الإثنين: 06/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

لقاء تشاوري فلسطيني حول مخيم نهر البارد.. عباس زكي: 60% من الأبنية صالحة للسكن

نشر بتاريخ: 26/09/2007 ( آخر تحديث: 26/09/2007 الساعة: 14:44 )
بيت لحم- معا- عقد لقاء تشاوري فلسطيني في قصر الجميلة في بئر حسن، تناول تداعيات أزمة مخيم نهر البارد في الشمال، وأوضاع النازحين والعلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية، في حضور حشد من الشخصيات.

وأكد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي أن "60% من أبنية المخيم الجديد في نهر البارد صالحة للسكن، وأنه في ظرف يومين يجب البدء بالعودة إليه، وأن العودة مؤكدة والإعمار حتمي"، مشدداً على "التزام المنظمة قرار الدولة اللبنانية القاضي ببسط سلطتها على المخيم.

وأضاف: "حصلنا على ضمانات أن النزوح مؤقت والعودة مؤكدة والإعمار حتمي". وأشار إلى ان "ترجمة ذلك بدأت بالشكل الملموس، وان المخيم الذي يدمر في حرب داخلية لا مانع ان يبقى مدمرا، ولكن حين نكون لبنانيين وفلسطينيين معا في محاربة الإرهاب، فجريمة وخيانة ان يعاقب الفلسطيني مرتين، مرة مع الإرهاب ومرة مع من لا يدرسون الأوضاع الحالية".

وكشف ان المنظمة "تبحث الان في تأمين مساعدة فورية وعاجلة للنازحين، ورغم شحّ إمكاناتنا سنقدم مساعدة باسم المنظمة توزع قبل عيد الفطر". كما اشار "إلى ان الايواء الموقت سيكون من اولى اهتماماتنا".

وكشف أن "نهر البارد سيكون مختلفا من حيث الإجراءات الامنية، ولم يعد مسموحا من اليوم ان يكون هناك سلاح لحساب اي جهة او احد في المخيم، وان الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني يذهب عندما يحكم الجيش شعبا لا حقوق له. اذا لم يكن هناك صفقة متكاملة فلا "نفع". وقال: "السيادة للدولة والعدالة للفلسطينيين".
واستمع زكي بعد كلمته إلى عدد من المداخلات كان أبرزها كلمة نازحي نهر البارد التي تلاها فرحات محمود عبدو وتضمنت المطالب التالية:

1 ـ عودة سريعة ومشرفة إلى مخيم نهر البارد.
2 ـ عودة سياسية متزامنة مع العودة المدنية، وان يكون اول بيت فيه هو لمنظمة التحرير الفلسطينية.
3 ـ حصرية الشرعية بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبالتنسيق معها يمكن ان يلتقي مع الاونروا والهيئات الدولية.
4 ـ تعويض عن كل الخسائر المادية.
5 ـ الحفاظ على هوية المخيم وميزته التجارية.
6 ـ فصل مساعدة مخيم نهر البارد عن الجوار.
7 ـ وقف معاملة الاجهزة الامنية اللبنانية ابناء نهر البارد "كمجرمين".

وطالب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل بـ«علاقات نموذجية مع الدولة اللبنانية"، ورأى أن ما يخرج الفلسطينيين من دائرة البؤس هو (حوار لبناني ـ فلسطيني يعطي الحقوق الإنسانية للاجئين الفلسطينيين ويؤدي إلى وضع خطة سياسية مشتركة لدعم نضال اللاجئين من اجل حق العودة ورفض مشاريع التوطين والتهجير(، وأكد على ضرورة اعمار المخيم كون ذلك يشكل محطة في هذا السياق. ودعا فيصل إلى شراكة فلسطينية لبنانية دولية لانهاء مأساة ابناء مخيم البارد وخاصة بالعمل الحثيث لتوفير الاموال اللازمة لإعادة الاعمار.

بعد ذلك، فتح المجال أمام المداخلات وكانت لامين سر قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» اللواء سلطان وأبو العينين مداخلة تحدث فيها عن بعض القضايا والحقائق حول ما جرى في مخيم نهر البارد وقدم سردا لوقائع الأحداث والاتصالات التي أجراها لوضع حد لظاهرة العبسي في المخيم.

من جهته، عقب مساعد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور كمال ناجي على المداخلات داعياً إلى تشكيل لجنة متابعة لقضية مخيم نهر البارد.

وقدم عضو المجلس الوطني الفلسطيني فتحي أبو العردات مداخلة دعا فيها إلى تقييم هادئ لما حدث في مخيم نهر البارد، أما عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، فقد أكد على ايجابية اللقاء واعتبره بداية يجب البناء عليها، مشيرا إلى أن أزمة نهر البارد كانت الصاعق المحرك لرؤية علاقتنا مع بعضنا ومع المحيط.

وتحدثت عضو المجلس الوطني الفلسطيني امنة جبريل، فقالت (ان لا احد يشكك في حرص كل الأطراف على الوجود الفلسطيني في لبنان( وحملت المسؤولية إلى كل الفصائل والقوى الفلسطينية ما جرى في مخيم نهر البارد، معتبرة انه كان في الامكان محاصرة ظاهرة العبسي منذ البداية، "لكن المماطلة والازدواجية منعت ذلك".

