مجدلاني: حكومات الاحتلال تعاطت بـ3 إستراتيجيات لضرب الاتفاق الانتقالي
نشر بتاريخ: 20/09/2015 ( آخر تحديث: 20/09/2015 الساعة: 15:27 )
رام الله- معا- قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، د. أحمد مجدلاني إن انسداد أفق العملية السياسية ناجم عن تنصل الإدارة الأمريكية من عملية السلام وانسحابها التدريجي وتعنت حكومة نتنياهو من الالتزام بتعهداتها والاستمرار بعملية مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات ، إضافة للإمعان السافر بتهويد مدينة القدس ، وعزلها عن محيطها الفلسطيني، هذا الأمر دفع مستشاري الرئيس الأمريكي أوباما ، بإسداء النصح والإرشاد بالابتعاد عن ملف القضية الفلسطينية، والتركيز على القضايا ذات الأولوية من اجل ضمان نجاح الحزب الديمقراطي بالانتخابات الأمريكية القادمة مثل ( الملف النووي ، مكافحة الإرهاب) .
وأضاف د. مجدلاني خلال مشاركته امس بلقاء حواري مع نخبة من طلبة الجامعات الفلسطينية ، المشاركون بورشة عمل ينظمها مركز شمس بعنوان " مشروع يلا نشارك عشان نغير نحو تعزيز مشاركة الطلبة في انتخابات مجالس الطلبة" في فندق الروكي بمدينة رام الله ، أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تعاطت بثلاث إستراتيجيات لضرب وتقويض الاتفاق الانتقالي ، وتمثلث في سلطة بدون سلطة، حيث بدأت إسرائيل باستعادة الصلاحيات المدنية وأهمها التنظيم الهيكلي ( الأراضي ، السكان ، المعابر) ، كذالك الاتصال المباشر مع المواطنين لتسهيل وتقديم الخدمات المدنية لهم بشكل مباشر كذلك قرار محكمة العدل الإسرائيلية بامتلاك إسرائيل صلاحية هدم المنازل ، وهذا عمليا يعني إعادة السيطرة ، إضافة لإعادة ضباط الإدارة المدنية كما كان عليه الواقع السابق .
وحول الامن، قال د. مجدلاني الحكومات الإسرائيلية لا زالت تسعى لتحويل السلطة إلى مجرد مشروع أمني لحماية إسرائيل وأمنها وحدودها دون أية إلتزامات اتجاه الأمن والسلطة ،فمنذ العام 2000 وإسرائيل تسيطر على كافة المعابر والتنسيق العسكري قد توقف، كذلك كافة أشكال التنسيق الأمني المشتركة قد توقفت، إضافة إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة انتهكت كل ذلك من خلال الاقتحامات والمداهمات للمدن ومراكزها، والاعتقالات والاغتيالات.
متابعا أن الاحتلال عمل على فصل القدس عن محيطها، كذلك فصل غزة عن الضفة والقدس، هذا المشروع جرى البدء فيه العام 2005، عندما بدأ شارون بالانسحاب أحادي الجانب من غزة، تحت ما يسمى بخطة (الانطواء) وبهذا الصدد فإن استمرار الانقسام يعد مصلحة إستراتيجية لإسرائيل لمنع قيام دولة فلسطينية، كذلك للتذرع بغياب الشريك الفلسطيني للتفاوض معه،وللتدليل على ذلك، فإن الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة جاءت لتعزيز شرعية الانقسام بصيغة وطنية، كذلك لإضعاف حماس دون إزاحتها عن السلطة، وهذا ما أكد عليه إيغورا إيلاند، من خلال مشروعه الذي طرحه أواسط العام 2010 والذي حدد بموجبه إقامة كيان بغزة، وحكم ذاتي بالضفة.
وعلى الصعيد الداخلي قال د. مجدلاني إن إطالة أمد الانقسام لأكثر من ثمانية سنوات، دلالة واضحة على أن حركة حماس لديها مشروعها الإسلاموي والذي ترى فيه بديلا بامتياز عن المشروع الوطني بكامله، وهذا يعني أنها ترى نفسها بديلا أيضا عن كافة المؤسسات الشرعية للشعب الفلسطيني، وتتذرع حركة حماس بذلك من خلال زعمها أن فوزها بالانتخابات التشريعية يمنحها الحق بذلك، كذلك يمنحها الحق للتفاوض مع إسرائيل نيابة عن الشعب الفلسطيني، وتجلى ذلك من خلال المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين حماس والكيان الإسرائيلي، من خلال بعض الترتيبات الأمنية العازلة التي نشأت بترتيب ثنائي ما بين إسرائيل وحماس. وأن تركيا وقطر والسفير السويسري شركاء بذلك.
وعن اوضاع المخيمات اشار د. مجدلاني إن ازدياد الأزمة والحروب الطاحنة التي تعيشها بعضا من الدول العربية، بدأت تلقي بظلالها على الوضع الفلسطيني، وبخاصة لأبناء شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات، وتحديدا في المخيمات السورية وفي لبنان، هذا الوضع الذي بدأ يهدد ببعده الاستراتيجي حق العودة لأبناء شعبنا الفلسطيني، وما يتطلبه ذلك من أهمية وضرورة التيقظ للأمر، ومواجهته باستراتيجية عمل وطنية واضحة من خلال مؤسسات م.ت.ف.