غزة- دراسة توصي بإنشاء معاهد دبلوماسية
نشر بتاريخ: 10/09/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
غزة- معا - أوصت دراسة بحثية بضرورة إنشاء معاهد دبلوماسية لتعليم فنون المراسم وآداب اللياقة للدبلوماسيين والعاملين في السلك الدبلوماسي وأقسام التشريفات والمراسم، وفق التقاليد الإسلامية مع مواكبة التطور والتقدم، واهتمام المدارس الحكومية والجامعات بوضع برامج لتعليم الطلاب فن الإتيكيت بالاستعانة بالمؤلفات الغربية بما لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي.
جاءت تلك الدراسة خلال مناقشة رسالة ماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية اليوم الخميس، في قاعة المؤتمرات بجامعة الأقصى في غزة، للباحث محمد عبد الكريم الغلبان، بعنوان، "آداب اللياقة والمراسم بين الإسلام والغرب- دراسة وصفية مقارنة" في برنامج أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا بمدينة غزة المشترك مع جامعة الأقصى، والتي بموجبها منحت له درجة الماجستير من قبل لجنة المناقشة والحكم التي تضم كل من الدكتور زهير عابد مشرفاً ورئيساً، والدكتور أحمد الوادية مناقشاً داخلياً والدكتور أحمد حماد مناقشاً خارجياً.
وتناول الباحث مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال الرئيس والمتمثل بـ" الفرق بين آداب اللياقة، والمراسم بين الإسلام والغرب؟" مما جعل الباحث يطرح أسئلة فرعية أخرى تتعلق بعنوان ومحتوى الدراسة في خمسة فصول تتعلق بآداب اللياقة وآداب المراسم لدى المسلمين والمجتمعات الغربية وأوجه الشبه بينهما.
واستخدم الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي، إضافة إلى استخدام المقابلات كوسيلة لجمع المعلومات من خلال لقاء العناصر المعنية "وهي عبارة عن حوار فعال بين شخصين أو أكثر" للحصول على المعلومات من مصادرها عبر توجيه مجموعة من الأسئلة لتحقيق أهداف الدراسة. حيث بلغ مجتمع الدراسة على 9 مبحوثين من العاملين في السلك الدبلوماسي في قطاع غزة والضفة الغربية ومن الخبراء والأكاديميين المختصين في مجال المراسم والتشريفات.
وتوصل الباحث إلى وجود عدد من المؤلفات الإسلامية التي تؤكد على الريادة الإسلامية في مجال السلوك الدبلوماسي وقواعد الإتيكيت والبروتوكول.
وتوصلت الدراسة إلى عدم وجود تعارض بين اتفاقية "فيينا" للبروتوكول وآداب الإتيكيت في الإسلام، رغم أن الإتيكيت الغربي يحمل في طياته صور للغزو الفكري والتغريب للمجتمعات الشرقية.
وأوصى الباحث بضرورة متابعة التقدم في مجال المراسم في إطار المواءمة للعادات والتقاليد الإسلامية ودون تعارض معها، وبتقديم الدورات للعاملين وتدريبهم في قسم البروتوكول والتشريفات في المؤسسات الخاصة والعامة والدولية، من أجل تطوير أدائهم المهني والنظري.
ودعا الباحث العرب والمسلمين إلى وضع قواعد سلوك خاصة بهم لفرض ثقافتهم كحق مقدس كباقي الشعوب بما لا يتعارض مع القواعد العرفية بين الدول. لافتاً إلى ضرورة تعميم التجربة الناصعة في مجال المراسم عند بعض الدول العربية والإسلامية والاقتداء بها بدلا من الانجرار وراء تقاليد غربية أبعد ما تكون عن الدين دون الإخلال بالعلاقات الدولية على اعتبار أن كافة الاتفاقات نصت على احترام عادات وتقاليد الشعوب.
كما أوصى الباحث بضرورة إنشاء معاهد دبلوماسية لتعليم فنون المراسم وآداب اللياقة للدبلوماسيين والعاملين في السلك الدبلوماسي وأقسام التشريفات والمراسم، وفق التقاليد الإسلامية مع مواكبة التطور الحالي.
ودعا الباحث إلى اهتمام المدارس الحكومية والجامعات بوضع برامج لتعليم الطلاب فن الإتيكيت وفق المناهج الدينية المستمدة من الأديان السماوية، والاستعانة بالمؤلفات الغربية بما ينسجم مع الدين الإسلامي وملاحقة التقدم والتطور.
وأثنت لجنة المناقشة والحكم للرسالة على الباحث على المجهود الذي بذله، وأشادت بمحتوى الرسالة وأوصت بوضعها في المكتبة بعد إجراء التعديلات الطفيفة عليها لتعميم الفائدة على كافة الباحثين في هذا الميدان. وحضر المناقشة لفيف من الطلبة والمهتمين وزملاء الباحث.