الهيئة المستقلة: القتل على خلفية الانفلات الأمني والمس بالحريات الإعلامية أبرز انتهاكات شهر ايلول
نشر بتاريخ: 02/10/2007 ( آخر تحديث: 02/10/2007 الساعة: 14:59 )
بيت لحم -معا- اصدرت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن تقريرا لابرز انتهاكات حقوق الانسان في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال شهر ايلول الماضي.
وركز التقرير على انتهاك الحق بالحياة والأمن الشخصي في ظل استمرار عمليات قتل مواطنين بسبب الانفلات الأمني، والمبالغة باستخدام القوة ضد مواطنين وتجمعات سلمية من قبل القوة التنفيذية في قطاع غزة وبعض الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، وتصاعد انتهاك الحريات الإعلامية.
واستعرضت الهيئة ابرز الانتهاكات التي رصدتها الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن خلال شهر أيلول الماضي وهي كالتالي:
*انتهاكات الحق بالحياة والسلامة الجسدية:
لا زال القتل على خلفية الانفلات الأمني مستمرا في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء، فقد رصدت الهيئة خلال شهر أيلول2007 مقتل 19 مواطنا ومواطنة جراء حوادث الانفلات الأمني والاقتتال الداخلي في مناطق السلطة الوطنية، 8 مواطنين منهم قتلوا في الضفة الغربية و11 مواطنا في قطاع غزة.
عمليات القتل جاءت على عدة خلفيات. فقد قتل 8 مواطنين على خلفية شجارات عائلية وثأر، و8 مواطنين في ظروف غامضة، ومواطن واحد على خلفية فوضى السلاح، ومواطن آخر قتل على خلفية الصراعات السياسية، كما قتل ضابط في قوى الأمن خلال اشتباك مع مجموعة مسلحة. وكان من بين القتلى أربعة أطفال ثلاثة منهم في قطاع غزة والأخر في الضفة الغربية كما كان من بين القتلى امرأة واحدة.
ومن ابرز حالات القتل التي حدثت في هذا الشهر، مقتل الطفل أحمد فتحي قديح بتاريخ 1/9/2007 خلال قيام القوة التنفيذية التابعة للحكومة المقالة في قطاع غزة بتفريق جموع المواطنين الذين حاولوا اقتحام بوابة معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر. وكذلك مقتل الضابط أكرم إبراهيم أبو السباع، 43 عاما، بتاريخ 5/9/2007، وهو ضابط في قوات الـ 17 خلال اشتباك مسلح بين قوات الأمن ومسلحين من أحد التنظيمات الفلسطينية في مدينة جنين خلال محاولة قوات الأمن مصادرة سيارة غير قانونية من أفراد هذه المجموعة.
كما قتل الطفل أمين طاهر داوود الأشقر بتاريخ 8/9/2007 طعنا بأداة حادة على يد زميله أثناء عودتهما من المدرسة في مدينة قلقيلية. من بين القتلى كذلك عنصرين من القوة التنفيذية الأول هو نضال العشرة، وقد أصيب بتاريخ 30/8/2007 خلال مهمة لهذه القوة، والآخر هو علي سعيد مطر بتاريخ 23/9/2007 جراء الإصابة التي تعرض لها بتاريخ 19/9/2007 بعد تعرضه لإطلاق النار من قبل مسلحين خلال قيامه بحراسة مقر الخدمات الطبية العسكرية في مخيم الشاطئ في غزة.
