مركز الحوراني ينظم ندوة سياسية في الذكرى الـ 33 لمذبحة صبرا وشاتيلا
نشر بتاريخ: 17/09/2015 ( آخر تحديث: 17/09/2015 الساعة: 13:35 )
غزة- معا - نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق ندوة سياسية في الذكرى ال33 لمذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت الغربية عام 1982، تحت عنوان: مذابح الشعب الفلسطيني السياسة والقانون" في قاعة مركز عبد الله الحوراني، بحضور نخبة متميزة من الكتاب والباحثين ومسئولي اللجان الشعبية في المخيمات، وسياسيين، ولجان الأسرى، وقوى وطنية وإسلامية، وشباب وشابات، وإعلاميين وصحفيين.
افتتح الندوة الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني، بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين والأمة العربية وروح المناضل عبد الله الحوراني، ثم رحب بالحضور كل باسمه ولقبه، كما رحب بضيفي الندوة الدكتور وليد الحمامي أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، والشاعرة رحاب كنعان التي كانت شاهدة على المذبحة.
وقال الكاتب ناهض زقوت: منذ يزيد على نصف قرن، والشعب الفلسطيني يدلي بأسماء ضحاياه في المذابح التي ارتكبتها إسرائيل ضده، فالكيان الإسرائيلي نفسه قام على أشلاء وجثث الفلسطينيين. وتأتي الذكرى الثالثة والثلاثين لمذبحة صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت الغربية (16ـ 18/9/1982) لتفتح جراحا وذكريات لم تندمل على ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ عام 1948 وصولا إلى اليوم. فمازال القتل مستمرا بالفلسطينيين تحت أنظار المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا، لأنه مازال يرى الوقائع بأعين إسرائيلية. وأضاف متحدثا عن رحيل قوات الثورة الفلسطينية من بيروت، وعن العلاقة بين الكتائب المارونية وإسرائيل، ونقض اسرائيل لوعود فيليب حبيب ودخول المخيمات، ومساندة اسرائيل لقوات الكتائب في ارتكاب المذبحة.
وقدم الباحث زقوت وصفا لعملية دخول المخيم قائلا: في ظهر الأربعاء 15/9، طوقت الدبابات الإسرائيلية مخيمي صبرا وشاتيلا، وصوبت مدافعها عليهما، وبدأ الجيش الإسرائيلي في إقامة الحواجز حول المخيمين، وإغلاق الطرق والمنافذ المؤدية إليهما، ولم تواجه إسرائيل أية مقاومة عنيفة، إذ لم يكن في المخيمين أية مظاهر مسلحة بعد رحيل المقاتلين، وكان أغلب سكانه من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين واللبنانيين وبعض الجنسيات الأخرى. وأشار إلى أن كبار المسؤولين الإسرائيليين اشرفوا على المذبحة، ومراقبة أحداثها وتفاصيلها. وأعطوا أوامرهم للجنود الإسرائيليين الذين أقاموا الحواجز على مداخل صبرا وشاتيلا، الأوامر بواسطة أجهزتهم اللاسلكية، بأن يتركوا القوات الكتائبية تدخل إلى المخيم.
وأكد الكاتب زقوت أن قوات الكتائب دخلت إلى المخيمين على متن سيارات جيب عسكرية زودهم بها الجيش الإسرائيلي، وبلباسهم العسكري المميز، ويحمل بعضهم فؤوسا وبلطات وسواطير. فقد أعطي المهاجمون تعليمات أهمها أن كل شيء يجب أن يتم بهدوء، ولذلك يجب استعمال الحراب والسكاكين، وعدم إطلاق الرصاص إلا عند الضرورة، خشية أن ينتبه السكان لما يجري. بمجرد دخول قوات الكتائب إلى المخيمين، انقطعت الكهرباء عن بيروت الغربية بشكل مفاجئ وغرقت المدينة في ظلام دامس، وبدأت القوات الإسرائيلية، من بعد منتصف الليل، في إطلاق القنابل المضيئة فوق سماء المخيمين.
وحول ما حدث داخل المخيمين، تحدثت الكاتبة والشاعرة رحاب كنعان عن المجازر التي ارتكبت حيث كانوا يطلقون النار على كل من يتحرك، ويحطمون أبواب البيوت ويجهزون على عائلات بكاملها، فقد قتلوا العائلات وهم في أسرتهم وفي ثياب النوم، أطفال في الثالثة أو في الرابعة من أعمارهم هم أيضا في ثياب النوم، قتلوا في حراماتهم وأغطيتهم. وأضافت لم يكتف القتلة بالقتل، بل كانوا يقطعون أعضاء ضحاياهم قبل أن يجهزوا عليهم، ويحطمون رؤوس الأطفال والرضع على الجدران، أو شقهم نصفين. كما كانوا ويغتصبون النساء والفتيات الصغيرات قبل أن يقطعوهن بالبلطة. ويجرون الرجال إلى خارج المنزل ويطلقون عليهم النيران في وسط الشارع، واقتحموا المستشفيات وقتلوا وعذبوا الأطباء والممرضين والمرضى، واغتصبوا الممرضات.
ثم تحدث د. وليد الحمامي حول موقف القانون الدولي من الجرائم والممارسات العدوانية التي ارتكبتها وترتكبها اسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني، قائلا: إن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، حدد الانتهاكات والجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة في أربع حالات، وهي: جرائم الإبادة الجماعية، جرائم ضد الإنسانية، جرائم الحرب، جريمة العدوان، وأضاف إذا نظرنا إلى هذه الحالات الأربع نجد أنها تنطبق على ما تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
وقبل ختام الندوة فتح باب النقاش والمداخلات حيث تحدث كل من نشأت الوحيدي، ومحمود عفانة، وخميس الترك، وسامي زيادة، وخليل حسونة، ومحمد إبراهيم، وجميعهم ثمنوا الجهود التي يقوم بها مركز عبد الله الحوراني في تذكير شعبنا بالممارسات العدوانية التي ترتكبها اسرائيل وما زالت بحق شعبنا، ودعوا إلى تخصص صفحات في المنهاج الفلسطيني لكي تعرف الأجيال الجديدة على مأساة شعبهم وما ارتكب بحقهم من عدوان وقتل، كما طالبوا بتقديم القادة الإسرائيليين الذين اشرفوا على قتل شعبنا إلى المحاكم الدولية.