نشر بتاريخ: 25/08/2015 ( آخر تحديث: 25/08/2015 الساعة: 16:03 )
القدس- معا - أكد وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني على اهمية التواصل بين شعوب العالم والشعب الفلسطيني الذي يتعرض وارضه لابشع واخطر احتلال عرفته البشرية، لما في ذلك من مردودات مختلفة قد تساهم وتعجل من انتهاءه وتدفع بالفلسطينيين الى التمسك والتشبث بارضهم ومقاومة عمليات السلب والتهويد.
ووضع الحسيني اعضاء وفد ايطالي من مؤسسة آرتشي ونقابة سيجيل احدى كبرى نقابات العمال الايطالية المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني التقاهم صباح أليوم الثلاثاء في مدينة القدس بصورة المشهد المقدسي والفلسطيني بتنوعاته المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية وما تعانيه المؤسسات الفلسطينية من قيود واجراءات والصراع الذي تخوضه دولة فلسطين والمقدسيون مع سلطات الاحتلال للحفاظ على فلسطينية وعروبة القدس.
واشار الى انعدام الافق السياسي في ظل التعنت الاسرائيلي والتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة والتحيز الامريكي والتغاضي الاوروبي وحالة الضعف والتفتت التي تعاني منها المنطقة العربية ما دفع غلاة المتطرفين المدعومين من حكومتهم اليمينية الى الامعان بالسياسة العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني والسيطرة على مقدراته للحيلولة دون استقلاله وتحرره واقامة دولته المترابطة جغرافيا، لافتا الى عمليات القتل بدم بارد التي تنفذها قطعان المستوطنين بحق الابرياء الفلسطينين كما جرى مؤخرا في بلدة دوما بنابلس وقرية شعفاط بالقدس وغيرها من عمليات الحرق للانسان والارض والتشريد ناهيك عن الاجراءات التعسفية المختلفة التي تقوم بها سلطات الاحتلال للحد من النمو الطبيعي لابناء الشعب الفلسطيني والاعتداء على الحريات وفي مقدمتها حرية العبادات وحرمان المسلمين والمسيحين من الوصول الى اماكن عباداتهم ومحاولات التهويد لهذه الاماكن متنكرة لحقوق اكثر من ملياري مسيحي ومليار ونصف مسلم خاصة في مدينة القدس بهدف دفعهم الى هجرة طوعية عن ارض الاباء والاجداد.
وفيما يتعلق بالمجال التعليمي والتربوي اشار الى ان ما نسبته 55 بالمئة من المدارس المقدسية تسيطر عليها بلدية الاحتلال و45 بالمئة تتوزع بين مدارس تابعة للسلطة الوطنية والاوقاف الاسلامية ووكالة الغوث الدولية ومدارس خاصة، مشيرا الى ان الفلسطينين يقومون بابتياع مبان مخصصة للسكن وتحويلها الى مدارس تعليمية حفاظا على تجسيد تعليم فلسطيني محض وذلك في ظل اجراءات اسرائيلية تعجيزية باستصدار تراخيص بناء مدارس نموذجية جديدة.
منوها الى معركة المناهج التي يخوضها الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية حيث تحاول سلطات الاحتلال التلاعب بالمناهج الفلسطينية وتغيير مصطلحات من صميم التاريخ والعقيدة الفلسطينية كجزء من مخطط ممنهج لطمس معالم الحضارة العربية الاسلامية والمسيحية ومسح ادمغة الاجيال الجديدة وسلخها عن ماضيها الحضاري التاريخي المتجذر في هذه الارض منذ آلاف السنين، مستخدمة وسائل تزوير وتزييف وتضليل كادت تخدع الكثير.
الامر نفسه فيما يتعلق بالشأن الثقافي حسبما يضيف الحسيني، حيث عمليات الترميم والهدم والحفر التي تقوم بها سلطات الاحتلال في البلدة القديمة وإظهار الطابع اليهودي المزيف بعيدا عن اصالتها الاسلامية والمسيحية، لافتا الى حي باب المغاربة الذي تم هدم وازالة 12 بالمئة من بيوته وتهجير غالبية سكانه، إضافة الى منع العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية الفلسطينية في المدينة المقدسة وغيرها من الاجراءات التعسفية الهادفة الى طمس والغاء الطابع العربي الاسلامي المسيحي عن مدينة القدس وخداع العالم بانه لا وجود عربي سابق في هذه المدينة والتي ينشدها الفلسطينيون عاصمة ابدية لدولتهم المستقلة ويعتبرها العرب العاصمة الروحية لهم.
بدوره استعرض مدير مؤسسة التعاون الايطالي في فلسطين فيشنرو راكابولتو انجازات مؤسسته والمساعدات التي تقدمها للشعب الفلسطيني موضحا ان هناك نحو 24 مؤسسة ايطالية غير حكومية تعمل في الاراضي الفلسطينية منها نحو 15 تتلقى الدعم من التعاون الايطالي ولافتا الى ان ايطاليا ومن خلال هذه المساعدات التي تتمحور في قطاعات الصحة والنوع الاجتماعي وحقوق المرأة والانسان والتنمية الاقتصادية وبرامج القروض الطويلة الامد لمشاريع استثمارية صغيرة تمكن الفلسطيني من الوقوف على قدميه والمضي قدما في العيش الكريم تحاول دعم اقامة دولة فلسطينية مستقلة مشيرا الى ان اجراءات مؤسسته باتت تقف جنبا الى جنب مع ابناء الشعب الفلسطيني، داعيا الى ضرورة نقل مشاهد معاناة الفلسطينين الى كل شعوب العالم.
من جهته اوضح مازن الجعبري مدير دائرة التنمية والشباب التابعة لجمعية الدراسات العربية التي تستضيف الوفد الايطالي الذي يمثل نقابات عمال ونشطاء ومتطوعين في زيارة تستغرق اسبوع ضمن مشروع تبادل شبابي ويشارك بمخيم شبابي تتضمن فعالياته لقاءات مع فلسطينيين وزيارة عدة مؤسسات مقدسية وجولات ثقافية.