رام الله -معا - اختتم اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطيني الذراع النسوي للجبهة العربية الفلسطينية أعمال مؤتمره الثاني بساحة الضفة الغربية صباح بانتخاب قيادة جديدة له.
هذا وبدأ المؤتمر بحفل افتتاحي حضره عدد من القيادات الوطنية والنسوية وممثلي الفصائل الفلسطينية وبحضور الأمين العام للجبهة جميل شحادة، ومفلح نادي عضو المكتب السياسي للجبهة ، وفوزية جودة عضو المكتب السياسي ورئيس الاتحاد، ومنى الخليلي أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ، وربحية ذياب رئيس طاقم شؤون المرأة بالضفة ، وسحر عباس عضو المكتب السياسي للحزب القومي العربي ومسؤولة المرأة بالجبهة نجاح بني عودة " أم علي " ، بالإضافة إلى عدد كبير من مسؤولي المنظمات الشعبية والأطر النسوية بالضفة الغربية .
وافتتحت أعمال المؤتمر بكلمة للأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة أكد فيها على تمسك الجبهة بالخيار الديمقراطي كمنهج لتطوير أدائها السياسي وبنائها التنظيمي، وعلى أهمية دور المرأة في بناء المجتمع وتطوره قائلاً : ان مقياس تقدم المجتمع يعتمد على نسبة مشاركة المرأة في بنائه ودورها في صناعة القرار.
وتحدث الامين العام حول ما تعانيه المرأة الفلسطينية من انتهاكات على يد الاحتلال قائلاً": ان ما يعانيه شعبنا بشكل عام والمرأة الفلسطينية بشكل خاص من انتهاكات على مسمع ومرأى العالم دون ان يحرك ساكناً انما يضع المجتمع الدولي بكافة هيئاته ومؤسساته امام مواجهة حقيقية مع المبادئ والقيم وخطاب حقوق الانسان بشكل عام والمواثيق المتعلقة بحقوق النساء بشكل خاص، ان هذا كله يتطلب تحركاً عاجلاً من كافة المؤمنين بمبادئ حقوق الانسان لعقد الاجتماع الخاص بإنفاذ اتفاقيات جنيف على الأرض الفلسطينية المحتلة وإلزام إسرائيل بهذه الاتفاقيات، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ضرورة مساعدة المرأة الفلسطينية لتوفير الحماية الدولية لها بأن يشمل تطبيق القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي رقم 1325 حماية النساء في فلسطين من بطش الاحتلال.
وفي الموضوع السياسي اكد الأمين العام ان ما يتم تداوله من حديث عن اتفاق للتهدئة في قطاع غزة يجري صياغته دون غطاء وطني وبعيداً عن الكل الوطني هو حديث خطير ولا يمكن ان يقبله شعبنا مشدداً على ضرورة ان يدرك الجميع ان الطريق لرفع الحصار الجائر والظالم عن قطاع غزة وحل مشاكله هو باستعادة وحدتنا الوطنية وتمكين الحكومة من القيام بدورها والاضطلاع بمسئولياتها في رفع المعاناة عن كاهل اهلنا، والبدء بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ما امكن ذلك ليقول شعبنا كلمته الفصل في كل ما يدور حوله من احداث ، فمن غير المقبول ان تصادر ارادة شعبنا تحت أي صيغة او تحت أي ذريعة كانت .
