الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نجاح أول عملية علاج ألياف رحمية بواسطة الأشعة التداخلية في "المقاصد"

نشر بتاريخ: 16/08/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )

القدس - معا -  أعلنت مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية عن نجاح أول عملية على مستوى الوطن لعلاج ليف رحمي بواسطة تقنية الأشعة التداخلية دون الحاجة لاستئصال الرحم، والتي أجريت باشراف الطبيب الفلسطيني الدكتور سمير عدوان اختصاصي ورئيس قسم الأشعة التداخلية في مشفى الجامعة في مدينة ستافنجر النرويجية، الذي زار المقاصد خلال الأسبوع الثاني من شهر آب الجاري.


ويعد الدكتور عدوان من رواد اختصاص الأشعة التداخلية في الشرق الأوسط، حيث يندر تطبيق تقنية الأشعة التداخلية دون اللجوء إلى العمليات الجراحية المفتوحة، ويقول الدكتور عدوان: "تمكنا من تجميد وإيقاف التروية الدموية لليف الرحمي بنجاح لدى مريضة في الأربعينيات من عمرها، بحيث تبدأ الكتلة الموجودة في الرحم والتي يبلغ طولها 10 سم بالتلاشي"، وأضاف: "تعتبر الحالة شائعة جداً بين النساء، وتعاني 35 مليون امرأة في العالم من وجود تلك الأورام الحميدة في الرحم".

مميزات الأشعة التداخلية
وحول حيثيات العملية أوضح الدكتور عدوان أنها تتم وفق مبدأ مشابه لعملية القسطرة، بحيث يتم حقن المادة لإيقاف تغذية الليف الرحمي، ثم يبدأ الليف بالصغر والاختفاء، وما يميز هذه التقنية هو عدم اللجوء إلى استئصال الرحم وإزالته بشكل نهائي، والمحافظة على إمكانية حمل المريضة مجدداً بعد العملية، ناهيك عن تجنب الأعراض الجانبية والمضاعفات التي تحدث بعد العملية الجراحية التقليدية، مثل حالات الشعور بالألم الشديد، وحدوث الالتهابات والنزيف الداخلي، إضافة إلى حاجة المريض إلى النقاهة في المستشفى لمدة تصل الى ثلاثة أسابيع بعد العملية التقليدية.


وأضاف عدوان: "نستطيع بواسطة الأشعة التداخلية أن نوقف حالات النزيف الشائعة بعد الولادة والتي تؤدي أحياناً إلى موت المريضة، حيث لم نشهد في النرويج حالات وفاة للأمهات الوالدات منذ عشر سنوات بفضل هذه التقنية التي يمكن استخدامها أيضاً لعلاج حالات النوبات الدماغية والمشاكل العصبية، ولفتح الشرايين وتجميد الأورام غير الحميدة في أماكن مختلفة في الجسم، إلى جانب إيقاف النزيف بعد الحوادث المختلفة".


وبين الدكتور عدوان أن العملية التي تتم بواسطة الأشعة التداخلية تعتبر أقل تكلفة من العمليات الجراحية، نظراً لانخفاض كلفة المواد المستخدمة، وقلة عدد أيام مبيت المريض في المستشفى، إضافة إلى عدم اللجوء إلى تخدير المريض خلال عملية التداخل، والاكتفاء بإعطاء المسكنات.

عدوان: في المقاصد كادر طبي مميز
وعن مستشفى المقاصد قال الدكتور عدوان: "في المشفى كادر طبي مميز، ومستوى عالٍ من الأطباء بداية بالدكتور سعادة جابر رئيس قسم النسائية، والدكتور توفيق الجندي رئيس قسم الأشعة، وطاقم قسم قسطرة القلب الذين قدموا لي التسهيلات من أجل إتمام العملية، كما أتواصل بشكل مستمر مع الإدارة والزملاء في مستشفى المقاصد، وأتمنى العودة إلى الوطن والعمل فيها تحديداً لأنها إرث وطني في مدينة القدس يتوجب علينا المحافظة عليها، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها".
ولفت إلى أن هناك عملية استقطاب مستمرة من قبل مستشفى المقاصد وغيره من المشافي للكفاءات الطبية الفلسطينية من الخارج، متمنياً أن يتم التغلب على التعقيدات والصعوبات التي تواجه الأطباء أمام العودة إلى الوطن وإثراء القطاع الطبي الفلسطيني.

نجاح يستدعي الفخر
من جهتها عبرت المريضة التي أجريت لها العملية، وهي أم لطفلين، عن فخرها وثقتها بالدكتور عدوان وبمستشفى المقاصد، وقالت: "كان لدي تخوف كبير من فكرة استئصال الرحم لدي بشكل كلي، وهو ما كان من المفترض إجراؤه في إحدى المشافي الإسرائيلية، والآن أشعر بسعادة بالغة لأن العملية تمت بنجاح بفضل الله والأطباء الفلسطينيين وفي مستشفى مقدسي عربي أفخر به".


وأضافت: "أشكر الدكتور سمير عدوان الذي زرع بي الأمل بأن هناك علاجاً فاعلاً ومتقدماً بأيدي فلسطينية، وأعتز بهذا الطبيب الإنسان، كما أشكر الأطباء في مستشفى المقاصد وخصوصاً الدكتور سعادة جابر رئيس قسم النسائية والتوليد والدكتور عبد السلام الخاروف، والدكتور هاني زعيتر والدكتور خالد مصاروة، المستمرين بالتواصل معي للاطمئنان على حالتي".