الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليجتهد المجتهدون وليتنافس المتنافسون

نشر بتاريخ: 11/08/2015 ( آخر تحديث: 11/08/2015 الساعة: 15:18 )
ليجتهد المجتهدون وليتنافس المتنافسون
كتب / أسامة فلفل

اليوم وفي ظل هذه المرحلة التاريخية الهامة يمر الوطن ومنظومته الرياضية بمرحلة متغيرات سياسية تاريخية كبيرة ,تتجلى فيها إرادة الشعوب الحية والمصادر حرياتها بحثا عن مستقبلا مشرق يليق بها وبتاريخها الوطني المجيد ويلبي طموحاتها المشروعة في الحرية والاستقلال والخلاص من التبعية والوصاية والمشاركة الفاعلة في صناعة المستقبل والتخطيط له بعيدا عن التهميش والإقصاء ,فان شعبنا الفلسطيني الصامد يحتل بقضيته الوطنية العادلة ذات المكانة النضالية وذات التطلعات الكبيرة التي جسدها خلال السنوات الماضية في مسيرته سعيا وراء حريته وحقه الطبيعي في استعادة حقوقه المشروعة التي كفلتها له القوانين والأعراف الدولية.

ففي هذا المخاض الرياضي العظيم يحق للرياضي الفلسطيني أن يرفع رأسه عاليا وبشموخ وكبرياء وأن يفخر بقيادة الرياضية ودبلوماسيتها الرياضة العالية التي أرغمت الاحتلال الغاشم عن التراجع في قراراته.

بكل تواضع أقول أن القيادة الرياضية الفلسطينية منذ أن تولت دفة القيادة كانت مسيرتها النضالية تحمل في طياتها أهداف وطنيا رياضية, سعيا نحو القيم الأساسية التي تنشدها كل الشعوب الحرة في مختلف الحقب التاريخية وفي مختلف أصقاع الدنيا.

لقد خاضت القيادة معارك رياضية ضارية على المستوى الإقليمي والدولي ولا تزال معركة كونغرس الفيفا ضد الاستبداد والاستعباد والطغيان وتعطيل مسار الحركة الرياضية الفلسطينية, في عقل وفكر القيادة التي تؤكد أن المعارك القادمة أشد ضراوة توقا للحرية والكرامة من أجل تحقيق الهدف الوطني الكبير الذي يحلم به كل مواطن ورياضي فلسطيني أصيل.

إن حجم المتغيرات على ساحتنا الوطنية لهذا العام كانت كبيرة ومتسارعة ومفاجئة للجميع ,وهي متغيرات سقطت وتهاوت فيها قرارات الاحتلال الصهيوني تحت تصميم وصلابة وإصرار القيادة الرياضية وإرادتها الفولاذية , إن ما يهمنا استخلاصه من تلك الأحداث التي ما زالت تتفاعل هنا وهناك أن إرادة الشعوب وسلامة تفكير قياداتها هي العنصر الأول في صناعة التاريخ بأحداثه الجسام ,فهي عامل النصر الحاسم الذي دونه تنكسر وتتلاشى مختلف العناصر والعوامل الخارجية مهما كانت قوتها وسطوتها وإمكانياتها.

فساحة كونغرس الفيفا كانت الساحة الحقيقة التي تجسدت فيها إرادة الرياضة والرياضيين الفلسطينيين ,ولم يكن لأي ساحة أو مكان آخر دورا في صناعة ذلك الحدث التاريخي العظيم بتوحيد شطري الوطن وعبور نادي أهلي الخليل لقطاع غزة العزة وتجسيد الوحدة الوطنية كواقع ملموس.

إننا اليوم وفي هذه المحطة نتطلع إلى بناء مرحلة وطنية جديدة تستدعي أن نرسخ في صميمها قيم وطنية جديدة لثقافة رياضية صلبة ومتحضرة تعتمد على سياسات ذات قيمة ومعنى يعزز من حضورنا ووجودنا على المستوى الإقليمي والدولي فساحة النضال والعمل الوطني مفتوحة للجميع فليجتهد المجتهدون وليتنافس المتنافسون خدمة للوطن والرياضة الفلسطينية.