نشر بتاريخ: 21/08/2015 ( آخر تحديث: 30/08/2015 الساعة: 09:56 )
نيويورك -معا - أصدر أكثر من 1000 ناشطين/ات سود في الولايات المتحدة الأميركية وأكاديميون وطلاب ومنظماتٍ متعددة، بياناً اليوم يؤكدون فيه "تضامنهم مع نضال الشعب الفلسطيني، والتزامهم بدعم حرية أرض فلسطين وشعبها".
ووقّع البيان بعضٌ من أبرز الشخصيات والمنظمات الفاعلة في حركة الحقوق المدنية و"حزب الفهود السود" وانتفاضة فيرغوسن (2014)، كما في المظاهرات الأخيرة التي حملت شعار "بلاك لايفز ماتر".
وقال الموقعون: "نحن نقدم هذا البيان في المقام الأول للفلسطينيين الذين لا يمكن تجاهل معاناتهم، والذين يلهموننا بمقاومتهم وصمودهم تحت العنصرية والإستعمار". وقالوا: "نحن نعلن أمام الفلسطينيين، وحكومات إسرائيل، وإدارة الولايات المتحدة، عن التزامنا العمل الجاد بكلّ الوسائل الثقافية والاقتصادية والسياسية لضمان حرية الفلسطينيين، بالتزامن مع عملنا من أجل نيل حريتنا".
وحثّ البيان "أصحاب العقول النيرة على إدراك النضال الفلسطيني من أجل الحرية، كمسألة أساسية في وقتنا الحالي". ودعا الحكومة الأميركية إلى وقف دعمها الإقتصادي والدبلوماسي لإسرائيل، كما دعا المؤسسات الأميركية والتابعة للسود إلى دعم النداء الفلسطيني لمقاطعة اسرائيل وسحب استثماراتها و فرض العقوبات عليها، حتى توفي بالتزاماتها المعرّفة بموجب القانون الدولي. وأبدى البيان اهتماماً خاصاً بسبعة ملايين لاجئ/ة فلسطيني/ة، يعيشون حالياً في الشتات: "إن حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم هو أهم جانب من جوانب العدالة للفلسطينيين".
وتضمن البيان مقارنات في التواريخ والحركات التحرّرية الخاصة بالأمريكيين السود والفلسطينيين، لافتا إلى أن "قيام إسرائيل باعتقال الفلسطينيين وسجنهم على نطاق واسع يستحضر صورة السجن الجماعي للسود في الولايات المتحدة، بما في ذلك الاعتقال السياسي لعدّة ثوريين".
وأكمل البيان: "غالباً ما يجد الجيش والشرطة والمحاكم تبريرات لهذه الوحشية ضدنا وضد أطفالنا الذين لا يشكّلون خطراً محدق بأيّ كان. ورغم أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستستمران في اضطهادنا حتى لو لم يتعاونا بشكل واضح، إلا أننا شهدنا تدريبا مشتركاً لرجال الشرطة والجيش من كلا البلدين".
وتحدث خوري بيترسن سمث، أحد مطلقي البيان، عن أوجه الشبه الأكثر عمقاً بين نضال الفلسطينيين و السود، فأشار إلى أن "وجود دولة إسرائيل بُني على أساس التطهير العرقي للفلسطينيين. ومنذ تأسيسها، يعاني الشعب الفلسطيني من الاضطهاد والعنف داخل وخارج حدود إسرائيل المعترف بها. وعلى الرغم من وجود اختلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، إلا أننا نلمس بعضاً من التشابه مع دولة بنيت على أساس عبودية السود، إذ استمرت العنصرية ضد السود في قلب المجتمع الأميركي لقرونٍ لاحقة".
