الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لبنان: عشرات الجرحى في مواجهات ورئيس الحكومة يهدد بالاستقالة

نشر بتاريخ: 24/08/2015 ( آخر تحديث: 24/08/2015 الساعة: 08:30 )
لبنان: عشرات الجرحى في مواجهات ورئيس الحكومة يهدد بالاستقالة
بيت لحم- معا- سقط عشرات الجرحى بعد مواجهات اندلعت، الأحد، بين متظاهرين وقوى الأمن الداخلي اللبنانية المُكلفة بحماية مقري الحكومة والبرلمان في بيروت.

وشهدت الاحتجاجات إصابة شاب بالرصاص، وتم نقله إلى مستشفى الجامعة الأميركية في حالة حرجة.

وقد اندلعت الاشتباكات بعد لحظات من إعلان حملة "طلعت ريحتكم" عن انتهاء اعتصامها اليوم، والذي تستأنفه اليوم، واتهم مُتحدثون باسم الحملة القوى السياسية اللبنانية بدسِّ مناصرين لها لافتعال إشكالات مع القوى الأمنية. وبالفعل وقعت هذه الإشكالات على نطاق واسع في الشوارع المحيطة بالمقرين الرسميين.
وتم إحراق دراجة نارية تابعة للشرطة في ساحة رياض الصلح، فردت القوى الأمنية بشكل عنيف لإبعاد المتظاهرين عن مقر الحكومة. ثم تشتتت الجموع ووصلت إلى مداخل ساحة النجمة وساحة الشهداء وتقاطع بشارة الخوري، مع تسجيل حالات اختناق عديدة. وأكد مسؤول في الصليب الأحمر اللبناني نقل ثلاثين إصابة بين المتظاهرين "على الأقل" إلى المستشفيات.

وقد تعرضت إحدى خيم اعتصام أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة" للحرق، مما دفع رئيس لجنة الأهالي ووالد أحد العسكريين، حسين يوسف، إلى الإعراب عن "الأسف والاستنكار الشديدين لما رأينا وما حصل من أعمال الشغب المتعمدة، فقد تحولت المظاهرة بلمح البصر إلى العنف ومواجهة القوى الأمنية من قبل مجموعة كبيرة من الشبان المشاغبين بطريقة حاقدة جدا".

وكانت القوى الأمنية اللبنانية قد أعادت، استخدام مدافع المياه لمواجهة معتصمي حملة "طلعت ‏ريحتكم" في ساحة رياض الصلح في بيروت. كذلك استخدمت عناصر مكافحة الشغب الحجارة ‏والقطع الخشبية لإلقائها على المعتصمين الذين لبّوا الدعوة.

من جهتها أعلنت حملة "طلعة ريحتكم" عن استمرار تحركاتها حتى "محاسبة المسؤولين السياسيين والعسكريين، الذين أعطوا الأوامر ‏بإطلاق ‏النار، واستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين في مظاهرة السبت"، كذلك أكدت "ضرورة وقف إجراء ‏المناقصات الخاصة بمعالجة ‏النفايات في كافة الأراضي اللبنانية، ومنح البلديات صلاحية معالجة النفايات بعد الإفراج عن ‏حصصها المالية من الصندوق البلدي ‏المُستقل". ‏

وشددت على استمرار تحركاتها حتى تحقيق هذه المطالب، قبل أن يُعلن ‏مسؤولوها عن إنهاء تحركهم اليوم، على وقع إعادة القوى ‏الأمنية استخدام العنف بحق عدد من الشبان. ‏

وشهد اعتصام اليوم هدوءاً لمدة ساعة ونصف الساعة، تخللته محاولة بعض الشبان من غير المحسوبين على الحراك ‏الشعبي افتعال إشكالات مع القوى الأمنية. وكان أحد المتحدثين باسم الحملة يستعد لإلقاء بيان قبل أن يلقي ‏عناصر قوى الأمن الحجارة والمياه على المعتصمين.‏

كذلك شهد اليوم إضرام شاب لبناني النار في جسمه أمام سرايا صيدا الحكومية، جنوب لبنان، وهو يصرخ بأنه ‏يريد الحرية وفرصة عمل، وقد سارع عدد من المواطنين وعناصر قوى الأمن لإطفائه، ثم نقلته سيارة ‏للصليب الأحمر اللبناني إلى مستشفى صيدا الحكومي، لمعالجته من حروق أصيب بها.

وسجل اليوم توافد مواطنين كبار ‏في السن على عكس التحركات السابقة، التي اقتصرت على الشباب، وذلك إثر الدعوة التي وجّهتها حملة ‏‏"طلعت ريحتكم" للتظاهر عند السادسة مساءً بعد رفض المشاركين كلمة تمام سلام، التي ألقاها قبل ظهر ‏اليوم، في حين وزّعت قوى الأمن صوراً قالت إنها "لأعمال تخريبية قام بها مندسون". ‏

وكان وزير الداخلية، نهاد المشنوق، والذي عاد إلى لبنان من رحلة استجمام في اليونان، قد أعلن عن تكليف ‏المفتش العام لقوى الأمن الداخلي، العميد جوزف كلاس، بإجراء تحقيق حول ما جرى بالأمس بين ‏المتظاهرين وقوى الأمن الداخلي وغيرها من القوى العسكرية. وطلب المشنوق أن يكون التحقيق جاهزاً ‏خلال 24 ساعة "ليبني على الشيء مقتضاه وفق القانون".‏‎ ‎