* المبالغة في استخدام القوة من قبل القوة التنفيذية والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية:
لوحظ خلال شهر أيلول ازدياد مبالغة عناصر القوة التنفيذية في غزة وبعض الأجهزة الأمنية في الضفة في استخدام القوة ضد مواطنين وعند تفريق تجمعات احتجاجية سلمية. فقد أصيب خلال هذا الشهر ما يزيد على 144 مواطنا خلال أحداث الانفلات الأمني والحوادث الناتجة عن فوضى السلاح، وخلال قيام القوة التنفيذية وأجهزة الأمن بتفريق مسيرات ومظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كان أبرز حوادث المبالغة باستخدام القوة ما وقع بتاريخ 7/9/2007، حيث أصيب ما يقرب من 70 مواطنا خلال تفريق القوة التنفيذية لمسيرات لنشطاء في حركة فتح عقب صلاة الجمعة. وفي تاريخ 9/9/2007 أصيب ما يزيد على 20 طالبا من طلاب جامعة الخليل بجراح نتيجة لتعرضهم للضرب بالهراوات على يد أفراد قوات الأمن الفلسطينية، خلال قيامها بتفريق الطلبة المشاركين في مهرجان طلابي عقدته الكتلة الإسلامية خارج أسوار الجامعة.
وبتاريخ 27/9/2007 أصيب خمسة عشر مواطنا بينهم نشطاء من فتح ونشطاء من حماس وعدد من أفراد القوة التنفيذية وذلك خلال شجار استخدمت خلاله الأسلحة النارية والعصي وقع بين الطرفين في مسجد عمر بن الخطاب في مدينة خان يونس على خلفية قيام وزارة الأوقاف في الحكومة المقالة بتعيين إمام للمسجد، الأمر الذي لم يقبله نشطاء فتح وتدخلت القوة التنفيذية لفضه، ووصفت جراح بعض المواطنين بالخطيرة. كذلك أصيب في التاريخ ذاته المواطن موسى صبري حسين 23 عاماً بجروح بعد قيام أفراد من القوة التنفيذية بإطلاق النار في داخل مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح.
ومن بين الحوادث الأخرى اللافتة للانتباه تعرض مواطنين لإطلاق النار من قبل قوى الأمن في الضفة الغربية، حيث أصيب بتاريخ 28/9/2007 المواطن محمد أبو سليم بعيار ناري في الرأس ووصفت إصابته بالخطيرة، جراء قيام جنود حاجز لقوى الأمن بإطلاق النار عليه أثناء قيادته لمركبته في مدينة نابلس لاعتقادهم أنه يقود سيارة غير قانونية.
وفي مدينة الخليل أصيب بتاريخ 28/9/2007 ثلاثة مواطنين بجروح متوسطة جراء قيام أفراد من قوات الأمن بإطلاق النار على السيارة العمومية التي كانوا يستقلونها بحجة رفضهم الانصياع لطلب قوات الأمن بالتوقف.
*انتهاكات الحريات الإعلامية:
خلال شهر أيلول تراجعت الحريات الإعلامية في مناطق السلطة الوطنية. فقد رصدت الهيئة خلال هذا الشهر 9 اعتداءات على الحريات الصحفية كان أبرزها ما يلي:
- بتاريخ 4/9/2007 تلقى 3 صحفيين في قطاع غزة تهديدات بالقتل من جهات مجهولة، وهم رئيس تحرير صحيفة فلسطين مصطفى الصواف، وعماد الإفرنجي مدير مكتب الوطن للصحافة ، وأحمد المشهراوي مراسل صحيفة القدس.
- بتاريخ 7/9/2007 قامت عناصر من القوة التنفيذية بالاعتداء على 16 صحفيا ومصادرة بعض التسجيلات منهم، واعتقال بعضهم بعد الاعتداء عليهم، وذلك خلال قيامهم بتغطية تفريق المصلين أدوا الصلاة في الساحات العامة ومن ثم خرجوا في مسيرات.
- بتاريخ 9/9/2007 قام أفراد من الأجهزة الأمنية بالاعتداء بالضرب على عدة صحفيين ومراسلين ومصورين خلال تغطيتهم لأحداث قيام قوات الأمن بتفريق اعتصام ومهرجان كانت تقيمه الكتلة الإسلامية أمام جامعة الخليل.
