الحقيقة تقال.. في شأن الحراك الرياضي
نشر بتاريخ: 09/09/2015 ( آخر تحديث: 09/09/2015 الساعة: 18:49 )
بقلم: بدر مكي
شعرت بالقشعريرة تسري في عروقي وأنا استمع إلى النشيد الوطني الفلسطيني على إستاد الشهيد فيصل الحسيني بالقدس، وكادت الدموع تفر من عيوني وأنا أشاهد جمهورنا الكبير الذي جاوز 15 ألف متفرج.. يهتفون للأقصى والقدس وفلسطين والفدائي.. "الله.. فلسطين.. والقدس عربية".. "بالروح بالدم.. نفديك يا أقصى".. تلك الحناجر التي هزت واهتز لها جدار الفصل العنصري المتاخم لإستاد الشهيد فيصل.. الذي قال لنا.. "اشتر زمناً في القدس".. وهكذا كان الفلسطينيون الذين حلموا بهذه اللحظة التاريخية.. حتى يروا بأم أعينهم رمز المقاومة الجديد.. الفدائي.. الذي أبدع في الميدان.. وإن كان افتقد بعض عناصره للانسجام.. وتألق عديد اللاعبين وذادوا عن المرمى ببسالة.
هذا الفدائي.. هدم جدار الفصل.. حيث اجتازت الهتافات الحدود المصطنعة التي حاول فرضها.. الطارئ على هذه الأرض.. لقد سمع أبناء المدينة المقدسة.. هتافات أقرانهم الذين حضروا اللقاء بكثافة على الملعب البيتي لأبناء القوم الجبارين.. هذا ملعبنا وعنوانا.. ولن يستطيع أي كائن من كان.. أن ينزع هذا الحق التاريخي.. والبعض لم يعجبه هذا الحراك الرهيب في حركتنا الرياضية.. بل ويغار من نجاحات الآخرين.. ويحاولون المساس بهذه الحركة وقائدها.. عبر التدخل في الشأن الرياضي.. من خلال محاولة إقصاء مباراة السعودية القادمة مع الفدائي على أرضنا.. وإذا كان الرجل يقوم بدوره على أكمل وجه.. فما بالكم أنتم أيها السياسيون لا تقومون بدوركم.. وتتدخلون في شأن ليس شأنكم..
العين الحمراء.. كانت شديدة الوطأة على الاحتلال.. بدليل أن الدخول إلى فلسطين وبين الضفة وغزة.. قد جاء وفق الأصول المرعية للوائح الاتحاد الدولي.. ولهذا نجحنا في التنظيم.. وإدارة الأزمة.. كما يجب.. صاحب الصوت الهادر والمقاوم في زيورخ.. لعبها بحنكة ودهاء.. وتحقق لنا ما أردنا.. ولكن البعض لم يعجبه هذه النجاحات التي تحققت.. وبفضل ذلك تحولت الحركة الرياضية المقاومة.. إلى عنوان لفلسطين في كافة أرجاء العالم..
سيتحدث الكثيرون.. عما حصل في إستاد الشهيد فيصل.. والإنجاز برسم الإعجاز.. حول إقامة اللقاء في إطار تصفيات كأس العالم.. على الأراضي الفلسطينية.. ولذا أنا آمل من السيد الرئيس.. أن يقول كلمته في هذا الشأن.. ويعطي لصاحب القرار الرياضي.. حقه في إدارة دفة الأمور.. لأنه وحده قادر على اتخاذ القرار المناسب لحماية مكتسباتنا الرياضية.. بعيداً عن الأجندات.. ولعل السنوات الثماني التي قضاها اللواء الرجوب.. كانت حافلة بالإنجازات وتتحدث عن نفسها.. بل ويتحدث العالم عنها بكل فخر واعتزاز.
شكراً لكل رجال الاتحاد الفرسان.. الذين أبدعوا ولجانه العاملة والإعلام المحلي والعربي والدولي.. والشكر والامتنان للجمهور الكبير.. الذي توج اللحظات التاريخية.. بالهتاف والتشجيع حتى اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء.. شكراً لكل طفل وشيخ طاعن في السن وطفلة رسمت علم الوطن على خدودها الجميلة ولكل امرأة وفتاة.. قالت كلمتها في الإستاد الكبير..
هذا الحراك الرياضي الرهيب.. توجناه.. بهذا الفدائي الذي ضم أبناء شعبنا من فلسطين التاريخية والقدس وغزة والضفة والمنافي.. ووحدنا وجمعنا في بوتقة واحدة.. لقد أغظنا العدو بهذه اللحمة واللحظة التاريخية.. وتحول الفدائي داخل المستطيل الأخضر.. إلى فدائي من نوع آخر.. يقض مضاجع الاحتلال ويؤرقه.. في شأن المقاومة الشعبية.