رام الله - معا - أصدر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين المجموعة القصصية "قبل أن نرحل- حكايات مخبأة تحت رمال الصحراء" للكاتب والباحث الفلسطيني عبد الغني سلامه.
الكتاب مجموعة قصص قصيرة، عددها (25) قصة موزعة في 179 صفحة، تحكي عن القضايا الإنسانية، والوطنية، وعن الحب والحياة، وصراع الإنسان مع نفسه ومع أخيه ومع الطبيعة والقوى المسيطرة، تحكي عن الناس العاديين المهمشين، وعن قضايا عالمية إنسانية مثل التمييز العنصري والعبودية والإبادة الجماعية والحرية والحروب الأهلية، وضحاياها.
القصص من وحي الخيال، لكنها محاكاة للواقع وقريبة منه، وقد تتشابه معه في بعض التفاصيل. كتبت بأسلوب أدبي شيق، يمزج بين الواقعية الشديدة والفانتازيا.
ولكي يوفر للقارئ ما يشبه إشارات توجيهية وتحذيرية، يشير "عبد الغني" إلى أن قصصه تلك قد تكون من وحي الخيال أو حدثت فعلاً. كما يشير إلى الفلسفة الخاصة التي احتكم إليها، والتي تتلخص في رؤيته القائلة بأن "مأساة الإنسان واحدة، في كل مكان" وأنه "علينا أن نتمثل معاناة الآخرين وأن نحس بهم". ونقتبس أيضا مما جاء على الغلاف:
إن كل هذا الثرى مقدس في عين شعبي. كل سفح شهد عرسا .. وكل وادٍ نام فيه صياد، وتحت كل شجرة وضعت أمٌ وليدها .. وكل إبرة صنوبر منحتنا رائحة الجنوب، وكل ذرة تراب تخفي تحتها حكاية سعيدة وأخرى حزينة .. هنا عشنا في الأيام الخوالي التي طواها الزمان. حتى الصخور كانت تذيب موجات المحيط بحنان، والرمال تسح عرقها تحت شمسنا المهيبة .. حتى عين الشمس لنا .. وشاطئ البحر، وأمواجه .. كلها تمور بالذكريات ..وهذا التراب الذي تقفون الآن عليه، تفهم أقدامنا العارية لمسته الحانية؛ لأنه مُزج بدم أسلافنا، والرجال الجسورين، والأمهات المحبات، والعذارى ذوات القلوب السعيدة، والأطفال الصغار الذين عاشوا هنا ومرِحوا لفصل قصير. كل هؤلاء الذين طوى النسيان أسماءهم، سوف لن يكفوا عن عشق هذه القفار الكئيبة، وسوف يلقون التحية على الأرواح الغامضة التي تعود في المساءات مثل الظلال .. ".