بيت لحم - معا - يقضي نحو ثلاثة الالاف لاجئ بينهم 200 عائلة فلسطينية ليلتهم في محطة القطار في العاصمة الهنغارية بودابست بانتظار دورهم للسفر الى المانيا.
وتضيف سفيرة فلسطين لدى هنغاريا ماري انطوانيت سيدين لوكالة معا ان محطة السكك الحديدية الشرقية في بودابست تكتظ باللاجئين من سوريا والعراق وباكستان وافغانستان ينتظرون استئناف الرحلات إلى النمسا أو المرور إلى ألمانيا وغيرها من الدول.
وأغلقت السلطات الهنغارية صباح الثلاثاء محطة السكك الحديدية الشرقية في بودابست بعد ان تم بيع مئات التذاكر طيلة مساء أمس ما أثار غضب اللاجئين الذين شرعوا بالتظاهر، وقالت الحكومة الهنغارية "أن قرار إغلاق المحطة يعود إلى هنغاريا تطبيق قانون الاتحاد الأوروبي الذي ينص على أن من يريد السفر إلى أوروبا عليه أن يحمل جواز سفر صالحا وتأشيرة شنغن".
وأكدت السفيرة ان معظم من وصلوا الى سكك الحديد بينهم فلسطينيون من مخيمات سوريا قاموا بوضع بصماتهم على الحدود الهنغارية، حيث تقوم هذه القطارات بنقلهم الى الدول الاوروبية التي يريدون الوصول اليها، معظمهم يفضلون المانيا، خاصة بعد ان ابدت برلين استعدادها لاستضافة مليون لاجئ.
وأضافت ان النبأ انتشر بسرعة بين صفوف اللاجئين واصبحوا جميعا يفضلون المانيا، بسبب رغبتها في دمج هؤلاء اللاجئين مع الشعب الالماني لتحريك عجلة السوق والوضع الاقتصادي في البلاد.
وأشارت الى ان سفارة فلسطين تعمل على تذليل كافة العقبات ضمن الامكانيات المتاحة امام اللاجئين وخاصة الفلسطينيين من حيث تقديم الاغطية والمأكل والمشرب وغيرها، لافتة ان عدد كبير منهم تعرض للسلب على الطريق من سوريا ووصل بدون ملابس ولا مال.
وأضافت انها استطاعت تحريك السلك الدبلوماسي في البلاد من اجل هذا الملف، ومعظمهم أبدى استعداده لتقديم المساعدة ولو بصفة شخصية، لافتة الى ان الاحتياجات الضرورية تفوق قدراتنا.
وأشارت الى ان بعض اللاجئين توجه الى المانيا بركوب "التكسي" باجرة تصل لـ 500 يورو من بودابست الى الحدود الالمانية وهذا مرتفع جدا على لاجئ لا يملك شيئاً.
وقالت "الآن الوضع أكثر من مأساوي يدمي القلوب واللاجئين في تزايد. عائلات تدفع حياتها ثمنا من أجل الهجرة".
وكانت هنغاريا في مسعى لمنع دخول اللاجئين أقامت سياجا من الأسلاك الشائكة على حدودها الممتدة على طول 175 كم مع صربيا، مع حراسة من شرطة الحدود والكلاب ودوريات مزودة بسيارات دفع رباعي.
لكن السياج فشل في منع عبور المهاجرين، وأعلنت الحكومة الهنغارية بحسب وسائل اعلام عالمية أنها ستبني إضافة إلى ذلك جدارا بارتفاع أربعة أمتار، كما ستشدد العقوبات على الأشخاص الذين يدخلون بطريقة غير شرعية.
اعداد وجدي الجعفري