وتحدث ايضاً عضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح صلاح، معتبراً ان الهدف الاساسي من اللقاء التشاوري هو استخراج الأفكار لتقديمها للقيادة الفلسطينية. واعتبر عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي منيب حزوري "ان هناك اطرافا فلسطينية كانت متواطئة مع عصابة العبسي".

كما تحدث عضو المجلس الوطني سهيل الناطور فدعا إلى معالجة سريعة لأوضاع أبناء المخيم.

وفي ختام اللقاء اكد زكي "ضرورة العمل جميعا وأن نوحد خطابنا السياسي". واعتبر ان آخر ما يمكن مواجهته هو التهجير وخصوصا من قطاع غزة، وقال: "ليس فقط اللبنانيون يظلموننا بل لاننا نحن ايضا نظلم أنفسنا" إلى تشكيل لجنة متابعة لقضية مخيم نهر البارد.

عقدت منظمة لجان الوحدة العمالية الفلسطينية- اتحاد لجان حق العودة في لبنان مؤتمرها الثامن في قاعة الشهيدة نبيلة برير في مخيم مار الياس - بيروت، تحت شعار دعم "عودة نازحي مخيم نهر البارد واعادة اعماره" ، بحضور عدد من ممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية وممثلي الحركة النقابية اللبنانية والفلسطينية والمنظمات والمؤسسات الاجتماعية والعاملين في مجال حق العودة اضافة إلى وفد قيادي من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ضم الرفاق علي فيصل ومحمد خليل اعضاء المكتب السياسي ووأبو بشار عضو اللجنة المركزية للجبهة..

بداية المؤتمر بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ثم تحدث وأبو سامح مسؤول منظمة لجان الوحدة العمالية الفلسطينية حيث دعا إلى الإسراع بإعمار مخيم نهر البارد وعودة نازحيه اليه مؤكدا على التمسك بحق العودة وفقا للقرار 194 ورفض مشاريع التوطين والتهجير.

كما استعرض أوضاع العمال الفلسطينيين في لبنان في ظل تشدد القوانين اللبنانية التي تحرم عمالنا من مارسة عشرات المهن داعيا الحكومة اللبنانية إلى انصاف العامل الفلسطيني ومساواته بأخيه العامل اللبناني. ودعا وأبو سامح إلى تصعيد التحركات العمالية من اجل انتزاع حقوق العمال، مشددا على ضرورة بناء اتحاد نقابات عمال فلسطين على أسس ديمقراطية من خلال عقد وتشكيل النقابات وعقد مؤتمر الفرع على قاعدة التمثيل النسبي.

وتحدث الحاج علي ياسين رئيس اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، فأكد دعمه للعمال الفلسطينيين وضرورة انصافه، مشيرا إلى ان حق العودة هو حق مقدس، كما أكد على التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وبخيار المقاومة، داعيا إلى إقرار الحقوق الاجتماعية والإنسانية للشعب الفلسطيني في لبنان.

كما تحدث عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية وأبو بشار الذي أشار إلى ان استمرار سياسة حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية والاجتماعية معتبرا ان العمال هم اكثر الفئات الفلسطينية أضرراً من هذه القوانين نتيجة الإجراءات والتدابير القاسية المفروضة بحقهم داعيا إلى تشريع حقوق العمال الفلسطينيين ومساواتهم باللبنانيين. ودعا إلى الإسراع في إعمار مخيم نهر البارد وتسهيل عملية إعادة ابنائه إليه خاصة وان هناك الكثير من المنازل في المخيم الجديد لم تدمر وأخرى تحتاج إلى ترميم وتصلح لسكن العديد من العائلات النازحة.

وأكد أن الخروج من الأزمة الداخلية الفلسطينية تتطلب توافقا وطنيا شاملا لا سبيل للتوصل إليه إلا بالحوار الوطني الشامل. ومدخله التراجع عن نتائج الحسم والانقلاب العسكري الذي نفذته حركة حماس. وان الطريق لبناء الوحدة الوطنية يتطلب العودة لتطبيق إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني.

وأكد وأبو يوسف العدوي امين سر اتحاد نقابات عمال فلسطين - فرع لبنان على وحدة الشعب والارض ووحدة الطبقة العاملة الفلسطينية في الوطن والخارج داعيا إلى اقرار حقوق العمال الفلسطينيين وعدم تمييزهم عن اخوتهم اللبنانيين..

أمام انطلاق مشروع "الإيواء المؤقت" في جوار مخيم نهر البارد للتخفيف من حالة الاحتقان التي تجتاح النازحين المتكدسين فوق بعضهم بعضاً في مراكز النزوح في ظروف إنسانية واجتماعية سيئة للغاية، ضاعف من سوئها قدوم العام الدراسي، وبوادر الشتاء الذي قدم ليل أمس الأول نموذجاً، وأنتج حالة ارتباك كبرى في صفوف بعض النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة الأماكن المكشوفة نحو الغرف الضيقة، الأمر زاد من حالة الاختناق السكاني.