واكد الأمين العام أن الحكومة الإسرائيلية غير جادة وغير قادرة على الإيفاء بالتزامات السلام، منددا بالتصعيد الكبير لممارسات الاحتلال وانتهاكاته، ومطالبا بوضع استراتيجية وطنية للمواجهة تبدأ بوقف التنسيق الأمني والاقتصادي مع الاحتلال وتفعيل المقاومة الشعبية وتصعيدها وتعزيز صمود شعبنا وتشكيل لجان الحراسة في كافة المدن والقرى الفلسطينية وتكثيف الهجوم الدبلوماسي والقانوني على المستوى الدولي لتعرية اسرائيل وفضح انتهاكاتها واستهتارها بكل القيم القانونية والانسانية ودعم حملات المقاطعة التي تتم على المستوى الوطني والدولي، ومواصلة الضغط الدولي للوصول به الى مستوى اتخاد الاجراءات التنفيذية لكبح جماح اسرائيل ودفعها الى وقف كافة أنشطتها الاستيطانية وأعمالها العدائية تجاه شعبنا وأرضنا.
من جانبها قالت فوزية جودة عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية ومسؤولة المنظمات الشعبية ، رئيس اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطيني إن انعقاد المؤتمر يأتي تأكيدا وتجسيداً لإيمان الجبهة بالديمقراطية فكراً وممارسة في علاقاتِها الداخلية وفي بناءِ هيئاتِها القيادية لضمان استمرار حالةِ التجديدْ الذي تبنتهُ الجبهة وآمنتْ به وها هي تواصلُ تكريسهُ عِبرَ مؤتمراتِها وممارستِها التنظيمية .
وتابعت جودة إن انعقاد مؤتمرنا هذا يأتي في ظلِ ظروفٍ وتحديِات كبيرة يواجهها شعبنا خصوصاً في ظل حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تعصف بالمنطقة برمتها مما يتطلب حشدِ كل الطاقات لمواجهة هذا التحديات، وتوظيف ما امكن من اجل خدمة نضالنا الوطني ضد الاحتلال ومشاريعه، مما يتطلب أيضاً ضرورة الإسراع في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام الاسود والبغيض .
من جهتها هنأت منى الخليلي أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في كلمتها الرفيقات في كفاح المرأة الفلسطيني بانعقاد المؤتمر مؤكدة انه يشكل اسهاماً نوعياً في مسيرة العمل النسوي الفلسطيني، مثمنة للاتحاد جهده المتواصل من اجل الارتقاء بواقع المرأة ، ودوره الهام في تعزيز وحدة وتمثيل المرأة الفلسطينية .
واضافت الخليلي أن شعبنا يؤكد يومياً على ضرورة وأهمية مشاركة المرأة في كافة مجالات الحياة وانه لعلى ثقة بقدرة المرأة الفلسطينية على تفعيل كافة المؤسسات والاتحادات المختصة بشؤون المرأة من خلال عملية ديمقراطية تفسح المجال لكل الطاقات والكفاءات النسوية أن تأخذ ما تستحق من دور ومواقع على كافة الصعد .
وأكدت خلال كلمتها ان الاتحاد العام ومنذ تأسيسه يسعى جاهدا إلى تعزيز كفاءة المرأة التي وقفت إلى جانب الرجل في الدفاع عن الوطن، مشيرة إلى أن هذا التعزيز للمرأة يأتي من خلال بناء دولة ديمقراطية ومستقلة تلتزم بالتعددية السياسية ولتكون دولة القانون والمؤسسات وفصل السلطات.
وباركت ربيحة ذياب رئيس طاقم شئون المرأة في كلمتها انعقاد المؤتمر معتبرة إياه تأكيدا على تمسك المرأة الفلسطينية بالديمقراطية كمنهج لبناء مؤسساتها الوطنية، مؤكدة ان المرأة الفلسطينية قدمت خلال مسيرة النضال الوطني الفلسطيني الكثير من التضحيات ، وكانت ولا زالت شريكا حقيقياً في مواجهة الاحتلال ومشاريعه ، وعنصرا أساسيا في بناء المجتمع ، مما يدعو إلى إنصافها وإشراكها في صنع القرارات السياسية والمصيرية لشعبنا.
