نشر بتاريخ: 11/08/2015 ( آخر تحديث: 12/08/2015 الساعة: 13:52 )
غزة- تقرير معا- على شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة وعلى المدخل الرئيسي لقرية الزوايدة تقع مقبرة الانجليز التي تتزين بأشجار الزيتون والنخيل والسرو الملتف حول المكان والأزهار والورود الجميلة.
في بداية مدخلها تقابلك لوحة من الرخام خطت عليها باللغة العربية والانجليزية "هذه الأرض المقامة عليها هذه المقبرة قد وهبها شعب فلسطين كمثوى أبدي لرجال قوات الحلفاء الذين سقطوا قتلى في حرب عام 1914-1918م والمخلدين في هذا المكان".
أبو خليل عواجا (50 عاما) حارس المقبرة منذ ثلاثين عاما قال إن هؤلاء الجنود جاؤوا لقتال الدولة العثمانية مع قوات الحلفاء عام 1914-1918 في الحرب العالمية الاولى وحاربوا في ثلاث معارك رئيسية أكبرها كانت معركة وادي غزة وهناك معركة المنطار ليبقوا الي الابد في مكان المعركة حيث دفنوا في المقبرة التي أسستها هيئة قوات التحالف "الكومنولث البريطاني".
واضاف عواجا "تبلغ مساحة المقبرة حوالي من 18-23 دونما، ويبلغ عدد الجنود الذين وقعوا قتلى 733 جنديا من أجناس مختلفة منهم 7 من اليهود و3 من مسلمي الجزائر و21 مسلم هندي و43 هنديا من الهندوس السيخ وغيرهم من جنسيات مختلفة منها كندا وبريطانيا واستراليا وشمال افريقيا ونيوزيلندا".
قبور متراصة ومرتبة ترتيبا هندسيا ومرقمة حيث يوجد في كل سطر 21 قبرا ويوجد على كل قبر شعار الدولة التي تدل على جنسية الميت واسمه وعمره وتاريخ وفاته ورتبته العسكرية ،وبعض القبور مكتوب عليها جمل تدل على وضع صاحب القبر مثل هناك قبر مكتوب عليه "ابن أبيه الوحيد" وقبر كتبت له زوجته "أنت في القلب مش نسينك".
وفي منتصف المقبرة منصة من الرخام ليقف عليها الزوار الأجانب وذوي الموتى لإلقاء الكلمات والخطب ويوجد هناك ضريح جماعي ل 21 مسلما هنديا وضريح جماعي للهندوس السيخ.
وحول طبيعة عمله يذكر عواجة: "منذ أن استلمت العمل هنا وأنا استيقظ في الصباح الباكر بنشاط لأباشر عملي حتى غروب الشمس من دون كلل أو ملل، حيث أقوم بحراسة المكان من أي اعتداء، بالإضافة إلى الاهتمام بنظافته وتقليم وزراعة الأشجار والزهور وتقليم العشب الزائدوتسميد الأرض".
وعن الزائرين المتوافدين الي هذه المقبرة قال: يأتي اليها طلاب المدارس والجامعات والعائلات وأفراد عاديين للاستجمام والتنزه والتصوير فيها ولكن لا نسمح لأحد بالجلوس فيها لأن بعض الزوار الذين يأتون لزيارة المقبرة لا يحافظون على نظافة المكان وترتيبه.
وبالنسبة للزوار من الخارج قال: كان يأتي اليها عدد كبير من الزائرين من أهل الموتى والمشرفين عليها من البريطانيين ولكن مع اغلاق المعابر والحصار قل عدد المتوافدين اليها.
وقتل المئات من الجنود البريطانيين في معارك في قطاع غزة ودفنوا في مقبرتين احداهما في الزوايدة والثانية في شرق غزة.