وكانت مصادر إسرائيلية عن وجود مخطط لإقامة مبنى ضخم في ساحة البراق ملاصقاً للمسجد الأقصى المبارك بالقدس القديمة.وأوضح عمرو أن المبنى- وحسب المخطط - مكون من 6 طبقات، اثنتان تحت الأرض وأربع فوقها بمساحة بناء إجمالية قدرها 1400 متر مربع، وبارتفاع 23 مترا، بتكلفة 13 مليون دولار امريكي.
وأضاف ان المبنى مكون من متحف لآثار ومقتنيات مختلفة تم السطو عليها من عدة مواقع بالقدس، خاصة من القصور العباسية والأموية، اضافة مكاتب للجمعيات اليهودية، وطوابق مخصصة لصلاة الرجال والنساء، واماكن" للطهارة"، أما الطابق العلوي "المظلة" سيكون مطل بشكل مباشر على المسجد الأقصى وساحاته بالكامل.
وأضاف الدكتور عمرو ان المبنى سيرتبط مباشرة بين سلسلة الأنفاق أسفل الأرض، حيث سيكون متصلا بالنفق المؤدي الى سلوان، والنفق المؤدي الى القدس القديمة "المدرسة العمرية"، والنفقين "الغير مكتملين" المؤديان الى باب الخليل، وباب العامود .
وقال أن المشروع الجديد يطمس المعالم العربية الإسلامية بالقدس القديمة، ويشوه المنظر العام، علما ان المبنى المقبب الأقرب للمسجد الأقصى المبارك، وثاني أكبر كنيس في القدس القديمة بعد كنيس الخراب، مضيفاً ان الزائر لن يرى القدس عربية ولن يتجول بأسواقها وحاراتها، بل يكون التجول عبر أنفاق تروي القصص التلمودية، وتمحو التاريخ الاسلامي العربي للمدينة، حيث سيكون مرتبطاً شبكة اتصالات ومواصلات بعناية فائقة متكاملة مع بعضها البعض.
وأشار الدكتور عمرو أن اسرائيل تلاعبت طوال السنوات الماضية لانشاء وطرح هذا المخطط الخطير، حيث بدأت بعمليات حفر في ساحة البراق تحت مسمى "الحفريات الأثرية وشق الأنفاق" منذ 17 عاماً، واليوم تعلن عنه بعد تقديم المخططات الهندسية واستكمال الاجراءات اللازمة لتقديمه.
وحذر الدكتور عمرو من خطورة المشاريع والمخططات الاسرائيلية في مدينة القدس عامة، والقدس خاصة والتي تهدف لطمس معالمها، وتهويد وتزييف للتاريخ والحضارة بالاضافة الى تدمير الآثار والمعالم الإسلامية.
وأضاف الدكتور عمرو أن هذا الكنيس يضاف الى 101 مائة كنيس ومدرسة تلمودية داخل القدس القديمة و74 بؤرة استيطانية.
وطالب الدكتور عمرو مواقف رسمية فلسطينية وعربية لإلغاء هذا المشروع الذي يقع على أرض وقفية، حيث يلاصق المشروع من الجهة الشمالية منازل فلسطينية ومن جهات الثلاث أراضٍ وقفية تم الاستيلاء عليها وتشريد سكانها عقب احتلال القدس.
وأوضحت المصادر الإسرائيلية إلى أنه في العقد الأخيرة طرحت قضية تشييد المبنى المذكور لكن مشروع البناء تعطل بسبب عدم استصدار التراخيص، وفي الشهور الستة الأخيرة تقرر تقليص حجم المبنى المخطط للمصادقة عليه من "التخطيط والبناء في القدس" التي طالبت بعرض مقترحين لتقليص حجم المبنى قبل المصادقة عليه، لافتة انه كان بالإمكان تقديم الاعتراضات على المخطط حتى الأسبوع الماضي، لكن جرى التكتم على ذلك والمخطط في طريقه للمصادقة النهائية.