جامعة بيرزيت تمنح درجة الماجستير في علم الاجتماع للطالبة سماح نصار

رام الله -  معا-  منحت جامعة بيرزيت درجة الماجستير في علم الاجتماع للطالبة سماح صائب نصار عن رسالة بعنوان "التصورات الاجتماعية حول الجنس في المجتمع الفلسطيني"، بإشراف الدكتور أباهر السقا. وناقشت الرسالة اللجنة برئاسة الدكتور أباهر، وعضوية الأستاذتين، د. نادرة شلهوب كيفوركيان ود.آيلين كتّاب.

وتمثلت أبرز نتائج الرسالة بأن التصورات الاجتماعية حول الجنس تستمد من العادات والتقاليد بدرجة أكبر مما يفعله الدين. كما لا يبدو الجنس غريزيا في تصورات المجتمع الفلسطيني وروتينايا هدفه الانجاب وان الانجاب ما عاد مرتبطا بالصراع السياسي. لكن هذه التصورات حول الجنس وربط غايته بالانجاب ما زالت قوية في اوساط الأفراد في المخيمات.

وتؤكد نتائج البحث أن المجتمع الفلسطيني، لا يسقط العاطفة من حسابات أفراده، بل أنه يبدو مؤمنا بالحب كوسيلة تزيد المتعة الجنسية. وكذلك فإن العنف الجنسي في التصور والسلوك، يعد انعكاسا لعلاقات القوّة في المجتمع الرازح داخل هيمنة الفكر الذكوري، ليصبح الجنس أداة إرهاب تمارس ضد المجموعات المستضعفة والمهمّشة ما يجعله أحيانا اداة تهديد في تصفية الخلافات الداخلية، كما أنه يرتبط في المخيال الجمعي، في فترات تاريخية محددة كأداة اسقاط للعمالة مع العدو.

وأظهرت الدراسة إن مستوى التعليم ونوع الجنس لا يؤثران في تصورات أفراد المجتمع الفلسطيني حول الجنس، بقدر ما تفعله متغيرات الوسط الاجتماعي، والدخل، ودرجة التدين. وظهر أن أفراد الوسط الاجتماعي ذوو الدخل المتوسط هم الأكثر قابلية لمماحكة العادات والتقاليد بخصوص التصورات حول الجنس
رسالة الماجستير تقع في 223 صفحة ودمجت بين تقنيات البحث الكيفي والكمي باستخدام أدوات المقابلة والاستبانة والمشاركة في الحقل وتحليل المضمون بعينة تجاوزت ال100 فرد للجزء الكيفي من الدراسة و132فرد للجزء الكمي منها مع مراعاة التنوع الجغرافي لأفراد العينة لتشمل المناطق المحتلة عام 1967.

وقد أشاد رئيس لجنة النقاش المشرف على الرسالة د. أباهر السقا بمضمون الرسالة وأهيمته كبحث جدي تستكشف فيه الباحثة سماح نصار، موضوع الجنس، فتقدم قراءة سوسيولوجية تجعل هذا العمل منفردا كما تقدم قراءة جريئة تحملنا الى المستتر والخفي وتفتح أفاقا كونية حول الظاهرة مع تمحص كيفية ضبط الجنس ومنحه مشروعيات اجتماعية وهي تنهل من مداخل نظرية متنوعة المشارب والرؤى السوسيولوجية والجنوسية والتأريخية والصحافية والأدبية في وقت يتسم فيه ميدان الباحثة بالتنوع. كما تتميز هذا الرسالة في جرأة الباحثة في الاعلان مداخلاتها الشخصية وانتقاء موضوع البحث ومحاججة ودفاعا، وكون الباحثة امراة فإن هذا نجاح بحد ذاته.

وبدورها اعتبرت د.آيلين كتاب أن الدراسة هامة وتغطي نقصا في انتاجات النسويات الفلسطينيات حول الجنس كموضوع في سياق نظرة المجتمع ككل، فكسرت حاجزا ضروريا بجرأة علمية لتكريس معرفة حول الجنس يمكن البناء عليها. ونوهت كتّاب الى أهميةأنتدرس الرسالة ضمن المساقات في التخصصات ذات الصلة خاصة معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت.

اما د. نادرة شلهوب كيفوركيان، فأكدت على أهمية البحث ونشره كونه يقدم مقاربات هامة تنفي مجموعة من المقاربات التي يقدمها الباحثون الغربيون عن المجتمع الفلسطيني كما أنه يفتح آفاقا جديدة وهامة في المعرفة العلوم البحثية في فلسطين.

يذكر أن الطالبة سماح نصار تعمل صحفية منذ عام 1998 التحقت بجامعة بيرزيت وحصلت منها على الشهادة الجامعية الأولى في علم الاجتماع عام 2003 ثم نالت شهادة الماجستير عام 2015