نشر بتاريخ: 23/08/2015 ( آخر تحديث: 23/08/2015 الساعة: 17:01 )
بيت لحم- تقرير معا- هدأت الجبهة الداخلية الفلسطينية بعد ليلة ليلاء سكت فيها العقلاء والبلغاء وتقدمت فيها العناوين على المضامين، والشعارات على الديباجة... فاستقالة الرئيس ومعه تسعة أعضاء اخرين من عضوية اللجنة التنفيذية ليس خبرا يقرأه المواطن الفلسطيني كل يوم. وان كانت "حيلة قانونية" مشروعة الا انها تحمل في قلبها "ساسبينس" عالي يرفع الادرينالين ويجعل القلوب تخفق تحت قمصان البدلات التي أرهقها الانتظار ولوّحتها شموس المناصب.
داخل حركة فتح ظهر سوء الاتصال والتنسيق وغياب التوجيه السياسي، فرأينا حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية عيوب التعبئة وفقدان التراص الحزبي، وكحركة وطنية شعبية كان ابناؤها بأمس الحاجة لبيان داخلي او تعميم من خلال المواقع الحزبية يفسّر الامر وليس ان ينفيه، وهو ما جعل القاعدة الفتحاوية في حيرة من الامر الى جانب عدم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة في التواصل مع ابناء الحركة في مشارق الارض ومغاربها. ما اضطرهم الى البحث عن بدائل للمعلومة.
اما فصائل منظمة التحرير فقد اظهرت حسا عاليا بالمسؤولية، ومنحت الرئيس وفتح شبكة أمان حضارية، فلم تستخدم القوى والتنظيمات الاخرى الامر بشكل سلبي وحافظت على تراص الجبهة الداخلية، واحتفظت بحقها في الاختلاف والتعبير عن رؤى مغايرة في داخل القفص الذهبي لمنظمة التحرير.
حركة الجهاد الاسلامي من جهتها لم تستثمر كثيرا في هذه "الجلبة" وكان لديها معاركها الاهم في الرد على استهداف الاحتلال لها ومحاولة توريطها في الصراع السوري وفتح جبهات اخرى.
اما حركة حماس فقد عبّرت فورا ومن خلال الناطقين باسمها وقادتها وترسانتها من مواقع التواصل الاجتماعي عن موقف نمطي بديل لرؤية منظمة التحرير، كما ان الدكتور موسى ابو مرزوق اعتبر كل ما حدث مسرحية. وفي حديث مع احد اعضاء اللجنة التنفيذية قال معقبا: حتى لو اننا تداعينا لعقد دورة عادية للمجلس الوطني فان موقف حماس لن يتغير ، وسينتقدون المنظمة لدعوتها لاجتماع طارئ او اعتيادي.
ومهما يكن فان منظمة التحرير التي يرى البعض انها مجموعة من " العجائز " وكبار السن نجحت امس في خلق "اكشن" عالي و"ساسبينس" حاد في ادائها ما لفت انظار اسرائيل، وان من تابع ردود الفعل الاسرائيلية يرى انها اكثر تفاعلا من ردة الفعل الداخلية في فلسطين.
من الناحية الرسمية ساد صمت المسؤولين والوزراء في اسرائيل تجاه ما حدث وقد فشره البعض ان قلق منقطع النظير من تغييرات تجري في رام الله من دون توقع او علم اسرائيل. اما الصحافة الاسرائيلية فقد افلتت العنان لتفاعلاتها، وما بين التعقيب والتعليق والنقد والترقب اجمع الاسرائيليون ان هناك تغييرا حادا وقويا يحدث في رأس الهرم الفلسطيني، وان الرئيس محمود عباس ابن الثمانين عاما يخبئ لهم مفاجأة كبيرة اولها تعيين د.صائب عريقات امينا لسر اللجنة التنفيذية وثانيها العمل على تغيير عضوية اللجنة التنفيذية وثالثها رغبته في اتخاذ قرار كبير في شهر ايلول القادم.
ولكن الاسرائيليون ومن خلال تعليقاتهم لم يعرفوا بعد ما هو هذا القرار... تماما مثل الفلسطينيين.