السبت: 02/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فتيات "شباب فلسطين" في أول تجربة رياضية في إيرلندا

نشر بتاريخ: 10/08/2015 ( آخر تحديث: 10/08/2015 الساعة: 18:50 )
فتيات "شباب فلسطين" في أول تجربة رياضية في إيرلندا
ايرلندا - معا : في "كورك" "Cork" تلك المدينة الإيرلندية الثائرة، كانت محطة فريق كرة السلة للسيدات ضمن فريق "شباب فلسطين". مدينة استضافت الفريق لعشرة أيام، كانت جمّة بالنشاط والحماس، والإنجازات الرياضية للشباب، والاجتماعية لمخيم شاتيلا المنكوب الذي ينتمي إليه الفريق.

فتيات "شباب فلسطين" والمدينة الثائرة..
رحلة الفريق إلى مدينة كورك الإيرلندية أتت من الإيمان الكبير الذي تكنّه سيدة إيرلندية تدعى نوليت نونان، بالقضية الفلسطينية، وسعيها الحثيث لتقديم الدعم للفلسطينيين. فكان نتاج هذا الإيمان مشروع دعم رياضة كرة السلة في مخيم شاتيلا، بهدف دمج فريق الفتيات الفلسطينيات وإعطائهم الخبرة والمعرفة في المجال الرياضي، وتبادل الثقافات بين فلسطين وإيرلندا.

وفي ذلك يقول مجدي مجدوب رئيس نادي شباب فلسطين لـ شبكة العودة الإخبارية "لم أكن أتوقع هذا الحجم الكبير من التعاطف والدعم للفلسطينيين من قبل الشعب الإيرلندي، فمنذ أن وطأت أقدامنا أرض مدينة كورك في العشرين من تموز الماضي، والجميع كان يسعى لخدمتنا ودعمنا وتدريب الفتيات وتشجيعهم، حتى أنّني تفاجأت بحضور أفضل المدربين لكرة السلة في البلاد وهو فرانسيس سوليفان".

الفريق الذي نشأ وترعرع في مخيم للاجئين في لبنان لم يكن يتوقع أن يجد من يدعم الفلسطينيّ ويحسّ بجراحه على هذا الشكل، في زمنٍ بات فيه الأخير يعيش على الهامش وخلف الظلّ، خاصّةً مع تكدّر الأحوال في العالم العربيّ، وكثرة الجراح من جهة، واللامبالاة التي تبديها السلطات اللبنانية بأحوال اللاجئين في المخيمات الفلسطينية منذ سنين طويلة من جهة أخرى.

لكن في تلك المدينة الثائرة التي خاضت الحرب، وصمدت، وقاومت الاحتلال البريطاني في يوم مضى، كانت نظرتها للفلسطينيّ اللاجئ، المحارب، والمقاوم للمحتل شيءٌ آخر، إذ يقول مجدوب لـ شبكة العودة الإخبارية في أحد أيام تواجدنا في كورك قمنا بزيارة لمحافظ المدينة، بدى رجل بسيط جداً رغم مركزه المرموق، وأثنى على قضيتنا الفلسطينية، وأشاد بعدالتها وأبدى دعمه اللامحدود لنا .

إمكانيات بسيطة تصنع تحدّي وحماس
رغم الإمكانيات البسيطة التي تمتلكها لاعبات الفريق إلّا أنّهن أبهرن المتواجدين خلال المباراة الوديّة بأدائهن المميّز مقارنةً بالإمكانيات العالية من ملاعب وتجهيزات رياضية للفرق الإيرلندية الأخرى. ويشير مجدي الجميع استغرب أداء فتياتنا القويّ لعلمهم بإمكانياتنا الضعيفة من حيث الملاعب المجهزة، والأجواء الجيدة للتدريب... إلّا أنهم أثنوا على الحماس والنشاط الكبير للفتيات التي أهلتهنّ للفوز على الفرق الأخرى .

وتقول آلاء الأمين إحدى لاعبات الفريق في أول المباراة تملّكنا القليل من الخوف والقلق، ولكن عندما نزلنا الى الملعب كفريق واحد متماسك شجّعنا بعضنا البعض، ولعبنا حتى النهاية حتى حققنا الفوز الذي زاد من تفاؤلنا بفريقنا. وما زادنا أمل وحماس هو حضور أبناء الوطن من مبعدي كنيسة المهد جهاد جعارة ورامي الكامل للمباراة .

جنى المباراة الودية..
لم يكن الفريق الفلسطينيّ غافلاً عن جعل فرصة تواجده في بلدٍ أوروبيّ يتعاطف مع قضيته، أرضاً خصبةً لحصد ثمارٍ يستفيد منها ويفيد المخيم الذي ينتمي إليه.
إذ يقول ربيع صلاح مدرب الفريق لشبكتنا خلال اليوم الفلسطينيّ الذي أقمناه في كورك شرحنا للمتواجدين من نشطاء ومسؤولين وشخصيات إيرلندية مهمة عن مجزرة صبرا وشاتيلا، والمشاكل التي يعاني منها مخيم شاتيلا خاصّة مشكلة المياه المالحة، فوعدتنا بعض الشخصيات منها الأب تيري أوبراين، وجيلان عبد المجيد نائب السفير الفلسطيني في إيرلندا، وعدد من المقتدرين الإيرلنديين، بإنشاء بئر مياه عذبة في المخيم حالما تجهز الأوراق المطلوبة لبنائه .

وفيما يتعلّق بالثمار التي سيجنيها الفريق من هذه الزيارة، قال صلاح قمنا بتوأمة بين فريق شباب فلسطين لكرة السلة ونادي باليكوليج (BallinCollig) الإيرلندي، وطرحنا معهم موضوع افتتاح مدرسة فلسطينية إيرلندية لدعم كرة السلة للفلسطينيين في لبنان، لكنه لم يتم إقراره رسمياً حتى الآن. واعدين إيانا بدعوتنا إلى إيرلندا للمشاركة في بطولة تقام في البلاد العام القادم .

لو كنتنّ هنا في إيرلندا بدلاً من مخيم شاتيلا وتوفرت لكم الإمكانيات التي نوفرها للاعباتنا لأبدعتنّ فعلاً ، بهذه الكلمات أنهى المدرب الإيرلندي فرانسيس سوليفان كلامه مع الفريق أثناء الوداع، جاعلاً في أنفسهم حسرةً على الواقع الذي يعيشونه في مخيمات لبنان وسط مرّ الأحوال وأملٌ بالنجاح في يومّ من الأيام.