- بتاريخ 19/9/2007 أصدرت حكومة تسيير الأعمال في رام الله قرارا يقضي بحظر عمل ونشاط فضائية الأقصى المحسوبة على حركة حماس في مناطق الضفة الغربية، حيث تم استدعاء عدد من العاملين مع المحطة من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وإنذارهم من أجل وقف عملهم وإلا سيقدمون للمحاكمة، وخضع بعضهم الأخر للتحقيق.
- بتاريخ 28/9/2007 تعرض مكتب صحيفة الاستقلال ومكتب صحيفة دنيا الوطن الالكترونية للاقتحام والتخريب والنهب من قبل مجهولين.
*الاعتداء على المؤسسات:
رصدت الهيئة خلال شهر أيلول تسعة اعتداءات على مؤسسات عامة وأملاك عامة وأملاك شخصية، منها مكاتب ومنازل وسيارات مواطنين وكان آخرها بتاريخ 29/9/2007 وهو حادث تمثل بقيام مسلحين مجهولين يستقلون سيارة بإطلاق النار على سجن جنيد في مدينة نابلس من أسلحة رشاشة دون أن تعرف خلفية الاعتداء. وفي وقت سابق من شهر أيلول وتحديدا بتاريخ 11/9/2007 تعرض مقر نادي الأسير في مدينة نابلس أيضا للاقتحام من قبل عدد من المسلحين.
وبتاريخ 12/9/2007 تعرض مكتب مؤسسة صوتنا فلسطين في مدينة غزة للاقتحام من قبل عشرات من المسلحين المجهولين كانوا يستقلون سيارتين والذين قاموا بسرقة بعض محتويات المكتب وذلك عند ساعة مبكرة من الصباح، ولم يعرف إذا كان الاعتداء بهدف السرقة أم لهدف أخر.
*المس بالأمن الشخصي والاعتقال:
وسجلت الهيئة خلال هذا الشهر أربعة حوادث اختطاف، أختطف خلالها 8 مواطنين، ثلاثة حوادث منها وقعت في قطاع غزة والرابع في الضفة الغربية. ومن أبرز حوادث الاختطاف حادثة اختطاف الطفل نديم عوني كلبونة بتاريخ 23/9/2007 من قبل مجموعة من الأشخاص بالقرب من مكان سكنه في أحد أحياء مدينة نابلس على خلفية ديون للخاطفين متراكمة على والده، وأخلي سبيله بعد أسبوع من الاختطاف.
كما شهد شهر أيلول تزايد في عمليات الاعتقال التي تنفذها القوة التنفيذية في قطاع غزة وأجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية. فقد تلقت الهيئة عشرات الشكاوى المتعلقة بقيام القوة التنفيذية باعتقال نشطاء في فتح وأفراد يعملون في الأجهزة الأمنية تعرض عدد منهم للتعذيب وسوء المعاملة على يد المحققين.
وتلقت الهيئة بالمقابل ثلاثين شكوى من معتقلين اعتقلوا من قبل الأجهزة الأمنية في مختلف مناطق الضفة الغربية على خلفية انتمائهم لحركة حماس, مشيرة إلى وجود ما يزيد على 100 معتقل على خلفية سياسية في سجون ومراكز توقيف وتحقيق الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية خلال شهر أيلول ( العدد لا يشمل السجناء والموقوفين في مراكز الإصلاح والتأهيل).
وسجلت الهيئة خلال شهر أيلول وجود 247 سجين في السجون التي تخضع للقوة التنفيذية في قطاع غزة منهم 13 سجينا في مركز توقيف المشتل (المخابرات سابقا، والباقي في مركز غزة للإصلاح والتأهيل، ومن مجموع هؤلاء السجناء 27 محكومين فقط موجودين في مركز غزة للإصلاح والتأهيل وباقي السجناء محتجزين خلافا للقانون حيث لم يعرضوا على المحكمة منذ توقيفهم بسبب تعطل منظومة العدل في قطاع غزة.