ودعت ذياب الى تفعيل ومأسسة دور المرأة الفلسطينية في العملية التنموية من خلال تعزيز مشاركتها في كافة المواقع القيادية ومن خلال نشر الوعي في المجتمع بأهمية دور المرأة ، مؤكدة ان المجتمع لا يمكن ان يتقدم بدون تحرير كافة الطاقات وتمكين المرأة من ممارسة دورها كشريك اساسي في المجتمع.
من جهتها أكدت نجاح بني عودة " أم علي " مسؤولة اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطيني بالضفة : إن انعقاد المؤتمر الثاني لاتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطيني في ساحة الضفة الغربية يعد تطوراً هاماً في مسيرة الحركة النسوية الفلسطينية بشكل عام وكفاح المرأة بشكل خاص ، اذ يعكس مدى الإصرار على الارتقاء والتمسك بالديمقراطية منهجاً في بناء الاتحاد وهيئاته ، موضحة أن انعقاد مؤتمرنا هذا جزء من عقد الجبهة لمؤتمراتها في كافة المناطق والساحات والمنظمات الشعبية تمهيداً لعقد المؤتمر العام للجبهة .
وفي كلمتها نيابة عن اهلنا في الداخل نقلت سحر عباس عضو المكتب السياسي للحزي القومي العربي تحيات اهلنا في الداخل الفلسطيني الى المؤتمر متمنية له النجاح والتوفيق في اعماله، مؤكدة ان حضورها ومشاركتها في هذا المؤتمر انما هو تأكيد على وحدة شعبنا الفلسطيني في كل اماكن تواجده، مشيدة بعمق العلاقة بين حزبها والجبهة العربية الفلسطينية ودورها في التواصل مع أبناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر.
واكدت عباس وقوف شعبنا في الداخل مع أبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم الوطني والاجتماعي معتبرة أنهم في خندق واحد ، مؤكدةً أن الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل سيبقوا متمسكون بأرضهم وهويتهم وبحقوقهم وسيظلوا صامدين في مواجهة سياسة الترانسفير والعنصرية الصهيونية تجاههم.
وبعد انتهاء حفل الافتتاح بدأت أعمال المؤتمر بتثبيت العضوية وبعد التأكد من النصاب بدأ المؤتمر أعماله ومناقشة التقارير المقدمة ، وقد شهد المؤتمر حالة من النقاش المعمق حول التقرير التنظيمي للاتحاد والذي رصد تطور وأداء الاتحاد خلال السنوات الماضية وعلى مختلف الصعد . وفي ختام النقاشات اقر المؤتمر التقرير التنظيمي بعد إجراء التعديلات الضرورية عليه .
كما وناقش المؤتمر خطة العمل المستقبلية للاتحاد متوقفاً أمام أهم التحديات المفروضة على واقع المرأة الفلسطينية ، واضعا الخطط لمواجهتها وللارتقاء بواقع المرأة الفلسطينية نحو مزيد من العطاء ومزيد من المشاركة في صناعة القرار الوطني الفلسطيني.
هذا وقد صدر عن المؤتمر بياناً ختامياً أكد فيه المؤتمر على حق لاجئينا الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها وفقاً للقرار الدولي رقم 194 ، ورفضه القاطع لأي محاولة للمساس بحق العودة ، وأدان سياسة التوسع الاستيطاني والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري، كما توجه بالتحية إلى صمود أسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال ، وعبر المؤتمر عن رفضه للانقسام في الساحة الفلسطينية مؤكداً تمسكه بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبنا .
وعلى الصعيد الاجتماعي أكد المؤتمر إصراره على مواصلة النضال من أجل إرساء مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، والعمل على تضمين كافة التشريعات بنصوص تضمن المساواة بين الرجل والمرأة .
وفي ختام المؤتمر تم اجراء الانتخابات واختيار قيادة جديدة للاتحاد في الضفة الغربية ، حيث جرى انتخاب المجلس الاداري المكون من 29 رفيقة ثم انتخاب قيادة الاتحاد والمشكلة من 11 رفيقة .