرجل الذي يحكم العالم هكذا قلت له أنه جوزيف بلاتر كان معه نخبة من رجال ألفيفا وفي مقدمتهم صديقي جيروم شامبين مستشار الرئيس والأمين العام المساعد للفيفا وبن همام رئيس الاتحاد الآسيوي والسيد رواوا نائب الأمير سلطان بن فهد نائب رئيس الاتحاد العربي وباسكال توريس رئيس لجنة التطوير بالفيفا والشيخ الجليل طه إسماعيل مدير مكتب ألفيفا بالقاهرة.
قال لي جيروم قبل أن تطأ قدماي غرفة الاجتماعات "الجلسة لك وحدك تستطيع أن تقول ما تريد كان علم بلادي على الطاولة وعلم ألفيفا من أمام بلاتر رحب بي بحرارة وتحدث عن فلسطين وأبو عمار وأمنياته لشعبنا بالعيش في دولة مستقلة ذات سيادة.
طلب مني جيروم التحدث بالفرنسية ولكنني لا أتقنها وبدأت بالتحدث بالإنجليزية ولكني توقفت طالباً الحديث بلغتي العربية على أن يقوم بن همام بالترجمة أردت أن أتحدث بمشاعري وعواطفي بلغتي الأم أردت أن أتحدث بأريحية وهكذا كان.
تحدث عن معانيات أبناء شعبي وعن هموم منتخبنا الوطني وعن الحواجز والبنية التحتية وحاتم قفيشة (كان ما يزال في الغياهب) وعن اللاعب ألمقدسي تحدثت بانفعال وتحدثوا جميعا قلت لهم أن البدايات ستكون في ملعبي الضاحية وماجد أسعد , وطلبت بملاعب معشبة بنابلس والخليل قاطعني السيد بلاتر الذي أبلغني بأنه جاء مرحبا بي وما يعنيه ذلك لبلادي وأن ما تريده سيناقشه معك أصدقائك الموجودين في الغرفة وأستأذن خارجاً وفعلا بدأت نقاشاً مستفيضاً حول الملاعب المعشبة وأهميتها في تطوير كرتنا المحلية ولكن ألفيفا كان له رأي أخر أصر ألفيفا في هذا الاجتماع أن يقيم استاداً بمقاييس دولية تشمل العشيب والإضاءة والمدرجات وسيتكفل ألفيفا بكافة النفقات وأن هذا الاستاد سيكون الضاحية(ألرام) وهي في عرف السلطة الوطنية تعتبر ضمن حدود عاصمة فلسطين القدس، انتابني شعور غريب هل يعقل أن تتحول تلك الأرض المتاخمة للسور إلى استاد وطني لبلادي.
كلهم تحدثوا أن فلسطين تستأهل أن يكون لها مثل هذا الاستاد لذا قطعوا وعداً على أنفسهم حين يتحقق هذا الأمر فأنهم سينظرون بجدية إلى تعشيب ملاعب أخرى في فلسطين.
عدت للفندق لم استطع النوم كان الحديث في هذا الموضوع يؤرقني متى ستتحول الأقوال إلى أفعال وبعد طول انتظار جاءت وفود ألفيفا تستطلع الموقع أكثر من مرة وساهم صديقي الفرنسي جيروم باسكال وصحبه في ألفيفا في تجنيد الأموال اللازمة للمشروع وهكذا فعل باسكال الفرنسي الأخر ورأيت الإبتسامه تفضح سروره البالغ وهو يشاهد الملعب وقد اكتسى بالعشب الصناعي ربت على كتف وقال هذه هدية للشعب الفلسطيني أنه إنجازك وإنجاز اتحادك وأخذني بالأحضان بعد أن لاحظ الدموع وهي تنساب من عيني.
قلت له هذه البداية وما زالت ملاعب نابلس الخليل تنتظر قال لي أعدك بتجنيد الأموال لكل ما تطلبه واستطرد قائلاً في شهر حزيران من العام المقبل سيكون هنا لافتتاح الملعب وسيحضر السيد بلاتر وأصدقائك في ألفيفا قلت له وماذا عن الفريق الذي سيقابل المنتخب الوطني قال هذه مباراة للفيفا وسنأتي إلى فلسطين ومعنا زيدان ورنالدينيو واستطرد سيحضر نجوم ألفيفا ولن يتوقف الأمر عند زيدان ورنالدينيو قلت نعم نحن بحاجة لمباراة من العيار الثقيل.
وفي ملعب ماجد أسعد قدمت بلدية البيرة الشيء الكثير حتى يكون ملعبها يليق باسم الراحل الكبير ماجد أسعد.
نعم لم أكن وحدي أن الرحلة التي جعلت ملعب الضاحية يتحول لاستاد دولي استغرقت أربع سنوات ونيف ومع ذلك لم أكن وحدي في هذه الرحلة وهذا المشروع الوطني الكبير كان معي أصدقاء في ألفيفا والايه.. أف..سي أما هنا في بلدي فلا أدري إذا كان الذين أحبهم قد ذهبوا سنرى ذلك في الأيام المقبلة وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس!!!
كانت الجلسة لي وحدي في زيورخ كما قال لي جيروم ولكني لم أكن لوحدي كان الأصدقاء من حولي وأي أصدقاء.