رام الله - معا - طالب شباب ومنظمات شبابية محلية واممية، بإعادة وضع قضايا الشباب على سلم الأولويات المجتمعية والوطنية، وبناء شراكة حقيقية بين مختلف المؤسسات والقوى الفلسطينية، تتجاوز عوامل الانقسام والتنافس المحموم، لوضع رؤية موحدة، قادرة على قيادة النضال الوطني التحرري والبنائي التنموي، يكون الشباب في طليعته.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده منتدى شارك الشبابي وشركاءه أمس والخاص بالإعلان عن فعاليات يوم الشاب العالمي 2015 ـ المشاركة المدنية للشباب، وذلك في مقر المنتدى برام الله بمشاركة، بدر زماعرة - المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي، ماهرة الجمل - مساعد الأمين العام لمجلس الوسط ـ المجلس الاعلى للشباب، اندرس تومبسون ـ ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، نانسي شرطي - المدير الاقليمي لمؤسسة الخدمات الدولية.
واجمع المتحدثون بان الشباب الفلسطيني ما زالوا يعانون كل أشكال القهر والظلم، التي فرضها عليهم الاحتلال، فضلا عن بعض جوانب القصور المؤسسي الفلسطيني، الذي لم يرق بعد لمستوى التحديات التي تواجه مجتمعنا وقضيتنا وشبابنا.
وأكد المتحدثون على أن غالبية معطيات البيانات ذات العلاقة بالشباب تظهر وقائع خطيرة، بدءا من ارتفاع معدلات البطالة والفقر بين الشباب، لا سيما خريجي الجامعات، مرورا بازدياد الراغبين بالهجرة، وصولا لمظاهر العنف المجتمعي الآخذة بالازدياد.
واعرب المتحدثون عن ايمان منظماتهم أن التحديات على عظمها وتعقيدها، ليست إلا مشهدا من عدوان أقسى وأفظع يمارس يوميا على الفلسطينيين، لكن ذلك لن يثني شباب الفلسطيني عن الاستمرار في نضالهم وصمودهم، وإصرارهم على تجسيد حقوقهم، والعيش بحرية وكرامة.
وجدد منتدى "شارك"، مطالباته بضرورة التحرك العاجل في عدد من القطاعات والمجالات، التي يمكن الإسهام من خلالها في وقف أو التخفيف من آثار تلك الأزمات، مؤكدا ان حجم الاستجابة الرسمية والاهلية، لم تكن على القدر الكافي من المسؤولية حينا، أو من الفاعلية أحيانا أخرى، في الوقت الذي ما زال مشهد الكارثة التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة ماثلا والتي عمقها الانقسام السياسي، وابطأ من القدرة الفلسطينية على مواجهتها.
وقال زماعرة، "ان عدم مواجهة المشكلة، أو تجاهلها، او تأجيل التعامل معها، وربما حتى عدم الاعتراف بها رغم وضوحها، أدى بنا إلى وضع ربما يصعب استدراكه. مجددا التأكيد، بأن ساعة واحدة تأخر تدخلنا لصالح شبابنا ومجتمعنا، تعني مزيد من العنف، والهجرة... وكل مظاهر الاختلال الأخرى".
واشار الى إن الظروف المرتبطة بالاحتلال وحدها لا تقدم الصورة كاملة، فثمة قصور ذاتي، أسهم بدرجات متفاوتة في تعميق الأزمات والتحديات التي يعيشها شبابنا.
بدورها قالت الجمل "نحاول بالتعاون مع كل الشركاء العمل على التقليل من مشكلة البطالة وغيرها التي يعاني منها الشباب الذين يشكلون حوالي 30% من شعبنا"، مشددة على الحاجة لعمل تكاملي وشراكة دائمة مع كل الشركاء المحليين والدوليين من اجل العمل لتخفيف هذه الظواهر، مؤكدة على ضرورة تركيز العمل على برامج استراتيجية ذات صلة بالتنمية والتنمية المستدامة.
من جهته اكد تومبسون: على اهمية حملة المشاركة المدنية والمجتمعية للشباب باشكالها المختلفة من تطوع ومشاركة سياسية وتنموية واقتصادية، ومشاركة منظمات الامم المتحدة كل في تخصصها بالعديد من التدخلات والفعاليات التي ستشهدها محافظات فلسطين، حاثا الشباب لاخذ زورهم الفعال في المشاركة لتفتح لهم الافاق التي قد تسهم في الحد من مشاكل البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية.
أما شرطي، فدعت كل الشباب للمشاركة في اللقاءات وورشات العمل التي ستنظم بين الشباب الفلسطيني والبريطاني والتي تستهدف رفع مستوى وعي الشباب الفلسطيني للعالم والذي يستغرق تنفيذه 3 سنوات وكل 3 اشهر تستبدل المجموعات الشبابية البريطانية والفلسطينية لمشاركة وتبادل الخبرات.
وانطلقت فعاليات يوم الشباب العالمي التي يحييها "شارك"، بمناسبة يوم الشباب العالمي بسلسلة من الأنشطة والفعاليات واللقاءات مع عدد من المفكرين والمختصين بشان المشاركة المدنية للشباب، تتناول عدة قضايا وتستهدف العديد من المناطق السكانية، والتي بدات بلقاء الشباب وبرنامج الامم المتحدة الانمائي مع ممثله الخاص ربورتو فالنت، الاه لقاء حواري مع د. منير فاشة تحت عنوان" الشفاء من خرافات المدنية الحديثة، ولقاء حواري شبابي تحت عنوان "المشاركة المدنية الشبابية - نماذج ملهمة" بمشاركة الناشطة المجتمعية رتيبة علاء الدين، مدير عام مؤسسة الرؤيا الفلسطينية – القدس رامي نصر الدين، مدير عام مؤسسة ملتقى بناة المستقبل دينا فرعون، رئيس مجلس قروي فوكين أحمد سكر، ومسؤولة التواصل المركزي في شبكة تثقيف الاقران رند جار الله، وأدارة اللقاء الاعلامية يافا استيتي.