القَصيدةُ الحَمرَاء
نشر بتاريخ: 06/09/2015 ( آخر تحديث: 06/09/2015 الساعة: 10:08 )
بقلم: عماد ابوحجله
عندما رأيت الطفل السوري الصغير ملقى على الشاطىء التركي لم أتمالك شعوري وحزنت من أعماق قلبي وكتبت بقلمي هذه الأبيات الشعرية وكذلك مجريات الوضع بسوريا
تَرَحَمَت ملائكةُ الرحمة دماء الضُعفـاء وأبتُلِيَت أمة العُـربِ بجبروت الأقوياء
تَجـافـت مشاعـر العِـز محبـة ألكُرماء وانقَضت الأقـدارُ تأخُـذُ أرواحَ الأبرِيـاء
تَسامت القُلوب تُلَملمُ وحدة الفُرقـاء وإنبثَقت في الأفِـقِ تَجلِيـات الكُرمـاء
تَبددت آمالُ السماءِ بنزُول المَكرُمَاء وإنقَشعت سُحب الظلام تُجَمِعُ الأدعِياء
تَعالت أصواتُ النَاحِبينَ بين الأنجِيَاء وإستَجَابت رحمةُ الله تغرسُ الرُحمـاء
تَنامت عَذاباتُ الزَمن تَحصُد الأشلاَء وتَستجلِبُ المَـودة الَمحبـة بين الأحِبـاء
تَصّبرَت ألأمهات تُلمم جراح الأبناء وتَستدعي الصبر لِيَعم مشاعر الثُكلاء
تَجبّرت أحقادُ الحاقدين تقتُل السُكناء وتشرئِبُ الصَيحاتُ تَتَنامى عُلواً بالأصَداء
تَبعثـرت الأجِنَـاءُ فـي بُطـون الآبـاء وتَستكِينُ الأحزَانُ تَتَـوالَـى بِذِكـرِ الأسمَاء
تَمددت أيدِي العَابثين تُلقى نَارَ السماء وتَنتشِـرُ قَنابل الحِقد الدَفين تأخُذ النُحَباء
تَسَلمَت قُلوبُ ألأنِينِ أوجاعُها للأَئِناء وأنطَفَأت شُموعُ النُورِ تأخُذُ المُحبينَ بالظَلمَاء
تَرعَرعَت الأزهَار بين قُبور الأولِيَاء وأنجَذَبَت الأرضُ تًسكنُ ألطَاهرينَ الدُفناء
تَقهقَرت قُوى الظالمين بصُمودِ النُبلاء وتَبعثَرت أحقَادُهُم تَركَنُ بإنسِحابِ الجُبناء
تَعافت الجِراحُ تُلِمُلِمُ أطرافَ الجُرحاء وتَأمَلتِ للشِفاءُ بِقِوةِ الإيمَان للأمَنَاء
تَذكرت صَفحاتُ التاريخ بِحِبرِهَا الدِماء وأرتَسمت مَعالِمُـها تَذكُر تَضحِياتِ الأوفِيَاء
تَدّمَعَت عَينَايَ بألمٍ لِطفل بِحُزن الرُؤيَاء وانَتقلت رُوحُه الزَكِية لِدماء الشُهداء الحَمراء
تَحرَكَت مشاعري بِحُب لأشبال ٍ أنقيـاء وتَدفَقت دِمَائي بِصدق القَلب والشِعر بِجَلاء