الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الختيار.. ومروان

نشر بتاريخ: 22/08/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
بقلم : بدر مكي
تجاوزت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بقليل، أزمة مرورية خانقة عند معبر قلنديا..على جدار الفصل العنصري قبل الدخول للطرف الآخر..كانت صورة الختيار تتمثل على جدارية السور.. وقلت وأنا أشير بيدي مسلماً..سلام عليك أبو عمار في كل وقت..وبالقرب منه جدارية أخرى للقائد مروان البرغوثي..كان الياسر يدعم القطاع الرياضي بقوة..وكذلك كان يفعل رئيس اللجنة الحركية العليا لفتح بالضفة.. أبو القسام.. سلام عيك مروان صبحاً و ظهراً وعصراً وليلاً..وفي كل سجن تذهب اليه.. مروان.. الفتحاوي العرفاتي.. جمع بين انتمائه وإسم إبنه.. بين فتح وحماس.. الوحدة الوطنية.. هذا هو البرغوثي.. ولكن مروان.. لا بواكي له.

أيام.. للفرح
عاشت الحركة الرياضية.. أفراحاً في الآونة الأخيرة.. ومن حقنا أن نفرح.. لأن هذا الجزء يغيظ الجلاد.. فالبخاري أحمد.. رزق بحفيد.. يوم إجراء عملية الجراحة الناجحة.. وكذلك جودي مسودة.. نجم هلال القدس في الزمن الجميل.. تزوج نجله وفا... والطوباسي موسى.. فرح بزفاف نجله أيمن.. والطوباسي غني عن التعريف.. وبسام الكيلاني.. خطب لإبنه.. والكيلاني هذا.. من أعضاء رباطة أندية الضفة.. الذين حافظوا على حركتنا الفلسطينية والإعلامي تامر عبيدات.. دخل القفص الذهبي.. وهو يقود إعلام أكبر الأندية الفلسطينية في العاصمة.. كذلك صديقي خليل حامد.. فرح وفرحنا معه بزفاف نجله.. وخليل هذا.. كان أميناً لسر إتحاد الكرة.
وكذلك أفراح قائد سفينة الحركة الرياضية اللواء الرجوب..كانت أفراحه كبيرة و إمتدت بين دورا والقدس ورام الله، بمشاركة الآلآف.. حيث دخل القفص الذهبي نجله رامي..
دامت الأفراح في ديارنا العامرة.. وقد شاهدت وجوهاً لم ألتقي وإياها منذ زمن.. لقد جمعتنا الأفراح.. وقد نلتقي في الصالات والميادين والملاعب.. ولكن هذا الميدان قي قاعات الأفراح.. أضاف جواً إجتماعياً.. هو أحد أسباب النجاحات التي تحققت في الماضي القريب.. والأمر يتعدى مباراة كرة القدم.. بل يقودنا الى فضاءات وحدة النسيج الإجتماعي الذي علينا أن نحافظ عليه.. وهذا جزء أساسي من معنى الرياضة في بلادنا التي تختلف بالتأكيد عن أهداف الرياضات في بلدان العالم.. وما دمنا تحت الإحتلال.. فوحدة الجسد الفلسطيني.. هي الأهم بالنسبة لنا.. ووحدة النسيج.. إمتد لوحدة الجغرافيا والهدف والمصير.
الرياضة.. توحدنا وتجمعنا.. وقد أصبحت في فلسطين.. جزءاً من نضالنا الوطني المشروع في مواجهة الإحتلال.

مخيم.. ليس كمثله مخيم
مخيم كبير.. واختتام له.. كبير.. في ناد كبير.. وإنسان.. كبير وورائع.. يقوده، إختتم هلال القدس مخيمه الصيفي.. الذي جاء على مرحلتين بمشاركة ألف ومائة طفل في ساحة الكلية الإبراهيمية في القدس.. لم يحصل أن كان هناك مخيم بهذا العدد.. أو النشاطات المختلفة التي إمتدت لمظم الألعاب الرياضية والترويحية والثقافية.. والرحلات.. والحديث عن الجغرافيا والتاريخ.. التي تؤكد على عروبة الأرض وهويتها الفلسطينية الضاربة جذورها.
الطفل أنس إبن الأحد عشر ربيعاً.. كان حزيناً في يوم الإختتام.. قال للدكتور باسم أبوعصب.. أرجو أن نلتقي في العام القادم.. "لقد إنتهى المخيم..فماذا سأفعل؟! إهتم بدراستك.. وسنلتقي بإذن الله في العام القادم".. هكذا قال له د.أبوعصب صاحب العرس الكبير.. حيث كانت الكلية الإبراهيمية ممتلئة عن بكرة أبيها بأكثر من ألف وستمائة من الحضور.. أغلبهم من عائلات الأطفال.. الذين قدموا.. لمشاهدة إبداعات أبنائهم.. على صعيد الشعر والمسرح والإلقاء والموسيقى والفنون الرياضية المختلفة وسط حضور لافت للقوى والفصائل والشخصيات الوطنية والإعتبارية.
المخيمات الصيفية.. تعزز من شخصية الطفل وتقوي إنتماءه وتقدمه للمجتمع بأنه أمل هذا المجتمع.. الرافض للإحتلال والقابض على الجمر.. ورغم الإحتلال.. فإن الطفل الفلسطيني.. يكبر قبل الأوان.. وأصبح يدرك أهمية الوطن والهوية والأقصى والمهد.. وكذلك رموزه التاريخية.. عندما زاروا ضريح الياسر ورفيق دربه محمود درويش.
شكراً.. هلال القدس.. وشكراً لكل حبة عرق سقطت من جبين طفل.. مزروع في هذه الأرض.. الى يوم الدين.. وأنا على يقين.. أن أنس حاتم أبو إصبيح.. سيعود العام القادم.. الى المخيم.. ومن بين هؤلاء الأطفال.. سيرفع شبلاً من أشبالنا.. علم فلسطين.. فوق مآذن القدس وكنائس وأسوار القدس.