وفي الوقت الذي تسعى فيه وكالة الأونروا ولجان النازحين والفصائل الفلسطينية بالتعاون مع الهيئات الرسمية المعنية لإيجاد المكان المناسب لإقامة مشروع الإيواء المؤقت بعد توقف الاعمال في ذوق بحنين، عادت الفصائل الفلسطينية لتجدد طرحها بشأن إمكانية إسكان نحو 2000 عائلة في المخيم الجديد الذي يخضع لعملية مسح كاملة، يمكن بعدها تحديد الأبنية الصالحة للسكن، خصوصاً أن هذا الحل هو الانسب والأسرع في الوقت الحالي وقادر على حل ما نسبته 40٪ من حجم الأزمة، لأن أكثرية العائلات النازحة تعيش ضمن الكاراجات والمحلات التجارية والغرف الضيقة، ولا تمانع أن تشغل المساحات التي يمكن استخدامها للسكن في المخيم الجديد، وان تقطن ضمن الخيم او البيوت الخشبية الجاهزة إذا ما توفرت ضمن أراضيه، لأنها بذلك تحافظ على ممتلكاتها وعلى مخيمها الأمر الذي يساهم في تبديد هواجسها ومخاوفها من الشائعات التي تتحدث عن اللاعودة، بعدما أبدت الأنروا استعداداتها أكثر من مرة للقيام بأعمال الترميم المطلوبة للأبنية المحتاجة وبالسرعة القصوى.

يضاف إلى ذلك نسبة 20٪ من العائلات حصلت على بدلات إيجار من الأونروا ضمن مشروع السكن الاختياري، لتبقى نسبة 40٪ تنتظر مشروع الايواء المؤقت الذي قد يحتاج إلى بعض الوقت لحين اختيار أراض جديدة وإجراء الدراسات الهندسية عليها ومباشرة العمل فيها.

وتؤكد مصادر الفصائل ولجان النازحين أن أحداً لا يريد التسبب بأية إشكالات أو توترات، لذلك فإن الجميع يسعى لاستيعاب غضبة النازحين وإبقاء تحركاتهم واعتصاماتهم الشعبية ضمن حدود مخيم البداوي، لافتة إلى أنها تتفهم بعض ردات الفعل، لذلك فهي تتحمل التصريحات الغاضبة، والتعبئة التي تقوم بها بعض وسائل الاعلام، مبدية الإصرار على العيش جنباً إلى جنب مع الجوار اللبناني الذي تربطها به علاقات أخوية. من هنا فإن الفصائل الفلسطينية ولجان النازحين تعملان حالياً على خطين:

أولاً: سحب كل فتائل التفجير في صفوف النازحين من خلال تأمين احتياجاتهم وحل بعض المشكلات، لا سيما فيما يتعلق بالشيكات الخاصة بالهبة السعودية، وقد نجحت المساعي التي بذلت في صرف نحو 450 شيكاً، على أن يتم صرف ما تبقى خلال الايام المقبلة، إضافة إلى معالجة موضوع الإيجارات لدى الأونروا، وتحسين نوعية الطعام لا سيما الوجبات الجاهزة عبر الاتصال بالمسؤولين المعنيين ومطالبتهم بتوسيع الرقابة على الطعام المرسل إلى النازحين.

ثانياً: الانفتاح على كل شرائح المجتمع اللبناني، والتعاون مع بعض الشخصيات والأحزاب الوطنية لإقامة حوار واسع حول ما جرى في مخيم البارد والتأكيد للمرة الألف أن الفلسطينيين لا علاقة لهم بما جرى، وأنهم مع اللبنانيين كانوا ضحية لأعمال ظاهرة فتح الإسلام.

وفي هذا الإطار بدأت الفصائل التشاور مع الأحزاب وبلدية طرابلس لتنظيم نشاطات مشتركة تتضمن ندوات تتعلق بنشأة مخيم البارد، وتطوره الاقتصادي، وعلاقاته التاريخية مع الجوار، وظاهرة فتح الإسلام، على أن يتخللها حوار يساهم في تقريب وجهات النظر وتخفيف الاحتقان القائم على الصعيد اللبناني والفلسطيني.

ويؤكد عضو اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني عاطف خليل أن الجهود الحالية تنصب على إعادة اللحمة بين أبناء البارد وجيرانهم اللبنانيين، لافتاً إلى أن لجان النازحين تتابع اتصالاتها ولقاءاتها مع كل أبناء المناطق المحيطة بالمخيم للتأكيد على حسن الجوار، مؤكداً أن ما تم بناؤه من علاقات إنسانية واجتماعية وتجارية بين أبناء المخيم وأبناء عكار ومنطقة الشمال عموماً سيبقى أقوى بكثير من ان تؤثر فيه أزمة أمنية عابرة دفع الجميع ثمنها من حياتهم وأمنهم وممتلكاتهم، داعياً إلى تضافر الجهود اللبنانية الفلسطينية لمجابهة ذيول هذه الأزمة والخروج منها أكثر تماسكاً بما يفوت الفرصة على المصطادين بالماء العكر.