الفدائي.. وصقور الإمارات
نشر بتاريخ: 05/09/2015 ( آخر تحديث: 05/09/2015 الساعة: 18:51 )
بقلم : بدر مكي
يلتقي فدائي فلسطين وشقيقه الإماراتي على إستاد الشهيد فيصل الحسيني بالقدس في مباراة تاريخية برسم تصفيات العالم 2018، وآسيا 2019.
الفدائي.. الذي تحول من أغنية ونشيد لفلسطين منذ النشأة في عام 72.. إلى رمز لكرة القدم في بلادي.. وحتى الفدائيين الذين دوماً كانوا رمزاً لمقاتلينا في أكثر من جبهة وخاصة أمام الاحتلال والدفاع عن مخيماتنا في لبنان.. أصبح هؤلاء بالنسبة لشعبنا هم المقاتلون الأشداء الذين يدافعون عن الهوية والقضية...
وهكذا أصبح ياسر عرفات رمز نضالنا الوطني بصفته القائد الأعلى لقوات الثورة الفلسطينية.. وفي دولة الإمارات أثبت المرحوم زايد بن سلطان مؤسس دولة الإمارات الحديثة رمزاً للوحدة العربية.. عندما نجح بامتياز في لم شمل عرب العديد من الإمارات في دولة واحدة في عام 71.. ولم يكتف بذلك بل أصبح رديفاً لمعاني الكرم والخير، وعزة النفس.
كما ساهم في إبراز أهمية الصقر بالنسبة للدولة والذي كان رمزاً للقوة والتحدي.. ولهذا لقي الصقر عناية فائقة من قبل الإماراتيين وأمرائهم ورئيسهم الراحل الكبير، ومن بعده خليفة بن زايد.. كما تلتقي ألوان العلم الفلسطيني بنظيرها من الإمارات.. الألوان الأربعة في كلا المنتخبين.. وهي رموز وطنية توحدنا..
هنا في فلسطين ينتظرون المواجهة الفلسطينية الإماراتية برسم لعبة كرة القدم.. تلك المباراة التي ستكون علامة مضيئة في تاريخ الرياضة في بلدي.. حيث تجري أحداثها على ملعبنا البيتي وبرسم قاري وعالمي.. وقد أصبحت كرة القدم في بلادي.. جزءاً من المشروع الوطني.. ورافداً من روافد المقاومة الوطنية ضد الاحتلال..
لقد أصبحت أبوظبي، دبي، الشارقة، رأس الخيمة، عجمان، أم القيوين، والفجيرة.. والتي تمثل دولة الإمارات.. أدفأ علينا نحن الفلسطينيون من كل عواصم العرب.. كانوا دوماً إلى جانب قضيتنا الوطنية.. وكانت العلاقة التي تربط الأسطورة أبوعمار وزايد الخير.. تمثل عنواناً لعلاقة العرب فيما بينهم..
المنافسة على أرض الملعب سيكون لها طعم خاص.. وقد أصبح الفدائي له شخصيته ومكانته بين أبناء شعبنا.. وعلى جمهورنا الرياضي الزحف نحو إستاد فيصل الحسيني.. ليؤازر ويقف ويساند المنتخب الذي لن يكون جسر عبور للمنتخبات الأخرى.. بل سيكون نداً قوياً ومنافساً عنيداً.. ذاك المنتخب الذي يمثل كافة أبناء شعبنا من الداخل والقدس والضفة وغزة والشتات القريب والشتات البعيد.. ويمثل وحدة الجغرافيا والنسيج الاجتماعي والتلاحم الإسلامي المسيحي.
الفدائي يوحدنا.. والأنظار تتجه إليه.. ما يقارب من اثني عشرة مليوناً من أبناء شعبنا.. ينتظرون منه.. أن يقول كلمته.. في رحلته نحو العالمية.. وأهلاً وسهلاً.. بالإمارات الحبيبة.. بين أبناء شعبنا.. الذي يعشق الإمارات.. وأخلاق الإمارات.. وعطاء الإمارات.