كريستين دايفس بيلي، وهو أيضاً أحد منظمي الحملة ومطلقي البيان، لفت إلى أن "نضال الفلسطينيين والسود يلعب دوراً حاسماُ في المقاومة العالمية للعنصرية. "نحن نود أن نوجّه رسالة واضحة وصريحة إلى الفلسطينيين وحكومتي الولايات المتحدة وإسرائيل، تفيد بأن الوقت قد حان لنيل حرية الشعب الفلسطيني، وكذلك حريتنا هنا في الولايات المتحدة".
وتَلَقى البيان دعماً واسعاً من مختلف شرائح المجتمع المدني الأسود، إذ فاز بتوقيع عشرة سجناء سياسيين حاليين، بدءاً من سجناء السبعينيات الذين كانوا جزءاً من جيش تحرير السود، وصولاً إلى فردٍ تمّ سجنه في العام 2014 لرفضه التجسّس على بعض رفاقه المسلمين لصالح مكتب التحقيقات الفدرالي". و نذكر هنا بعض الأسماء الموقعة على البيان: مومياء أبو جمال، وسندياتا اكولي، وكفين "راشد" جونسن، وأيوب عبد العليم، وشيلانا لافم، وصِدّيق عبدالله حسن، وكيت واشنطن، ودايفيد غلبرت، وشاكا زولو.
كما وقّع البيان أكثر من 250 طالبا وطالبة، بما في ذلك مجموعات من الطلاب السود في جامعات "كولومبيا"، "يال"، "ستانفورد"، "كاليفورنيا"، "لوس أنجلس"، بالإضافة إلى 100 أكاديمي/ة و160 فنّان/ة. وقد تم توقيع البيان في 21 دولة مختلفة، وضمن 35 ولاية أميركية من ضمنها العاصمة واشنطن.
يجدر التذكير بأن البيان يأتي في أعقاب سنةٍ شهدت تعبيراً واسعاً عن التضامن بين الفلسطينيين و السود، بدأ في الصيف الماضي بالتزامن مع قيام اسرائيل بقتل 2200 شخص في قطاع غزة، ومع الانتفاضة في فيرغوسن وميسوري إثر قتل الشرطة الاميركية لمايك براون. وكان وفدٌ من طلاب "جامعة بيرزيت" قد زار ناشطين سود في تشرين الثاني من العام الماضي، في سانت لويس وديترويت ومناطق أخرى. كما صوَّتت مجموعة "دريم دفندرز" (مقرّها فلوريدا) موافقةً بالإجماع على دعم حركة المقاطعة، وكان ذلك قبل أسابيع قليلة من زيارة وفد نشطاء من فلوريدا وفيرغوسن و"بلاك لايفز ماتر" إلى فلسطين.
واوضح بيلي: "إن الجماعات التي تقاتل من أجل حرية السود في الولايات المتحدة الأميركية (من ديترويت إلى فيرغوسن، ومن أوكلاند إلى بالتيمور)، تدرك أهمية نضال فلسطين من أجل نيل الحرية". وأضاف: "نحن نقدم بيان التضامن من شعبٍ مضطهد إلى أخر". وأمل بيلي بأن يصل البيان إلى المجتمع الفلسطيني، وأن "يسهّل التواصل المستمر بين الشعبين". و أضاف: "لقد حان الوقت لإعادة تثقيف مجتمعاتنا حول نضال الشعبين، ولقد حان الوقت للتوحّد. و معاً، سوف نحقق حريتنا".
ومن ابرز أسماء الموقعين على البيان:
• الكاتبة والناشطة انجلا ديفيد والتي تم ادراج اسمها ضمن أكثر 10 اشخاص مطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي.
• الصحفية الاذاعية واحد اعضاء حزب الفهود السود, موميا ابو جمال, و التي قضت 30 سنة وراء القضبان في انتظار حكم الاعدام في ما يسميه جماعات حقوق الانسان "بالمحاكمة التي فشلت في تلبية المعايير الدولية".
• مغني الراب طالبي كويلي الذي الغى حفلاً له في تل أبيب عام 2014
• كورنيل ويست وهو مثقف معروف و احد ابرز نشطاء مظاهرات فيرغوسن في العام الماضي.