القدس - معا - حقق قسم الجراحة في مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، نجاحاً نوعياً جديداً في مجال جراحة المناظير، إذ تمكن من إجراء عملية استئصال كامل لورم سرطاني في المستقيم بنجاح.
وقال الطبيب المشرف على العملية الدكتور عبد الله حواري، استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير ورئيس شعبة جراحة المناظير في المقاصد، إن التشخيص المبكر للحالة قد ساهم بشكل كبير في إنجاح العملية.
وأوضح حواري أن العملية تمت بواسطة المنظار من خلال فتحة الشرج، وقد تم استئصال الورم الذي يبعد سبعة سنتميترات عن الفتحة، وإعادة خياطة مكان العملية.
وقال: رغم الكم الكبير من عمليات سرطان المستقيم التي تجرى في مستشفى المقاصد، غير أن هذه الحالة الأولى التي استطعنا أن نكتشف فيها الورم مبكراً، ففي السابق كان يتم تشخيص مثل هذه الحالات في المستشفيات الفلسطينية بتوقيت متأخر، إلا أننا والحمد لله استطعنا تشخيص الحالة مبكراً حيث شمل الورم 60% من جدار المستقيم.
وأضاف أن المريض (41 عاماً) من القدس قد تماثل للشفاء، وغادر المستشفى بصحة جيدة بعد أربعة أيام من العملية، وذلك بعد إجراء تشريح مرضي للعينة أظهر استئصالاً كاملاً للورم.
وقال رئيس قسم الجراحة واختصاصي جراحة الأوعية الدموية الدكتور هيثم الحسن: يعد هذا النوع من العمليات حديثاً على مستوى العالم. وقد أحدث نقلة نوعية في جراحة المستقيم، فهو يجنب المريض التعرض لجراحة تقليدية، واستئصال 50 أو 70 سنتمترا من القولون وإعادة وصله بصعوبة إلى فتحة الشرج، الأمر الذي كان يعرّض المريض لمضاعفات شديدة مثل التسريبات أو انسداد الأمعاء أو حصر البول أو مشاكل في الانتصاب لدى الذكور.
وأعرب المريض المعالج عن سعادته البالغة بنجاح العملية التي أجريت له، مثمناً جهود الدكتور حواري والفريق الطبي في مستشفى المقاصد، وقال: "بفضل الله ومن ثم الأطباء نجحت العملية بواسطة المنظار، وهي الطريقة الأفضل من الجراحة بالنسبة لي. أشكر المستشفى والأطباء والممرضين، وأنا الآن والحمد لله بأفضل حال".
وأشاد مدير عام المستشفى الدكتور رفيق الحسيني، بقدرات الدكتور حواري وحجم التجهيزات والإعدادات الموجودة في قسم جراحة المناظير في مستشفى المقاصد، مؤكداً أن جهاز المنظار الذي يتم استخدامه في العمليات هو جهاز متطور ومتقدم جداً.
وقال: في مستشفى المقاصد طواقم طبية وتمريضية ذات كفاءة، إضافة إلى أنها المستشفى التعليمية الأولى في فلسطين وتخرج كل عام عددا من أمهر الجراحين يعملون في مختلف مستشفيات الوطن، ويسخرون علمهم وخبراتهم لخدمة مرضاهم.
يذكر أن الدكتور حواري قد تلقى تدريباً مكثفا في بلجيكا على أيدي مجموعة من علماء العالم على هذا النوع من العمليات، بالإضافة إلى ما حققه من نجاح ملحوظ بإجراء المئات من العمليات الجراحية التنظيرية النوعية والمعقدة للأورام السرطانية وغير السرطانية في مستشفى المقاصد بالطرق الحديثة وبنتائج مبهرة، حيث تساهم العمليات التنظيرية في تخفيف المضاعفات والآلام التي يعاني منها المرضى جراء العمليات الجراحية التقليدية التي تحتاج إلى ساعات طويلة، وتتطلب المكوث في المستشفى أياماً طويلة من أجل المراقبة والمتابعة الطبية.
واعرب د.نافز سرحان رئيس اللجنة الاعلامية لنقابة الاطباء عن فخره واعتزازه بهذه المؤسسة الفلسطينية العريقة التي تحقق نجاحات متتالية وانجازات وتطورات علمية طبية في شتى المجالات رغم الصعوبات التي تواجهها في مدينة القدس المحتلة.