الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإفتاء الأعلى: تشديد الإجراءات القمعية بالأقصى توطئة لما هو أعظم

نشر بتاريخ: 10/09/2015 ( آخر تحديث: 10/09/2015 الساعة: 11:52 )
القدس- معا - رفض وأدان مجلس الإفتاء الأعلى قرار ما يسمى بوزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون القاضي بحظر ما أسماه بـ تنظيمي (المرابطين والمرابطات) و (طلاب مصاطب العلم) في المسجد الأقصى، والإعلان عنهما كـ (تنظيمين غير قانونيين).

وقال المجلس: إن المرابطين والمرابطات وطلاب العلم ليسوا تنظيماً، بل هم من عُمّار المسجد الأقصى، الذين يأتونه لأداء الصلوات في باحاته، إضافة إلى طلب العلم الشرعي من علمائه.

وأضاف: إن هذا القرار يمس المسلمين جميعاً، ومرفوض نهائياً، ولا يحق لأي جهة منع المسلمين من الوصول إلى مسجدهم الأقصى المبارك، للتعبد فيه. مبيناً أن المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين، ولا يحق لسلطات الاحتلال التدخل في شؤونه، وأعرب المجلس عن رفضه القاطع لهذا القرار الظالم والخطير، الذي يمهد إلى إفراغ المسجد الأقصى من رواده، لاستكمال ما بدأته سلطات الاحتلال من تقسيم للأقصى مكانياً، بعدما فرضت عليه التقسيم الزماني، وناشد المجلس المصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى من مختلف أرجاء الوطن ببذل أقصى الجهود لشد الرحال إليه، وتعزيز تواجدهم فيه من أجل حمايته، والحفاظ عليه من الاعتداءات والانتهاكات المستمرة والمتزايدة ضده، مؤكداً على تمسك أبناء شعبنا بمسجدهم مهما تطلب ذلك من ثمن وتضحيات إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

وفي السياق نفسه؛ استنكر المجلس قيام ما يسمى "سلطة الطبيعة" التابعة للاحتلال بالاعتداء على أجزاء من مقبرة "باب الرحمة" الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى، ووضع الأسلاك الشائكة حولها، لصالح ما بات يعرف "بالحدائق الوطنية"، ومحاولة رسم حدود جديدة للمقبرة الموجودة منذ مئات السنين، وبيّن المجلس أن مقبرة باب الرحمة مقبرة تاريخية، وتحوي بين جنباتها رفات الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، كما دفن فيها عدد من علماء مدينة القدس والشهداء الأبرار، فلها أهمية خاصة لدى المسلمين، إضافة لحرمتها كمقبرة لموتاهم، وقرار المس بها خطير ومدان بكل المعايير، لأنه يمس الأماكن المقدسة الإسلامية التي لا يحق لأي جهة غير الأوقاف الإسلامية التدخل فيها، مؤكداً أن هذا الاعتداء ما هو إلا استمرار لمسلسل التهويد الذي يستهدف القدس ومسجدها المبارك لخلق واقع جديد على الأرض المقدسة.

ونعى المجلس الشهيدة الأم والمربية الفاضلة رهام دوابشة، التي وافتها المنية متأثرة بجراحها البالغة التي أصيبت بها جراء حرق منزلها من قبل المستوطنين، وقد لفظت أنفاسها بعد ما يقارب الأربعين يوماً من وقوع هذه الجريمة النكراء، وأعرب المجلس عن حزنه العميق بهذا المصاب الجلل، قائلاً: إننا نشاطر في هذه الأوقات العصيبة أهلنا من عائلة دوابشة مصابها الجلل ونتقدم بأحر التعازي لهم ولأبناء شعبنا الفلسطيني كافة، موضحاً أن عائلة دوابشة قضت نتيجة لصمت العالم على انتهاكات الاحتلال وجرائمه، التي تطال حياة أمهاتنا وأطفالنا وأبناء شعبنا حرقاً وقتلاً وتدميراً دون أن يحرك ساكناً، فعائلة دوابشة ضحية أخرى من ضحايا الإرهاب الإسرائيلي، مطالباً بمحاسبة المجرمين الذين اقترفوا هذه الجريمة البشعة، وإخضاعهم للمساءلة القانونية، ولجم اعتداءاتهم الممنهجة ضد شعبنا الأعزل، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم.

وعلى صعيد آخر؛ قدم مجلس الإفتاء الأعلى التهنئة لحجاج بيت الله الحرام بمناسبة سفرهم الميمون لأداء عبادة الحج، داعياً الله تعالى ان يجعل حجهم مبروراً وذنبهم مغفوراً وسفرهم ميسراً، ودعاهم إلى فقه أحكام الحج، واتباع توجيهات المرشدين، وتجنب الزحام، طالباً من حجاج فلسطين خاصة أن يكونوا سفراءً لبلادهم في هذا المؤتمر الأكبر، وأن يوضحوا لحجاج العالم المجتمعين عند أول بيت وضع للناس ما يحاك لفلسطين وقبلة المسلمين الأولى المسجد الأقصى المبارك من مكائد تعصف بوجوده.

جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس الثانية والثلاثين بعد المائة، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.