الثلاثاء: 25/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

أهالي الأسرى في رمضان بانتظار الفرج الذي طال

نشر بتاريخ: 01/10/2007 ( آخر تحديث: 01/10/2007 الساعة: 09:31 )
غزة- معا- ماجدة عبد العزيز- على أحر من الجمر ينتظر المئات من الفلسطينيين قرب معبر بيت حانون عودة تسعة وعشرين أسيراً قررت إسرائيل الإفراج عنهم من سكان قطاع غزة ضمن نوايا حسن النية التي وعدت بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.. انتظار قد ينتهي خلال ساعات قليلة في حين تبقى نيران الشوق مشتعلة في قلوب من لم يكتب لهم الإفراج ليكمل ذويهم رمضان أخر في البعد عن الأحبة ولتبقي الذكريات والدعوات هي مفتاح الأمل.

قالت والدة الأسير محمد جابر من حي الدرج في غزة" إن رمضان صعب على أهالي الأسرى ولكن نشكر الله على كل ما أتانا ورغم الظروف الصعبة التي نمر بها إلا إننا لا نملك سوى الحمد والشكر لله", مضيفة إلى أنها عند الفطور أو السحور تشعر بأن ما شيء هناك ناقص وعند تناولها الطعام ترى صوره على الحائط وفي قلبها وعينيها وهنا لا يكون بوسعها إلا البكاء.

وأضافت والدة الأسير محمد جابر أنها تقضي وقتها في رمضان بقراءة القران والدعاء لابنها ولكل الأسرى بان يفرج الله كربهم في اقرب فرصة, موضحة بأن الأيام تمر بسرعة وعندما كان ابنها بجانبها كانت تشعر بالسعادة ولكن بعد اعتقاله تشعر بان الأيام تمر ببطء والوقت أشبه بعجوز يخطو خطاه بصعوبة.

وعلى جانب والدة الأسير محمد تجلس أم لثلاثة أسرى وهي أيضا أم لشهيد تقول " شهر رمضان يقلب المواجع لكل الشعب الفلسطيني سواء أهالي أسرى وجرحى وشهداء", مضيفة "في شهر رمضان لا نشعر لا بالهناء ولا بهدوء البال بسبب انشغالنا بأبنائنا", وتشعر دائما بالوحدة والخلوة لأنها تمتلك 7 أبناء منهم الأسرى والشهداء وألان هي مع ابن واحد فكل المشاعر القاسية والمؤلمة تراودها.

وقالت أم الأسرى الثلاثة "إن أبنائي الذين اعتقلوا كانوا أصحاب عمل وألان هم في السجون أعيش على مرتباتهم الذين يدفعون زهرة شبابهم في السجن" معبرة عن شعورها المؤلم عند جلوسها على مائدة الفطور مع ابن واحد من الأبناء السبعة, وداعية لهم في الصلاة بأن يفرج كربهم وكرب جميع الأسرى قائلة "أن شاء الله يكونوا في رمضان المقبل مع أهاليهم".

وتحدث مصطفى أبو غزالة أخ لأسير وأب للطفل الشهيد يحيى أبو غزالة وأيضا عم لشهيدين طفلين آخرين عن رمضان الذي كانوا كل عام يجتمعون فيه هم والأقارب كل يوم على مائدة واحدة عن الشعور القاسي والمؤلم الذي يشعرون به في أول رمضان يقضونه من دون أبنه وأبناء أخيه وأخيه المعتقل في سجن السبع, قائلا "أن الأمهات يبكين على أبنائهن وتكون لحظات عصيبة لهن, لأنهم أخلوا مكانا على المائدة لكن لم يتركوا فراغا في قلوب اهاليهم.

أما والدة الأسير سميح الحداد فرمضان لديها قد فتح كل الجروح عليها متسائلة من الذي سيزور عماته وأخته وخالاته؟, معبرة ببكاء أن ابنها الأسير قد ترك فراغاً على المائدة وخاصة أن ابنها المعتقل "هو من كان يخلق الفرح والضحك والجو الجميل للطعام ولأي شيء أخر أيضا".

الأسرى صور في القلب وعلى الحائط ويأتي رمضان وتتلوه الأعياد لتقلب المواجع وتفتح الجروح والآهات فكل ما يملك هؤلاء الأهالي سوى الدعاء في الشهر الفضيل لكي يفرج الله كربهم.