الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران حنا يلتقي وفدا اعلاميا عربيا

نشر بتاريخ: 10/09/2015 ( آخر تحديث: 10/09/2015 الساعة: 18:18 )
القدس -  معا - قال  المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نأمل ونتمنى بأن يصحو الضمير العربي من كبوته وان يلتفت العرب الى فلسطين وآلامها وجراحها ومعاناتها وخاصة مدينة القدس .

وقال حنا بأنه يؤلمنا ويحزننا ما يحدث في محيطنا العربي من دمار وخراب واستهداف لوحدة الدول العربية وامعان في العنف والقتل والممارسات الظلامية .

واضاف ان سوريا تدمر بتمويل عربي حيث ان هنالك بعضا من الدول الخليجية النفطية (تتبرع بسخاء) من اجل التدمير والخراب والعنف في هذا البلد العربي الشقيق ، فإذا بنا نلحظ ان النفط العربي الذي من المفترض ان يكون بركة لمنطقتنا اصبح لعنة وسببا في الدمار والخراب .

اعداء امتنا يخططون ويرسمون مشاريعهم لتقسيم منطقتنا وبعض العرب يمولون وهم بارعون في كرمهم وما يقدمونه من اجل تنفيذ هذه المشاريع المشبوهة .

معروف عن العرب كرمهم وخاصة ثقافة البادية ولكن يبدو ان هذا الكرم في كثير من الاحيان لا يكون في الاتجاه الصحيح .

ان هنالك دولا عربية نفطية تتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا ففي اعلامهم يهاجمون داعش ولكن على الارض يمولون ويدعمون ويقدمون لها كل التسهيلات اللوجيستية امعانا في الدمار والخراب في بلداننا العربية .

النفط العربي يدمر في سوريا كما يدمر في اماكن اخرى وها هي اليمن تتعرض لحرب عبثية لن تكون نتيجتها الا مزيدا من الدمار والخراب لهذا البلد الذي نسميه اليمن السعيد ، فإذا به يتحول الى يمن البؤس والتعاسة والفقر .

يتباكون على اللاجئين السوريين الذين يموتون غرقا وجوعا ويتناسون انهم هم السبب الرئيسي في هذه الكارثة ، فهم يفتحون خزائنهم ويغدقون اموالها لتدمير سوريا اما حدودهم فهي مغلقة امام اللاجئين السوريين وغيرهم .

متى سيصحو العرب من كبوتهم ؟! هل يا ترى قد فات الاوان ؟! ولماذا كل هذا الدمار والخراب في الوطن العربي ؟! ومن هو المستفيد من كل ذلك ؟! .

نحن مع اصلاح الانظمة العربية ومع كل ما تطالب به شعوبنا العربية من حرية وديمقراطية وحقوق ولكن ما يحدث الان لا علاقة له بهذه المطالب ، ما يحدث الان هو تدمير ممنهج لكل ما هو حضاري وانساني في منطقتنا .

نأمل من الدول الخليجية الممولة للعنف في سوريا وفي غيرها من الاماكن بأن تدرك بأن النفط الذي اعطي لها (وهي هبة الهية) لم يعط لهذه الدول من اجل ان تستعمله في الدمار والخراب والعنف ، بل من اجل الخير والصلاح والتطور والرقي والبناء .

نأمل ان تصل رسالتنا الى حيثما يجب ان تصل لا يمكننا ان نصمت امام هذا الدمار الهائل الذي لا يستفيد منه الا اولئك الذين يريدون تصفية القضية الفلسطينية وابتلاع القدس .

لن نفقد الامل بأن هنالك امكانية لكي يتغير هذا الواقع العربي ونأمل ان يكون هذا سريعا قبل فوات الاوان .

وقد جاءت كلمات المطران عطا الله حنا هذه لدى استقباله صباح اليوم وفدا من الاعلاميين العرب الذين يزورون القدس.