كاتب صحافي اسرائيلي: تعالوا نقسم حق العودة الى قسمين- خذوا الحق واعطونا العودة
نشر بتاريخ: 01/10/2007 ( آخر تحديث: 01/10/2007 الساعة: 11:04 )
بيت لحم- معا- مقالة نشرتها صحيفة هارتس العبرية في 3 تشرين اول للكاتب داني روبنشتاين وقامت وكالة "معا" بترجمتها:
تتوافق تقديرات مصادر فلسطينية واسرائيلية ان اللقاءات المتواصلة بين اولمرت وابو مازن والتي ستتواصل بعد عودة عباس من واشنطن هي لقاءات في غاية الاهمية بل من اهم اللقاءات التي تحصل بين الاثنين.
وابو مازن لديه خبرة كبيرة في اللقاءات مع الشخصيات الاسرائيلية / اما اولمرت فليس لديه الخبرة ، وانما وحين كان رئيسا لبلدية القدس التقى مع رجال اعمال فلسطينين بصفته رئيس بلدية كما التقى مع عدد من المقاولين العرب ولكنه ليس صاحب خبرة في لقاءات رجال السياسة وقادة وطنيين ، وهكذا يلتقي الرجلان ويقيسان قوة وضعف بعضهما البعض .
ويستخلص الطرفان العبر ويواجهان بالتأكيد المشاكل ومن بين اهم المشكلات حق العودة للفلسطينيين وينقل على لسان اولمرت انه قال جملة واحدة تلفت الانتباه امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست فقد قال : ابو مازن وسلام فياض يريدان صنع السلام معنا ويتمسكان بحل الدولتين وبالتالي يؤيدان ان اسرائيل دولة ذات طابع يهودي .ومعنى العبارة ان عباس وفياض يعترفان بان اسرائيل دولة يهودية .
وبالانطباع الاول لا تثير هذه العبارة اية مشاعر خاصة ، ففي كل الاحصائيات تظهر ان الضفة الغربية وقطاع غزة فيها الغالبية العظمى من السكان فلسطينيين وهكذا يكون من السهل الحديث فورا عن دولتين - الا ان الامور ليست بهذه البساطة فالعبارة التي قالها اولمرت ستثير حفيظة الناطقين بلسان حماس وليس فقط هم .
ومن ضمن التعقيبات على هذه العبارة ما قاله خالد عمايرة وهو من نشطاء حماس في الخليل ( ان تصريحات محمود عباس هذه هي مأساة استراتيجية وأكثر من ذلك تعتبر تنازلا وخيانة لحقوق ملايين الفلسطينيين الذين ينتظرون حق العودة كما ان تصريحاته تعتبر مسا بأكثر من مليون عربي يقطنون داخل اسرائيل ) .
وحسب رأيه فان الاعتراف الفلسطيني باسرائيل كدولة يهودية ستحول عرب 48 الى مواطنين بصورة مؤقتة وغرباء وحطابين وسقائين عند شعب الاسياد وفي اية لحظة سيجري طردهم لانهم ليسوا يهودا ولان اليهودية تطغى على الديموقراطية اذا ما تناقض المفهوم الاول مع الثاني في اية لحظة .
كما ان عمايرة قلق على حق ملايين اللاجئين والنازحين الذين سيفقدون حق العودة الى ديارهم ومدنهم لان اسرائيل ستكون دولة يهودية .
ومن المثير ان ابو مازن لم يلتفت لهذه الانتقادات وهذه ليست اول مرة يتهم فيها ابو مازن بالتنازل عن حق العودة رغم ان جماعته يقولون ان العودة ( حق ) لا يمكن التنازل عنه .
كما اننا نحن اليهود لا نتنازل عن حقنا ولا نستطيع ان نتنازل عن ( الحق ) التاريخي في اودية واراضي اجدادنا في الخليلوشيلو وعناتا , ولكن الغالبية في اسرائيل مستعد ان يتنازل عن تحقيق السيادة اليهودية وعن الاستيطان اليهودي في هذه المواقع التي ورد ذكرها في التناخ .
كما ان الفلسطينيين يعرفون انه ما من سبيل لعودة ملايين الفلسطينيين الى داخل يافا والرملة وحيفا .
ولربما الان عرفتم ان هذا " الخط الاحمر " الحقيقي عند اسرائيل وهو ما جعل البحث في امر مشكلة حق العودة هو ان نقسم المصلح الى كلمتين - حق + عودة .
والحق قائم ولا احتجاج عليه ولا احتجاج ايضا على قرار الامم المتحدة 194 ولكن الاحتجاج هو على العودة العملية الى داخل حدود دولة اسرائيل فهذا غير ممكن ابدا .
ولا تعتبروا ذلك تفلسفا / او تذاكيا على الامر وانما محاولة حقيقية لمواجهة المعضلة والتي تحظى باهتمام حساس عند الفلسطينيين ، فبعد 60 سنة تبدو اسرائيل دولة قوية ولكنها لا تستطيع ان تلغي ( حق ) الفلسطينيين ولكنها تستطيع ان تلغي العودة .