جنود دروز يعيدون "وسام الجرف الصامد"

بيت لحم - معا - يبدو ان "العربي" هو "العربي" بالنسبة لاسرائيل مهما كانت الطائفة التي ينتمي اليها او موقفه من الدولة الاسرائيلية حتى وان كان يؤدي خدمته العسكرية باخلاص والتزام تفوق فيه على اليهود انفسهم... وهذا بالضبط ما قد يفسر حالة التذمر التي اعرب عنها بعض الجنود الدروز الذين ملّوا من مساواتهم في القتل والاصابة بالجراح والاسر والاشتراك في المعارك والتمييز ضدهم فيما يتعلق بكل شيء آخر من الماء الى الكهرباء والتعليم والبنية التحتية وغيرها، فهم من هذه الناحية عرب بكل ما للكلمة من معنى في نظر المؤسسة الرسمية الاسرائيلية فقرر وفقا لما اوردته اليوم الأربعاء نفرا منهم اعادة "وسام الجرف الصامد" الذي حصلوا عليه لمشاركتهم في العدوان على غزة احتجاجا على حياتهم القاسية.

ونقلت الصحيفة عن النقيب احتياط "يوسف حسن" من سكان قرية دالية الكرمل الدرزية قوله " حين عدت الى المنزل من الحرب على غزة بعد 38 يوما من الخدمة اكتشفت ان المياه مقطوعة عن المنزل بحجة اننا قمنا بتوصيل المياه بطريقة غير قانونية وبعد ان اثبتنا ان الامر ليس على هذا الشكل اعادوا المياه الى مجاريها في المنزل.... اقول لكم انني شخص يحترم القانون ولست لص وهذا الامر يثير اعصابي لماذا يمسون بنا على مدى السنوات الماضية؟ نحن نشعر دائما بنقص كبير جدا من حيث الخدمات وهناك الكثير من منازل الدروز غير الموصولة بشبكة الكهرباء".

وبدوره قال الجندي الدرزي "يال اسعد" البالغ من العمر 40 عاما الذي قاتل هو الاخر في صفوف قوات الاحتلال اثناء العدوان على غزة بعد ان تم تجنيده بناء على امر الاستدعاء رقم 8 " استجبنا للتجنيد منذ عشرات السنين وقاتلنا الى جانب اليهود في كل المعارك والحروب وخسرنا الكثير من الارواح بعد ان قاتلنا مع اليهود كتفا لكتف وسيفا بسيف لكن في المنزل لا يوجد لدينا بنية تحتية لا يوجد كهرباء وهذا امرا خطيرا ".

وأضاف "اسعد" الذي يعمل رئيسا للمنتدى الدرزي التابع لحزب البيت اليهودي " اطالب الجنود الدروز الذين شاركوا في حرب غزة الاخيرة اعادة الاوسمة او الوسام الخاص بعملية الجرف الصامد للحكومة احتجاجا على هذا الوضع".

وقال صديقه الجندي "يوسف المن" البالغ من المر 30 عاما " تركت زوجتي وخرجت للقتال لكن منزلي غير موصول بشبكة المياه او الكهرباء واحصل على مياه الشرب بطريقة غير شرعية من الجيران ولا اعرف الى أي مدى يمكننا تحمل ذلك ؟ حين نقدم الشكاوى نحصل على ردود تقول بان الامور قيد المعالجة لكن في الحقيقة لا يحدث أي شيء ".