الاطفال مجهولو النسب في غزة يتوزعون على عائلات وآخرون تحت سقف مبرة الرحمة وحيدون في رمضان
نشر بتاريخ: 29/09/2007 ( آخر تحديث: 29/09/2007 الساعة: 09:49 )
غزة- معا- لا زالوا يخافون ان يراهم الناس خشية ان يكونوا قد أصدروا حكمهم عليهم بشكل مسبق, هم أطفال كباقي أقرانهم, علامتهم الفارقة أنهم مجهولو النسب, ألصق المجتمع بهم أسم "اللقطاء" لأنهم وجدوا دون أب أو أم ولا يعلم بأمرهم أحد, وهذا ما اقترفوه من ذنب.
رمضان يمر عليهم بآلام موجعة, في بيوت الأطفال هو صلة رحم ومودة بين الأقرباء وجمع شمل لعائلة قد يكون فرقها الزمن, لكن في حالتهم ما من صلة رحم توصل أو أفراد عائلة يدينون لهم بالمودة.
جنان (3 شهور ) وسندس (6 شهور ) حملتهم أيدي غريبة وأوصلتهم لجمعية مبرة الرحمة التي تعنى برعاية الأطفال مجهولي النسب, هم إضافة إلى 23 طفلاً بعضهم ذوو احتياجات خاصة.
ضحكة جنان البريئة لم تمنع أمها التي تحجر قلبها من أن تتخلى عنها على عتبة رصيف بارد, وتحكم عليها بالموت قبل أن تفتح عينيها.
وائل علي فرج نائب مدير جمعية مبرة الرحمة قال "نحاول توفير كل ما يلزم من أمور حياتيه واستطعنا تأمين أم بديلة على مدار الأسبوع لكل عدد من الأطفال لكن المعضلة تكمن في خلق جو نفسي مبهج لهم".
وأضاف "رمضان يزخر بتبرعات الجمعيات الخيرية ونحاول ان نجعله شهر بهجة نختتمه برحلات الاعياد كي لا نترك مجالا لدى الاطفال لان يشعروا بالنقص عن أقرانهم مع صعوبة الأمر".
الأم البديلة ترعى الأطفال في الأسبوع أربعة أيام وتنوب عنها "الخالة" في اليومين الأخرين, هكذا هو حال الحياة تحت سقف الجمعية التي لم يكن المجتمع فيما سبق يتفهم لحساسية قضيتها, الا ان الأيام كانت كفيلة بتبديل ذلك.
يعقب على ذلك فرج "لم نكن نتوقع ان يتفهم المجتمع قضية الاطفال مجهولي النسب لكن والحمد لله, اليوم 80 منهم موزعون على عدة عائلات في القطاع ينعمون بافطار عائلي هذا الرمضان"..
أطفال الجمعية يمضون الرمضان تلو الرمضان وفق جدول طويل الصق على الحائط ينظم لهم اوقات السحور والصلاة والافطار والموقع "ماما", لربما هي كذبة بيضاء ترطب السنتهم التي أظمأها غياب أهل أحلوا أنفسهم من مسؤوليتهم من قبل أن يتولوها.
لكن مائدة الافطار هي ما يجمعهم وسط قلوب تزخر برحمة اشتاقت لها قلوب اطفال عيونهم لا تزال تسأل " من أنا ؟".